شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
CGTN العربية/
أدى التطور السريع لشبكة الطرق خلال السنوات الأخيرة إلى تغيرات كبيرة في الحياة اليومية للشعب في مقاطعة سيتشوان ومنطقة التبت ذاتية الحكم جنوب غرب الصين، مما سهل تنقل السكان المحليين وزيادة دخلهم من خلال الترويج القوي للسياحة والصناعات المتخصصة في منطقة الغرب الأقصى.
ويمتد طريق سيتشوان-التبت من مدينة تشنغدو إلى مدينة لاسا، ويمتد قسمها الشمالي لنحو 2400 كيلومتر والقسم الجنوبي لنحو 2100 كيلومتر. ويعبر الخط 14 جبلا على ارتفاع يزيد عن 4000 متر فوق مستوى سطح البحر وأنهار مضطربة مختلفة.
ويؤدي الطريق من مدينة تشنغدو إلى ولاية غارزي التبتية ذاتية الحكم. وكان المحليون في قرية سونغلين منشغلين مؤخرا في حصاد نوع من الفطر، وهو منتج زراعي متخصص للقرية. ومنذ افتتاح القسم الشمالي من الطريق في أواخر عام 2018، يمكن نقل المنتجات الزراعية إلى مدينة تشنغدو في ثلاث ساعات ونصف، حيث سيتم بيعها إلى مناطق مختلفة من البلاد.
وقال تشاو ينغ جيان، قروي محلي: “يمكن أن تصل منتجاتنا الآن إلى بكين أو شانغهاي في غضون ساعات قليلة إلى يوم واحد، وذلك بفضل النقل اللوجستي السريع. ولا داعي للقلق بشأن تسويق منتجاتنا، حيث أن الطلب يتجاوز العرض كل يوم. وتباع كل المنتجات في أقرب وقت من وصولها إلى السوق”.
شهدت العديد من القرى الواقعة على طول الطريق تطورا سريعا بسبب تحسن ظروف النقل، بفضل التحسن المستمر وإعادة بناء الطرق في هذه المنطقة، مما أدى إلى تحسن سلامة حركة المرور وكفاءتها لهذا الخط باستمرار.
وإن نفق جبل “تشه دوه” على الطريق قيد الإنشاء حاليا على ارتفاع 4962 مترا فوق مستوى سطح البحر. ومن المتوقع أن يختصر النفق وقت المرور عبر الجبل إلى ثماني دقائق عند اكتماله، من الساعة ونصف الساعة قبل ذلك.
وفي الوقت الحاضر، أصبحت شبكة الطرق المؤدية إلى التبت متطورة، وأصبحت محركا قويا لتحسين معيشة الشعب وتعزيز التنمية الخضراء، وتسريع عملية التخفيف من حدة الفقر ودفع النهضة الريفية في التبت. وبعد فتح الطريق السريع بين مدينتي لاسا ونينغتشي أمام حركة المرور، تم اختصار وقت السفر بين المدينتين من ثماني ساعات إلى أربع ساعات.
وخلال بناء هذا الطريق، تم استثمار ما يقرب من 400 مليون يوان (61.7 مليون دولار أمريكي) في الاستعادة البيئية. وأصبح جسر دوهبو الكبير الممتد على مساحة شاسعة من المياه الصافية، معلما سياحيا شهيرا، واستفاد المحليون من تنمية قطاع السياحة.
وقالت تشوسكي، قروية محلية: “إن السياح القادمين عبر الطريق السريع معجبون، حيث لم يتوقعوا وجود مثل هذا الطريق فوق المياه وأن مسقط رأسنا جميل جدا. وضخت تنمية قطاع السياحة حيوية جديدة لهذه القرية الجبلية. وأدت سياسات الحكومة حياة مزدهرة لنا”.
تقع بحيرة باسوم قرب محطة باخه على الطريق السريع، وإنها أول وجهة سياحية طبيعية في التبت. ومع بيئة طبيعية جيدة ووسائل نقل ميسرة، جذبت البحيرة سياحا من جميع أنحاء البلاد.
وقالت تسيرينغ داكي، صاحبة فندق في منطقة بحيرة باسوم السياحية: “منذ افتتاح الطريق السريع، جاء المزيد من السياح للاستمتاع بالمناظر الطبيعية هنا، وتطورت أعمالنا بسرعة. وفي مواسم الذروة، نقدم خدمة الإقامة بشكل أساسي، بينما في المواسم الأخرى، نبيع المنتجات الزراعية المحلية. والآن، كل عائلة هنا تمتلك سيارة”.
حتى الآن، بلغ إجمالي أطوال الطرق في التبت 118.8 ألف كيلومتر، منها 728 كيلومترا من الطرق عالية المستوى، بما في ذلك الطرق السريعة. وبدأ تشكيل شبكة الطرق السريعة التي تربط بين شيغاتسي ونينغتشه وناقتشو.
وبالإضافة إلى ذلك تعمل 954 كيلومترا من خطوط السكك الحديدية وخمسة مطارات في التبت. وكل هذا يؤدي إلى شبكة نقل شاملة في منطقة الهضبة لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.