*صحيفة الشعب اليومية أونلاين/
بقلم/ عبد العزيز سلام- إعلامي مصري في الصين
في وقت تتكاثر فيه الأقاويل والشائعات والمزايدات حول طبيعة انتشار فيروس كورونا في الصين. كان لابد أن نتوقف وننظر لما يحدث في الداخل الصيني, يقول المثل الشائع “الضربة التي لا تكسرك, تجعلك أكثر قوة”. دعونا ننظر إلى ما اتخذته الدولة الصينية من تدابير لمنع تفاقم الوضع وهل ما إذا كان في استطاعة أي دولة أخرى أن تتخذ مثل تلك التدابير في وقت لم يتجاوز العشرين يوما بداية من ظهور أولى حالات الإصابة,فقد أتخذت الصين العديد من التدابير الحاسمة للحد من انتشار الإصابة ومنها على سبيل المثال لا الحصر :
١-إغلاق مدينة ووهان أمام حركة السفر والمرور وإقناع سكان المدينة بالالتزام بالمكوث في بيوتهم لمدة أربعة عشر يوما(فترة حضانة المرض) للتأكد من سلامة الحالات غير المصابة ومنع الحالات المصابة من نقل العدوى للآخرين.
٢-تأجيل الدراسة في المدارس والجامعات ثم بدأت بعض الجامعات والمدارس بتطبيق نظام الدراسة عن بعد.
٣-حصر جميع من كان لهم تواصل مباشر بحالات الإصابة المؤكدة ووضعهم تحت الملاحظة لمدة ١٤ يوما(فترة حضانة المرض).
٤-حث المواطنين على تجنب الزيارات العائلية في فترة تفشي الفيروس -لأن عيد الربيع يعد موسما لتبادل الزيارات العائلية في الصين-للحد من انتشار العدوى.
٥-تطبيق نظام قياس درجة حرارة الجسم للركاب في معظم المواصلات العامة بالمقاطعات الصينية المختلفة.
٦-منع من لا يلتزم بارتداء الكمامة الطبية من استخدام المواصلات العامة.
٧- بدأ الكثير من شركات وهيئات القطاع الخاص والعام في الصين بتطبيق نظام العمل عن بعد (باستخدام الانترنت).
٨-إقامة مستشفيات ميدانية في مدينة ووهان لاستقبال حالات الإصابة بالفيروس وعزلها عن باقي المرضى في المستشفيات الأخرى.
وبالنظر لتلك التدابير والقرارات سنجد أنها ليست فقط مجرد سعي من الحكومة أو الدولة لاحتواء الموقف والسيطرة عليه ,بل سنجد فيها تكاتف والتحام وتجاوب من جميع أطياف الشعب الصيني سعيا للفوز بتلك المعركة أمام فيروس كورونا.
عشت في الصين لبضع سنوات لمست فيها عادات وتقاليد المجتمع الصيني التي تشبه كثيرا المجتمع العربي مثل الحفاوة وكرم الضيافة وغيرها ,ولكن على مر تلك السنوات التي عشتها في بلاد التنين كما يطلق عليها البعض لم أشعر بمدى اصرار هذا الشعب على التقدم, وعزيمته وتكاتفه في مواجهة الأزمات والعقبات ,ولكن بالنظر للتاريخ الصيني الطويل سنعرف أن هذا ليس شيئا غريبا على هذا الشعب ,كان فقط ينقصني أن أكون شاهدا على ذلك بعد أن رأيته في كل ما يحدث من حولي في الصين في الآونة الأخيرة,ليثبت ذلك لي أن #فيروس_كورونا ما هي إلا مرحلة ستنتهي, وستكون شاهدا على صلابة الشعب الصيني ,بالنسبة للصين ما هي إلا ….”نقطة ومن أول السطر”.