شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
بقلم: دكتورة كريمة الحفناوي
فى يوم الرابع والعشرين من يونيو كان اللقاء مع السيد ويلمر اومار بارينتوس سفير دولة فنزويلا لدى مصر للإحتفال بالذكرى المئوية الثانية لمعركة (كارابوبو) الحاسمة فى الاستقلال النهائى لفنزويلا بعد الطرد النهائى للقوات الأسبانية.
وبحضور عدد من ممثلى القوى والأحزاب الداعمة للشعب الفنزويلى ضد الحصار الأمريكى استهل السفير كلمته “فى هذا التاريخ نعترف بتفانى وإنكار الذات ومساهمة النساء والرجال الذين كرسوا حياتهم لخدمة الوطن والدفاع عنه لكونهم حماة السيادة والسلامة الإقليمية والاستقرار الداخلى فى مواجهة الإمبراطورية الاستعمارية الأسبانية”. وأضاف السفير “إن التاريخ يعيد نفسه حيث نواجه اليوم حصارا ومعركة مع الإمبريالية الأمريكية”.
وإننى أؤكد على أن الولايات المتحدة الأمريكية ارتكبت بحصارها الاقتصادى لفنزويلا عددا من جرائم الحرب ضد الإنسانية حيث جمدت كل الأموال الفنزويلية فى الخارج وضعطت على العديد من الدول لمقاطعة فنزويلا مما تسبب فى عدم وجود الأموال للحصول على الغذاء والدواء وألبان الأطفال بل وتسببت فى عدم توافر الأموال للحصول على اللقاح لمواجهة فيروس كورونا، كما أدى الحصار الأمريكى مع تداعيات فيروس كورونا إلى زيادة البطالة وارتفاع أسعار السلع الأساسية.
وأشار السفير فى كلمته إلى أن “هذا اليوم يعبر عن توحيد وتضامن شعوب الجنوب التى تناضل من أجل سيادتها واستقلالها وقضاياها العادلة”، وتطرق الحديث إلى مناقشة الأحداث السياسية والأقليمية والدولية وأهمية هذا التاريخ الوطنى لجمهورية فنزويلا البوليفارية.
ومن الجدير بالذكر أن سيمون بوليفار الذى ولد فى مدينة كاراكاس بفنزويلا فى 24 يوليو 1783 هو الأب الروحى والفاعل الأساسى فى التحرر الأمريكى ضد الأمبراطورية الأسبانية ل6 دول فى أمريكا اللاتينية (بوليفيا – الإكوادور – كولومبيا – بنما – بيرو – فنزويلا)، وكان قائدا لخمس دول فى أمريكا اللاتينية وأسس جمهوريتى كولومبيا وفنزويلا كما كان له الأثر الكبير فى تحرر الأرجنتين وشيلى وبيرو.
ولقد سار هوجو شافيز الرئيس الراحل على طريق مناهضة الإمبريالية المتوحشة الأمريكية وعمل من أجل المساواة والمواطنة والعدالة الاجتماعية لتحسين أحوال احوال الفقراء وأسس نموذجا للديمقراطية التشاركية وللحوار الوطنى، كما تبنى الرئيس الحالى نيكولاس مادورو نفس السياسات تبنى أيضا سياسة الحوار الوطنى كأساس للخروج من الأزمات وكلغة للتفاهم.
وبالرغم من هذه الظروف الصعبة التى تعيشها فنزويلا فلقد تمت إنتخابات البرلمان فى ديسمبر الماضى 2020 وتم الآن تشكيل المجلس الوطنى الانتخابى وفقا للدستور والذى يضع الآن الجدول الزمنى لتسجيل الناخبين الجدد ويعمل على الإعداد للإنتخابات المحلية وانتخابات المحافظين فى 21 نوفمبر القادم.
وفى نهاية حديثه أكد السفير على أن هذه مناسبة لإعادة التأكيد على أن “فنزويلا دولة حرة مستقلة لاتقبل أى تدخل من أى حكومة أو منظمة دولية وسيواصل الشعب الدفاع عن نفسه ومقدساته وبهذه الروح القتالية ستواصل نضالها للحفاظ على استقلالها الجمهورى وحريتها التى لاتتزعزع”.
ولقد عبر الحاضرون عبر الحوار عن مساندة كل البلدان التى تناهض السياسات الأمريكية المسيطرة والمهيمنة على الدول وعلى ثرواتها ومقدراتها، ومساندة المقاومة الفلسطينية ضد الانتهاكات والاعتداءات وسياسة التطهير العرقى التى يمارسها الكيان الصهيونى ضد الشعب الفلسطينى، وعبروا عن استمرار دعمهم لدولة فنزويلا رئيسا وشعبا ضد الحصار الأمريكى الاقتصادى.