نواصل بث سلسلة التقارير ” أقسو، حياة بطعم التفاح” التي تصور الحياة في منطقة أقسو بمنطقة شينجيانغ ذاتية الحكم لقومية الويغور. في تقرير اليوم ستزور مراسلتنا إيناس بركانة عمدة بلدة أوتبايسي ونتعرف وإياها على علاقته مع السكان المحليين.
إليار ترسن هو عمدة بلدة أوتبايسي الواقعة في مقاطعة أوكتوربان بمنطقة أقسو بمنطقة شينجيانغ ذاتية الحكم لقومية الويغور. بخطى حثيثة يتنقل إليار يوميا بين بيوت القرويين وحقولهم واسطبلات مواشيهم، يجلس إليهم فيستمع إلى مشاكلهم ويحاول أن يبحث لهم عن حلول.
قال إليار ترسن،عمدة بلدة أوتبايسي: قبل تعييني عمدة عملت لفترة طويلة في القرى، كنت قريبا جدا من القرويين، كنت دائما في منازلهم واسطبلات مواشيهم وبينهم في حقولهم. منذ ذلك الوقت عرفت أن عملي هو أن أكون واحدا منهم وأحل لهم مشاكلهم.
أحيانا يقف المزارعون البسطاء عاجزين أمام حل مشاكل قد تبدو لنا بسيطة جدا، مثلا إذا أصيبت الماشية بإسهال ربما يضطر صاحبها لذبحها، فهو لا يعرف من أين يأتي لها بعلاج. وهنا يأتي دوري يقول إليار وهو الإرشاد وتبسيط المعارف العلمية والوقوف إلى جانبهم في الحقل والاسطبل والمنزل.
قال عبد نياز عبد الرسول، مربي مواشي: كنت أملك بضع بقرات، فاقترح علي العمدة أن أسس تعاونية زراعية بتمويل من الحكومة. كما ساعدني في كسب المعارف اللازمة لتنفيذ المشروع وكيفية إدارته بطريقة علمية. والآن بعد أربع سنوات من تأسيس مشروعي أصبح دخلي السنوي من أكثر من 100 ألف يوان.
لأجل سكان بلدته، يتصفح إليار الكتب والمراجع حول كيفية تربية المواشي والبيطرة والزراعة والمبيدات الحشرية الزراعية… يفهمها ويحفظها ومن ثم يشرحها للمزارعين ومربي المواشي، وينزل معهم إلى الأرض لتطبيقها حتى يتأكد من أنهم استوعبوها.
قال جوماخون سيب،صاحب مزرعة خضار: بفضل إرشادات العمدة حول كيفية الزراعة بطرق علمية ونوعية الشتلات الجيدة ومواعيد المداوات وكيفيتها تحسنت محاصيلنا سواء من ناحية الجودة أو من ناحية الكمية.
علاقة إليار بسكان البلدة تجاوزت علاقة العمدة بسكان البلدة التي عين فيها، فقد صار واحدا منهم. يستشيرونه في كل مسائلهم حتى العائلية فيجدونه آذانا صاغية ويدا ممدوة لهم في كل الأوقات.
قال إليار ترسن، عمدة بلدة أوتبايسي: عندما تواجه أحدا منهم مشكلة ما فإنه يتصل بي حتى في الليل، ومنهم من يواجه مشاكل مع ابنه المراهق يتصل بي كي أتحدث إليه. أذكر أن مربي ماشية اتصل بي مرة لأن مواشيه ضاعت، فخرجت معه نبحث معا إلى أن عثرنا عليها.
لدفع العجلة الاقتصادية للبلدة ورفع مداخيل سكانها، لا ينفك إليار في البحث عن سبل وأفكار جديدة قابلة للتطبيق فيها. ويعمل مؤخرا على دفع قطاع السياحة مستغلا الموارد الطبيعية الغنية والفريدة في أوتبايسي.
قال إليار ترسن، عمدة بلدة أوتبايسي: أسعى لدفع قطاع السياحة وتحول بلدتنا إلى بلدة سياحية ذات ميزات خاصة. مثلا كإنشاء مرافق تزلج، بما اننا نملك أحسن أماكن التزلج في جنوب المنطقة، وتأسيس البيوت الريفية. أيضا نسعى لدفع السياحة الثقافية معتمدين على خصائص الثقافة والتقاليد الويغورية.
لإليار في المدينة زوجة وولدان، نجاد وإيجاد. يقول إنه يشتاق إليهما لكن واجبه يحتم عليه أن يبقى مع القرويين لأنهم بحاجة إليه. أما زوجته فهي أكبر الداعمين له لأنها تؤمن بمدى أهمية عمله ومدى حاجة القرويين إليهم لخلق حياة أفضل وأكرم.
قال إليار ترسن، عمدة بلدة أوتبايسي: “زوجتي هي أيضا عضو في الحزب الشيوعي الصيني. وترغب في أن تعمل مثلي بين القرويين، لكن واجب الأمومة حال دون ذلك. لذا فإنها دائما تدعمني وتشجعني في عملي. أنا فرد من هؤلاء القرويين ولأجلهم أتيت ولأجلهم سأبقى”.