قال دبلوماسيون عرب لدى الصين خلال زيارتهم لمدرسة حزبية في بلدية شانغهاي إن هذه الزيارة تحمل أهمية كبيرة بالنسبة لهم لمعرفة أسرار استمرار نجاح الحزب الشيوعي الصيني، حيث أشاروا خلال مقابلات معهم إلى أن نجاح الحزب الشيوعي الصيني يعود إلى مجموعة عوامل أساسية وعبروا عن تقديرهم لما حققه الحزب من إنجازات منذ تأسيسه قبل مائة عام.
بالنسبة لباهر مردان مضخور، دبلوماسي بسفارة العراق لدى الصين، تعد زيارة مدرسة حزبية في الصين فرصة نادرة وتجربة فريدة للتعرف على الصين والحزب الشيوعي الصيني عن قرب.
وجاءت فرصته لزيارة المدرسة الحزبية ضمن الدورة الدراسية الأولى للدبلوماسيين العرب المعتمدين لدى الصين، التي افتتحت في 24 مايو وستستمر حتى 28 مايو الجاري.
يذكر أن فكرة إقامة الدورة الدراسية تعود إلى ديسمبر من العام الماضي، حيث زار وفد من المبعوثين الدبلوماسيين العرب مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية في جامعة شانغهاي للدراسات الدولية، وأعربوا عن أملهم في إقامة دورة دراسية للدبلوماسيين العرب لدى الصين. بناء على ذلك، وافقت وزارة الخارجية الصينية على تنظيم دورة دراسية خاصة للدبلوماسيين العرب بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني.
ففي يوم الثلاثاء، زار دبلوماسيون من سفارات 14 دولة عربية وبعثة جامعة الدول العربية لدى بكين، مدرسة الحزب التابعة للجنة الحزب الشيوعي الصيني ببلدية شانغهاي، حيث تعرفوا على تاريخ هذه المدرسة الحزبية الممتد لأكثر من 70 عاما، كما أقيم حفل لإهدائهم النسخة العربية من كتاب ((شي جين بينغ: حول الحكم والإدارة)). وقد لاقت محاضرات ألقاها أساتذة بالمدرسة الحزبية حول تاريخ الحزب الشيوعي الصيني والخطة الخمسية الـ14 ومبادرة الحزام والطريق، إعجابا كبيرا من جانب الدبلوماسيين.
وخلال الزيارة والتبادل الكثيف للآراء في المحاضرات، اكتسب العديد من الدبلوماسيين معرفة جديدة عن طبيعة المدرسة الحزبية، وهي مؤسسة نادرا ما يزورها الأجانب؛ واكتشفوا أسرار نجاح الحزب الشيوعي الصيني خلال المائة سنة الماضية.
وفي هذا الصدد، قال مضخور، سكرتير أول بسفارة العراق لدى الصين، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه فوجئ بالمدرسة الحزبية ووجد أنها “مؤسسة ومنظومة فكرية متكاملة أكاديميا واجتماعيا واقتصاديا ولديها علاقات واسعة إقليميا ودوليا. فهي مؤسسة أكاديمية ومنظومة كبرى مؤثرة فعلا”.
ومن جانبه، رأى فارس العبيدي، سكرتير ثالث بسفارة اليمن لدى الصين، أن زيارة المدرسة الحزبية تحمل أهمية كبيرة له ولكل الدبلوماسيين العرب والأجانب، من أجل معرفة أسرار استمرار نجاح الحزب الشيوعي الصيني، إذ أن مدرسة الحزب هي لتأهيل وتدريب الكوادر ونقل أفكار الحزب الشيوعي الصيني من جيل إلى جيل.
وأعرب العبيدي عن تقديره لما حققه الحزب الشيوعي الصيني من إنجازات منذ تأسيسه قبل مائة عام، مرجعا أسرار نجاح الحزب إلى أربعة عوامل، أولها وأهمها يتمثل في وجود “توافق وتطابق كبير بين أهداف الحزب ومصالح الشعب… كما يقال إن الحزب الشيوعي الصيني من الشعب وللشعب وبواسطة الشعب”.
أما العوامل الثلاثة الأخرى فتتجسد في مواكبة الحزب للعصر في المجالات كافة، وقدرته على المراجعة المتواصلة لاستراتيجياته وخططه لضمان التنفيذ السلس لها، والانضباط التام لأعضاء الحزب والمواطنين.
من ناحيته، أشار مضخور إلى أن أسرار نجاح الحزب الشيوعي الصيني تكمن في “قدرة الحزب على التفكير والتحليل، فهي تجعل الحزب يستشرف ما هو قادم من مشاكل سواء كانت داخلية أو خارجية، وكذلك التخطيط، فالتخطيط أمر مهم جدا للمؤسسة، سواء كان التخطيط قريبا أو متوسطا أو طويلا”.
كما سلط الضوء على العلاقة بين الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني وهو يشير إلى “التفاف الشعب حول الحزب”، حيث قال إن “الشعب لديه قناعة كاملة وتامة بأن الحزب الشيوعي الصيني لديه استراتيجية واضحة وتصب في مصلحة الشعب”
*المصدر: شينخوا.