تولي الصين اهتماما متساويا لتنمية المرافق الثقافية والخدمات الرقمية في البلاد أثناء تنفيذ مخططها التنموي الطموح في السنوات الخمس المقبلة وما بعدها، لتلبية الاحتياجات المعرفية والثقافية المتزايدة للشعب الصيني مع تحقيق الازدهار الاقتصادي والنهضة الوطنية.
في مقاطعة سيتشوان بجنوب غربي الصين، اجتذبت أطلال سانشينغدوي العديد من الزوار من جميع أنحاء البلاد. وسيتم وضع الاكتشافات الأثرية في متحف مصمم بشكل خاص حيث سيمكن للسياح مشاهدة أعمال ترميم الآثار خلف الزجاج. كما سيتم استخدام أساليب مختلفة عالية التقنية في الترويج للمتحف. وسيمكن للسياح أن يروا كيف عاش أسلافهم قبل آلاف السنين.
وقالت زائرة: “بصفتنا من السكان المحليين، نود معرفة الحياة التي عاشها أسلافنا في ذلك الوقت”.
تشتهر مقاطعة قانسو شمال غربي الصين بلوحاتها الجدارية في مدينة دونهوانغ. وتعمل الحكومة المحلية هذا العام مع شركة الإنترنت الصينية العملاقة “تنسنت” لتطوير تطبيق على الهواتف الذكية للحفاظ على الآثار الثقافية، مما يجعل اللوحات “حية”.
وتخطط أكاديمية دونهوانغ للأبحاث للجمع بين تقنية “الواقع المعزز” مع السياحة عبر الإنترنت لكهوف موقاو بالمدينة، لإخراج اللوحات الجدارية الرائعة من الكهوف. وسيتمكن الناس من رؤية اللوحات على هواتفهم الذكية. وقال تشاو شنغ ليانغ، رئيس الأكاديمية، إن التغيرات ستلبي طلب الأجيال الشابة لملاحظة العالم من خلال هواتفهم.
وأضاف: “تفضل الأجيال الشابة رؤية العالم من خلال وسائل الإعلام الجديدة. لذلك نقوم ببعض التغيير لتلبية احتياجاتهم. ونحاول إظهار فنون دونهوانغ للجمهور من خلال وسائل إعلام مختلفة لإحيائها”.
شرع الأطفال في مقاطعة خنان بوسط الصين في حب الآثار البرونزية في متحف المقاطعة. وفي منطقة الأدوات البرونزية في متحف خنان، يمكن للأطفال تجربة أعمال إصلاح الآثار من خلال تجميع القطع معا على شاشة تعمل باللمس. وقال مدير المتحف ما شياو لين إن المتحف سيعمل على جذب المزيد من الزوار وخاصة المراهقين لزيارته.
وأضاف: “في خطوتنا التالية لبناء متحف ذكي، نسعى لجعل المعروضات “حية”، ونحاول جذب المزيد من الزوار وخاصة المراهقين لزيارة المتحف لمشاهدة الآثار الثقافية ومعرفة المزيد عن التاريخ”.
تحاول المواقع الثقافية الثورية أيضا الترويج لنفسها. ومن خلال التعاون مع شركات التكنولوجيا الفائقة، تمثل المتاحف الثقافية الثورية في جميع أنحاء الصين التاريخ المجيد للحزب الشيوعي الصيني بوضوح، باستخدام أساليب عالية التقنية بما في ذلك تقنية “الواقع المعزز” والاكتساب الرقمي ثلاثي الأبعاد.
وحتى الآن، انتهت 15 متحفا ثقافيا ثوريا في جميع أنحاء البلاد من الاكتساب الرقمي عالي الدقة للمعروضات والآثار والمنشورات والتسجيلات الصوتية ومقاطع الفيديو. وتم إنشاء قاعدة بيانات للثقافة والروح الثورية.
وقال شيونغ تشنغ يوي، مدير المركز الوطني لبحوث الصناعات الثقافية، إن الصين ستركز على صناعة الثقافة الرقمية وخاصة المتاحف الرقمية ومجالات أخرى، مما يعزز البناء الثقافي الروحي.
وأضاف: “خلال السنوات الخمس المقبلة، نولي مزيدا من الاهتمام لتطوير صناعة الثقافة الرقمية، بما في ذلك المكتبات الرقمية والمتاحف الرقمية والرسوم المتحركة والألعاب الإلكترونية ومنتجات متعلقة بالإنترنت. وتحتاج الصين إلى تحسين إنتاج صناعة الثقافة الرقمية وخدماتها، وتعزيز الصناعة من منظور الإبداع والإنتاج والخدمات والسلسلة الصناعية بأكملها، وتحسين شعور المواطنين بالارتياح والسعادة”.
*المصدر: سي جي تي إن العربية.