يقع مركز جيوتشيوان لإطلاق الأقمار الصناعية في صحراء غوبي شمال غربي الصين، ويقدم لمحة عن قطاع الفضاء في البلاد من خلال دوره الضخم في مهام الفضاء المأهولة فيها.
وبصفته أطول موقع لإطلاق الصواريخ في الصين، كان المركز محورا للعديد من مشاريع البلاد لاستكشاف الفضاء ومنشأة الإطلاق المخصصة الوحيدة للمهام المأهولة، مما يشهد على صعود 11 رائد فضاء إلى الفضاء الخارجي وعودتهم بأمان إلى الأرض.
تأسس المركز في عام 1958، وفي عام 1970، أطلقت الصين أول قمر صناعي لها، وهو “دونغفانغهونغ-1″، من هذا الموقع. وفي عام 1999، أطلقت مركبة “شنتشو-1″، المكوك الأول لمهام الفضاء المأهولة في البلاد.
وفي السنوات التالية، أطلقت الصين بنجاح 10 مركبات فضائية أخرى من طراز “شنتشو”، بما في ذلك ست مهام مأهولة وأربع مهام بدون رائد فضاء، مما أحرز تقدما ملحوظا في بناء أول محطة فضائية في البلاد.
وفي أكتوبر عام 2003، أرسلت مركبة “شنتشو-5” أول رائد فضاء صيني إلى الفضاء من هذا المركز، مما جعل الصين الدولة الثالثة بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي التي ترسل إنسانا إلى الفضاء. وبحلول ديسمبر عام 2016، تم إرسال 11 رائد فضاء صينيا – تسعة رجال وامرأتان – بنجاح إلى الفضاء وإعادتهم إلى الأرض.
ويحتوي المركز على مسكن متخصص حيث سيعيش رواد الفضاء ويتدربون قبل أسبوع واحد من رحلتهم الفضاء. وبعد الانتقال إلى المقصورة المكونة من ثلاث غرف نوم، سيبقى الطاقم المختار لمهمة الفضاء المأهولة معزولا عن العالم الخارجي حتى تأتي الدقائق الأخيرة لمقابلة الجمهور والصعود إلى المركبة الفضائية في يوم الإطلاق.
ويتبنى المركز طريقة الإطلاق التقليدية حيث يتم تجميع الصاروخ واختباره ونقله إلى منصة الإطلاق بشكل رأسي. وتسمح هذه الطريقة بإعداد المركبة الفضائية في وضع جاهز للإطلاق وتجنب الخطوات الإضافية. وبعد فحصه وتزويده بالوقود، يتم نقل المركبة الفضائية إلى منصة الإطلاق على ناقلة على طول المسارات المبنية خصيصا لذلك.
وقد ثبت أن هذه الطريقة موثوقة في ضمان سلامة الطاقم على متن المركبة الفضائية وتحقيق أقصى قدر من الفعالية لعملية الإطلاق، وتم اعتمادها لاحقا من قبل مركز ونتشانغ لإطلاق المركبات الفضائية جنوبي البلاد.
وقالت تشانغ لي شين، كبيرة المهندسين في المركز: “عندما بدأنا التحضير لمهمتنا الفضائية المأهولة، قررنا اعتماد التجميع والاختبار والنقل الرأسي. واتخذنا هذا القرار بالاعتماد على تجربة مركبة النقل الزاحف لـ”ناسا”. وفي ذلك الوقت كان مثل هذا المرفق يكلف مليار دولار أمريكي، لكننا حصلنا فقط على تمويل بقيمة عشرة مليارات يوان لمشروع الفضاء المأهول بالكامل. وكان هذا يعني أن صنع مثل هذه المركبة سيتركنا بلا ميزانية. ولذلك توصل مركز الإطلاق إلى طريقة التجميع والنقل الرأسي لخفض التكلفة. ويعد مفتاح هذه الطريقة المسارين المزدوجين اللذين أثبتا فعاليتهما في نقل الصاروخ. وبعد ذلك، تمكنا من تطوير مركبتي نقل بتكلفة سبعة ملايين يوان لكل منهما لحل المشكلة”.
تشمل المرافق في منصة الإطلاق برجا مقوى ومجهزا برافعة تحميل ومصعد شحن ومصعد مقاوم للانفجار لطاقم المهمة. وفي وقت الطوارئ، يتوفر نظام هروب منزلق لرواد الفضاء للخروج من منصة الإطلاق.
ودخلت مركبة “شنتشو-12” المأهولة استعداداتها للعد التنازلي للإطلاق. وسيبقى ثلاثة رواد فضاء على متنها في المدار لمدة ثلاثة أشهر، حيث تهدف الصين إلى استكمال بناء المحطة الفضائية بحلول العام المقبل. وخلال هذه الفترة، من المتوقع أن يقوم مركز جيوتشيوان للإطلاق بمزيد من المهام.
*المصدر سي جي تي إن العربية.