CGTN العربية/
بمناسبة افتتاح جمعية الصحة العالمية، عادت نظرية المؤامرة المزعومة “فيروس كورونا الجديد نشأ في الصين” إلى الظهور. نشر موقع قناة روسيا اليوم مقالاً في الـ 25 من الشهر الجاري أن الولايات المتحدة كررت الحجة القديمة ومضمونها لا يمكن أن يصمد أمام التدقيق، والدافع السياسي وراء الانتشار المتعمد للشائعات هو أن المحافظين يأملون في “إنقاذ الإرث السياسي” للحكومة السابقة من خلال الضجيج المتكرر. كما حقق موقع “بازفيد” الإخباري الأمريكية مؤخرًا، وكشف أن القوى اليمينية في الولايات المتحدة تنشر نظريات المؤامرة حول فيروس كورونا الجديد بدوافع سياسية.
أصدرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية ما يسمى بـ “التقرير الحصري” يوم الـ 23، نقلاً عن تقرير استخباراتي أمريكي رفعت عنه السرية مؤخرًا، لإثارة الضجة حول “مصدر الفيروس من الصين” مرة أخرى، وسرعان ما تم اعتباره “دليلًا قاطعًا” من قبل المحافظين الأمريكيين. قفز الباحث البارز في مركز أبحاث المجلس الأطلسي جيمي ميتزل وآخرون لتشويه سمعة الصين، كما نشرت شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية عددًا من التقارير للمبالغة فيها. وفي هذا الصدد، كتب الكاتب البريطاني ومحلل العلاقات السياسية والدولية توم فودي على موقع قناة روسيا اليوم في اليوم الـ 25 من الشهر الجاري أن هذا التقرير مجرد كلام مبتذل ويفتقر إلى مصادر المعلومات الواضحة، ولا يمكن أن يصمد أمام التدقيق.
يعتقد توم فودي أن توقيت هذا التقرير “الأخير الذي رفعت عنه السرية” يستحق التفكير فيه. لماذا قامت وكالة المخابرات الأمريكية بتعليق هذا “الدليل القاطع” لفترة طويلة؟ في بداية تفشي فيروس كورونا الجديد، أشادت الإدارة الأمريكية السابقة مرارًا وتكرارًا بقدرة الصين على الاستجابة للوباء، حتى اكتشفت أن القيام بعكس ذلك يمكن أن يحصل على راحة سياسية، لذلك بدأت في الدعوة إلى تعقب “مصدر الفيروس من الصين” وادعت أن لديها أدلة. إذا كانت الحكومة الأمريكية السابقة تمتلك هذا التقرير بالفعل، فعليها إثبات ذلك، لماذا لم تفعل ذلك في ذلك الوقت؟
لماذا تواصل الولايات المتحدة إثارة الضجيج حول “مصدر الفيروس من الصين”؟ من وجهة نظر فودي، يبدو أن المحافظين الأمريكيين يعتبرون هذا التقرير “الأخير” بمثابة “تصحيح” لوسائل الإعلام. رفضت بعض وسائل الإعلام الأمريكية الرئيسية تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في ذلك الوقت واعتبرت “الفيروس جاء من الصين” على أنها نظرية مؤامرة مجنونة.
نشر موقع “بازفيد” الإخباري الأمريكي مؤخرًا مقالًا استقصائيًا يكشف أن أنصار ترامب والقوى المناهضة للصين قد نقلوا تناقضات لأغراض سياسية ونشروا نظريات مؤامرة “مصدر الفيروس من الصين”، بما في ذلك موقع الأخبار المالية اليميني المتطرف الأمريكي “Zero Hedge”، وشبكة فوكس نيوز الأمريكية، ومقدم البرامج الإذاعي الأمريكي الشهير راش ليمبو والسيناتور الجمهوري توم كوتون ومحافظون آخرون. بمساعدة القوى اليمينية في الولايات المتحدة، دخلت حجة “مصدر الفيروس من الصين” التيار الرئيسي للمحافظين الأمريكيين من الهامش.
وقال فودي إن “مصدر الفيروس من الصين” أشبه بـ “أسلحة الدمار الشامل” التي اختلقتها الولايات المتحدة عند غزو العراق، وهي كذبة من اختلقتها الحكومة الأمريكية، وذريعة لشن الحرب. من وجهة نظره، فإن الضجيج اليوم وسلوكيات “التشهير” المحتملة في المستقبل هي مجرد شكاوى من الحزب الجمهوري ضد “المظالم القديمة”. لا يتمثل دور هذا التقرير في دعم الحقائق، ولا المصداقية، بل يريد الجمهوريون الاستفادة سياسياً من خلال الضجيج. ولا يتعلق هذا التقرير حقًا بالصين كما هو ظاهر على السطح