هل الصين الصاعدة عدائية؟ كيف يجب أن نفهم الصين والحزب الشيوعي الصيني؟ مع وضع هذه الأسئلة في الاعتبار، أجرى المذيع تسو يو لقناة سي جي تي إن مقابلة مع تشنغ بيجيان، رئيس معهد الصين للابتكار وإستراتيجية التنمية.
تشنغ بيجيان ولد في عام 1932، وانضم إلى الحزب الشيوعي الصيني في عام 1952. تشنغ البالغ من العمر 90 عاما هو منظر معروف قدم مساهمات كبيرة في البناء النظري للحزب منذ الإصلاح والانفتاح. وهو مؤيد وداع لـ”الصعود السلمي” للصين.
الصين تستهل “عصرا جديدا للجماهير”
تشنغ بيجيان: إن النهضة العظيمة للأمة الصينية لا تتعلق بتكرار أحداث الماضي، بل يجب علينا خلق أسباب جديدة. هذا المستقبل غير مسبوق. و في مواجهة هذا الأمر، ما هي القوة الحاسمة؟ إنها قوة الصينيين. تستهل الصين اليوم “عصرا جديدا للجماهير”، كما تقع المسؤولية التاريخية عن النهضة العظيمة للأمة الصينية على عاتق شباب العصر الجديد، أصبح الشباب قوة جديدة في تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية في العصر الجديد.
هل الصين الصاعدة عدائية؟
تشنغ بيجيان: يعتقد البعض أن الصين الصاعدة بسرعة هي نوعا ما قوة عدوانية. يقول تشنغ بيجيان: إن صعود الصين السريع لأكثر من 40 عاما لم ينخرط في الاستعمار مثل الدول الغربية، أو الهيمنة مثل الولايات المتحدة، ولم تنتهج الصين موقفها من خلال شن الحروب مثل بعض الدول. إذن ما هو الطريق الذي نسلكه؟ إنه طريق تنموي للصعود السلمي. و هذا طريق تطور جديد تماما، طريق مختلف تماما عن الطريق الذي اتخذته القوى العظمى في صعودها عبر التاريخ في العالم مع بداية التاريخ الحديث.
يسعى الصينيون إلى التنمية المشتركة والمنفعة المتبادلة والفوز المتبادل وبناء نقطة التقاء ومجتمع المصالح. في الوقت نفسه، تعتمد الصين كونها ثاني أكبر اقتصاد في العالم على جهودها الخاصة، ولم تبالغ في إنجازاتنا، بل على العكس من ذلك، أكدت الصين مرارا وتكرارا أنها لا تزال دولة نامية. ظل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في الصين منذ فترة طويلة في المرتبة 60 أو 70 في العالم.
من المؤسف أن البعض في الولايات المتحدة والدول الغربية قد صموا آذانهم تجاه هذه الحقائق ورغبتنا في السلام والتعاون وعدم المواجهة وعدم الصراع. ما هو جوهر ما يسمى بـ “نظرية التهديد الصيني”؟ إنه فقط يسعى لمنع الصين من التطور السريع فقط.
ما هو نوع الدولة التي تريد الصين بناءها؟
تشنغ بيجيان: “إذا أصبحت الصين دولة قوية تتنمر على الدول والشعوب في كل مكان، وتجعل الآخرين يشعرون تجاهها بالكراهية والبغضاء مثل الولايات المتحدة، فإنني أقول إن الصين ستفشل”. إنه هدف جديد جاء في الوقت المناسب، وهو أن نسعى جاهدين لخلق صورة ذات مصداقية وجميلة ومحترمة للصين.
لماذا يسيء الآخرون فهم الصين دائما؟
تشنغ بيجيان: يتهم البعض الصين بأنها دولة “غير ديمقراطية” أو ذات “ديمقراطية مزيفة”. ويضيف تشنغ بيجيان: إن طريقنا للديمقراطية هو ديمقراطية عملية كاملة أكثر من الديمقراطية الانتخابية الغربية، لأننا ما زلنا نتمتع بديمقراطية استشارية. إن الجمع بين الديمقراطية وسيادة القانون هو ممارسة حية للديمقراطية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية.
إن الحزب الشيوعي الصيني ليس حزبا مهيمنا تحت راية “ثورة عالمية”، ولكنه حزب لا يقتصر فقط على الاختلاف في النظم الاجتماعية والأيديولوجيات، بل ويتطور بشكل سلمي مع عدد كبير من الدول النامية.
في الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، تم انتشال 98.99 مليون من فقراء الريف في الصين من براثن الفقر في ظل المعايير الحالية. إنها معجزة في تاريخ التنمية البشرية.
الآن، حددت “الخطة الخمسية الرابعة عشرة” التنمية الشاملة للصين، والتي لم ترسم فقط آفاقا جديدة للصين، بل أظهرت أن تنمية الصين موحدة مع تنمية العالم كدولة رئيسية.