Friday 22nd November 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

العرب تحت نير الاستعمار اللغوي

منذ 3 سنوات في 18/يونيو/2021

شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/

 

لماذا لا تكتب أسماء الأعلام الأجانب، وبخاصة الروس منهم، كما هي في لغاتهم الأصلية، وتكتب في الغالب على الطريقة الإنجليزية أو الفرنسية؟

حبيب فوعاني

*المصدر: روسيا اليوم RT

 

في مقابلة له مع إحدى الصحف العربية، قال مترجم عربي مخضرم: “… أحافظ على الأسماء الروسية كما هي؛ مثل يوسف ستالين أو ليف تولستوي أو أنطون تشيخوف، فيأتي المحرّر ويُغيِّرها إلى جوزيف ستالين وليون تولستوي وأنطوان تشيخوف …”

هذه المشكلة يعانيها أيضا الصحافيون العرب، المختصون بشؤون الاتحاد الروسي (وليس روسيا الاتحادية) والجمهوريات السوفييتية السابقة، هناك حيث لا تزال اللغة الروسية تستخدم للتواصل بين مختلف القوميات، ويتذمر هؤلاء من كتابة محرري وسائل الإعلام العربية ليس فقط أسماء الأعلام الروسية، بل والأوكرانية والبيلاروسية، بما فيها أسماء ليف تولستوي، فيودور دوستويفسكي، يوسف ستالين، نيكيتا خروشُّوف، فيكتور يوشِّينكو، ألكسندر لوكاشينكو وغيرهم…

ولعل ذلك يحدث لأن محرري وسائل الإعلام العربية في غالبيتهم لا يجيدون اللغة الروسية، ويعتمدون كليا على المصادر الإنجليزية أو الفرنسية (لغتي مستعمري العرب السابقين).

ولذا أصبحت مضطرا عندما أكتب عن يوسف ستالين مثلا، إلى التشديد على أن اسمه ليس جوزف، فيترك زملائي المدققون في وسائل الإعلام العربية “يوسف” وشأنه.

بيد أن مشكلة كتابة اسم ستالين بالعربية تبقى قائمة: أهو يوسف أم جوزيف؟

يجب القول إن اسم يوسف جاء إلى العربية من العبرية القديمة. وتوجد في لفظه ثلاثة خيارات: يُوسُفُ، يُوسَفُ ويُوسِف، ولا خلاف (تقريبا) على شكل كتابته.

أما طريقة كتابته في اللغات الأخرى، فتختلف من واحدة إلى أخرى. فهو “Joseph” في الإنجليزية والفرنسية والألمانية، و”Josef” في الدنماركية والألمانية أيضا، و”José” في الإسبانية والبرتغالية، و”Józef” في البولندية، و”József” في الهنغارية، و”Giuseppe” في الإيطالية… إلخ.

ذلك في حين أن لفظه يختلف في هذه اللغات تبعا لنطق حرف “j” فهو: “ي” في الدنماركية والألمانية والبولندية والهنغارية، و “خ” في الإسبانية، و “ج” في الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية.

ويختلف نطقه أيضا تبعا لنطق حرف “s” في هذه الكلمة. فهو: “س” في الروسية والدنماركية والصربية ولغات أخرى، و “ج” في الهنغارية، و “ز” في بقية لغات أوروبا. هذا فضلا عن تغيير حرف “ف” إلى “ب” في بعض اللغات كالإيطالية والروسية مثلا.

وعليه، فإن هذا الاسم يكون “جوزيف” في الإنجليزية والفرنسية، و”خوسيه” في الإسبانية، و “جوزيه” في البرتغالية، و “يوجيف” في الهنغارية، و “يوزيف” في الألمانية والبولندية والهولندية رغم الاختلاف بين هذه اللغات الثلاث في كتابته.

وإضافة إلى ذلك، وعلى الرغم من التطابق في كتابته بين الألمانية والدنماركية، فإنه في الألمانية “يوزيف” كما ذكرتُ آنفا (مثل اسم بابا الفاتيكان السابق الألماني بنديكتوس السادس عشر يوزيف راتسينغر)، وفي الدنماركية “يوسِف”.

أما الروس فلا يستخدمون اسم جوزيف إطلاقا، بل يوسِف، (يوسِف برودسكي، الشاعر الراحل الحائز جائزةَ نوبل في الأدب) وأوسيب “Osip” (الأديب أوسيب ماندلشتام)، وكذلك يوسوب”Yusup” (المغني يوسوب علييف) … إلخ.

هذا، وأود الإشارة إلى أن اسم عائلة الزعيم السوفياتي الحقيقي هو يوسِف جوغاشفيلي. وقد غيَّره إلى “ستالين”، ما يعني “الفولاذي”، وهو لم يأت من المملكة المتحدة أو فرنسا، بل جاء إلى روسيا من مسقط رأسه في جورجيا الجبلية القوقازية، حيث لا أثر هناك لأي “جوزيف”.

وعلى هذا الأساس، يجب أن نقول: “يوسِف ستالين”، كما يفعل مواطنوه في جورجيا، وألا نقول البتة “جوزف ستالين”، لأن ذلك خطأ فادح!

وكذلك الأمر مع اسم تولستوي، الذي يكتب بالعربية في كثير من الأحيان هكذا – ليون، وهو ترجمة لاسم ليف، الذي يصبح (الأسد) بالعربية و(ليون) بالإنجليزية والفرنسية، ذلك على الرغم من عدم جواز ترجمة الأسماء والمسميات! ولذلك، فإن اسم قناة “الجزيرة” القطرية العربية مثلا سيبقى في جميع اللغات “al-Jazeera”، ولن يتحول إلى “إيسلند” في الإنجليزية أو “أوستروف” في الروسية مثلا.

وهنا لن أتطرق إلى كتابة اسم فيودور دوستويفسكي باللغة العربية، ولا سيما أنه يُكتب بأسماءٍ ما أنزل الله بها من سلطان.

غير أنني سأعود إلى كتابة اسم عائلة الزعيم السوفياتي الأوكراني نيكيتا خروشُّوف، فهو يُكتب بالإنجليزية هكذا “Khrushchev”، وبالفرنسية هكذا “Khrouchtchev”. ولذلك يُنقل حرفيا عن هاتين اللغتين في عديد من وسائل الإعلام العربية هكذا “خروشتشوف”، لكنني لا أدري حتى الآن إلامَ يستند من يكتب اسمه أيضا هكذا – “خروتشوف” أو “خروتشيف”.

والأمر نفسه مع الرئيس الأوكراني الأسبق فيكتور يوشِّينكو، الذي يُكتب اسم عائلته بالإنجليزية هكذا “Yushchenko” وبالفرنسية “iouchtchenko”. لكنه لا يكتب نقلا عن هاتين اللغتين هكذا “يوشتشينكو” فقط، بل وأيضا “يوتشينكو”، يا للعجب!!!.

أما الأمر مع رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو، فهو مختلف، وخاصة أنه يُكتب على نحو صحيح في الإنجليزية “Lukashenko”، والفرنسية “Loukachenko”، ومع ذلك فهو يُكتب بالعربية أحيانا هكذا “لوكاتشينكو”! فمن أين جاءت التاء؟

هذا، وإن المثقفين العرب لا يخاصمون اللغة الروسية وحدها، بل ولغات العالم الأخرى، إذ إنهم يكتبون كل لغات العالم ويقرأونها على الطريقة الفرنسية أو الإنجليزية.

فمثلا، أنغيلا (ميركل) تصبح أنجيلا (ميركل)، و(برتولد) بريخت يصبح بريشت، و(فولفغانغ) موتسارت يصبح موزارت أو موزار، على الطريقة الإنجليزية أو الفرنسية. ذلك على الرغم من أن هذه الكلمات كلها ألمانية. أما (أنطونيو) غوتيريش البرتغالي فيصبح غوتيريس، ودون كيخوته الإسباني يصبح دون كيشوت.

وهنا أريد التوقف قليلا عند اسم دون كيخوته. إذ إنني لا أدري لِمَ يُكتب اسم محارب طواحين الهواء الإسباني الشهير بالعربية هكذا “دون كيشوت”، في حين أن ميغيل دي ثيربانتس كتب روايته بالإسبانية القديمة. والكلمة ليست فرنسية “Don Quichotte”، لكي تُكتب بالشين، بل هي إسبانية “Don Quixote”. وقد تَرجم المفكر والفيلسوف المصري عبد الرحمن بدوي رحمه الله هذه الرواية منذ زمن بعيد في سنة 1965 عن الإسبانية باسم “دون كيخوته”.

في الختام، أريد القول إن زمن الاستعمار التقليدي لبلاد العرب ولى إلى غير رجعة، غير أن الاستعمار اللغوي الأنجلو-فرنسي باقٍ رغم انتشار مختلف اللغات الأوروبية وغير الأوروبية في العالم العربي، ورغم كثرة الدارسين العرب الكاثرة في الدول الأجنبية المختلفة.

ولكن، ألم يئن الأوان لمحاولة التحرر من رِبْـقَة هذا الاستعمار الخفي، والحرص قدر الإمكان على كتابة أسماء الأعلام الأجانب ونطقها بلغاتهم الأصلية وليس عبر الفرنسية أو الإنجليزية. ولا سيما أن ذلك أصبح سهلا بفضل تطور الشبكة العنكبوتية، وإمكان التواصل الحثيث بين مختلف الشعوب.

 

*المصدر: روسيا اليوم RT

 

 

بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


التعليقات:
  • ـ جاء في مقالة الكاتب الفقرة التالية: “اسم يوسف جاء إلى العربية من العبرية القديمة”.

    ـ هذا تشويه كبير وربما مقصود بحق اللغة العريقة الأرامية – العربية، وصار تآمرا تاريخيا علينا للابقاء على لغتنا القديمة في قفص ما يسمى بالعبرية، ولاتهامنا أننا ظاهرة طارئة في التاريخ.

    ـ العبرية هي لغة القبائل التي هاجرت بأمر الرب الاله من “أور الكلدانيين” في جنوب العراق” صوب بلاد الشام، وبالذات صوب الوادي السحيق (الأردن) ففلسطين من خلال الأردن/ غور الأردن،

    ـ “العبرانيون” أو “العبيرو”، ليسوا قومية، وليسوا دينًا ، كما انهم ليسو حملة لغة بهذا الأسم.

    ـ ما حصل هو ان هذه القبائل عندما تركت جنوب العراق، وخلال توجهها نحو الاردن وفلسطين (بلاد كنعان) قطعت الصحارى، و “قفزت” من فوق سيول / وأو مياه الانهار من ضفة إلى ضفة اخرى، فاكتسبت هذه القبائل وهذه الحالة عندها، مُسمّى ال(عبرانيون) و ال(عبيرو)، و ال (عابرون) والخ. أي مَن عَبروا هذه الموانع الجغرافية – الطبيعية، وكانت لغتهم الارامية التي يتحدث بها الى اليوم مواطنو 3 قرى في سوريا (معلولا وبخعا وجبعدين) وفي احد هذه القرى كان يوجد قبل الارهاب الدولي الذي أفلتوه على سورية المعهد الوحيد من نوعه في العالم لتدريس الارامية القديمة والحديثة، واهل هذه المناطق يتحدثون الى اليوم بهذه اللغة، كما تحدث بها قبل الفي سنة في “فلسطين – كنعان” السيد المسيح و بشّر بها،

    ـ عندما زار بابا الفاتيكان فلسطين في اخر زيارة له اليها قبل زمن كورونا (أو خلالها.. لا أذكر التاريخ بالضبط)، قال له رئيس الوزراء “النتن ياهو”، ان السيد المسيح تحدث وبشّر الشعب برسالته الربانية بالعبرانية وكتب الكتاب المقدس بها، فصححه البابا فورًا قائلًا له،:”بل السيد المسيح له المجد تحدث باللغة الأرامية”، وهو ما عرضته كل تلفزيونات العالم ونشرات اخبارها،

    لهذا، “العبرية” ما هي سوى هرطقة ومصطلح كاذب وافتراء وزيف وباطل وغير موجود واقعًا.. الواقع هو اللغة الارامية، لغة كل منطقتنا العربية الكبيرة في آسيا، ونحن نفخر بذلك.

  • كما جاء في مقالة الكاتب التالي: ولكن، ألم يئن الأوان لمحاولة التحرر من رِبْـقَة هذا الاستعمار الخفي، والحرص قدر الإمكان على كتابة أسماء الأعلام الأجانب ونطقها بلغاتهم الأصلية وليس عبر الفرنسية أو الإنجليزية. ولا سيما أن ذلك أصبح سهلا بفضل تطور الشبكة العنكبوتية، وإمكان التواصل الحثيث بين مختلف الشعوب.

    اؤيد الكاتب ليصحح هو نفسه بنفسه معلوماته المغلوطة، وليتخذ الحقيقة بشأن الارامية ، ليطرح ما يسمى ب “العبرية” جانبا، كونها غير موجودة اصلا، لا كمفردة لها واقع، ولا كلغة يُزعم انها متداولة، بالكتاب المقدس العهد القديم كُتب بالأرامية وهي لغة أبي الانبياء ابراهيم عليه السلام و يعقوب أيضا..

  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *