خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
العلاقات الصينية مع منظمة التعاون الإسلامي متميزة
بقلم:عبد الحميد الكبي*
*الكاتب مُعتمد في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية في الجزائر، ومستشار رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاّب العرب أصدقاء وُحلفاء الصين للشؤون اليمنية، ورئيس رابطة أصدقاء طريق الحرير الصيني في اليمن.
ترتبط جمهورية الصين الشعبية مع العالم الإسلامي بعرى عميقة من العلاقات التاريخية والحضارية منذ دخول الإسلام إلى الصين، وهو ما ربط الصين بالعالم الإسلامي بجسور قوية نقلت نتاجات الحضارتين الصينية والإسلامية إلى بعضهما البعض، وهو ما لم يتوقف عند أية مرحلة لاحقة على مر الأزمان والقرون، فقد تصلّبت وتميّزت عرى الروابط الإسلامية الصينية على مدى قرون بمتانتها، وسلميتها، وتشعّبت بالتجارة والثقافة.
وفي العصرين الأخيرين العشرين والحادي والعشرين، أي منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية ومنظمة التعاون الإسلامي، قدّم الطرفان مساهمات مهمة لبعضهما البعض لتعزيز العلاقات بينهما، وشهدنا بالتالي تبادلات ودية و روافع لتوافق أصحاب الأديان، بالإضافة للثقافات والتبادلات الاجتماعية والاقتصادية، وهذه لعبت دور الجَسرِ لتسهيل العلاقات الصينية مع الدول الإسلامية، فغدت هذه ثنائية وثيقة تشهد نموًا مشتركًا بين دولة إشتراكية هي الصين، ودول أخرى إسلامية وعربية إسلامية تُعدُ بالعشرات، فتطور أمر وجوهر العلاقات بين الصين والدول الإسلامية وتعمّق في إطارمبادرة “الحزام والطريق” الأممية.
وبات في مصلحة الأمتين الصينية والإسلامية التواصل الأعمق وتعزيز أوصر التعاون والتواصل يوميًا، كون العلاقات بينهما بدأت منذ وقت مبكر في التاريخ الإسلامي والعالمي، وتتشعّب في عصرنا الحالي، إذ تُعتبر البلدان الإسلامية من أهم الشركاء العالميين التجاريين والإنسانيين للصين، فقد شهدت التبادلات التجارية ارتفاعًا بين الجانبين بشكل متصاعد وتحتل مرتبة متقدمة.
وبرغم كل المحاولات الغربية للتاثير على هذه الصِلات التاريخية والعلاقات المستدامة التي تتميز بها الصين والدول الإسلامية، فقد غلب على العلاقات الصينية الإسلامية الطابع السلمي، وباتت تحظى بثقة عالية بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، حيث شهدت زيارات تاريخية من قبل الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي للصين كانت الاولى في 2010م، اعقبها بزيارة ثانية التقى خلالها عدد من المسؤولين الصينيين وافتح المؤتمر الدولي (الصين والعالم الإسلامي: التلاقي الثقافي)، وسطرت جمهورية الصين الشعبية على مدار تاريخها مواقف مشرفة ومضيئة مع الدول الإسلامية في مقدمتها القضية الفلسطينية، ومسألة الاهتمام الصيني الرسمي إتجاه مسلمي شينجيانغ الذي تسكنه قومية الإيغور المسلمة.
ومن الجدير بالذكر، أنه في يناير عام 2016، التقى الرئيس الصيني شي جينبينغ أياد أمين مدني الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي في الرياض. وأشار شي جينبينغ خلال اللقاء الى ان الصين تتمتع بعلاقة ودية طبيعة وتقليدية مع الدول الاسلامية، وان الصين ظلت وستكون دائما صديقا مخلصا وشريكا حميما وشقيقا عزيزا للدول الإسلامية.. كما ان منظمة التعاون الإسلامي رمز لوحدة الدول الاسلامية ولها دور متميز في الشؤون الدولية والاقليمية وساهمت في دفع التعاون بين الدول الاسلامية مساهمة هامة.. وأشار شي إلى ان الصين ومنظمة التعاون الإسلامي اقرتا بمبادئ التعايش بين مختلف الحضارات والأديان والأنظمة الاجتماعية منذ بدء التبادلات الودية بينهما لأكثر من 40 عامًا، وترحب الصين بلعب منظمة التعاون الإسلامي دورها بمثابة الجِسر وإضفاء المزيدِ من الطاقة الايجابية لتطوير علاقة الصين مع الدول الاسلامية .
كما اكد الرئيس شى علي انه يجب علي الصين ومنظمة التعاون الاسلامى ان تنظرا الي التعاون الثنائي نظرة أوسع وتعززا تواصل السياسة بغية دفع التعارف المتبادل للمشاغل للجانب الآخر وتعزيز الثقة المتبادلة. وأردف شي إبى “اننا نقدر الادانة العلنية من قبل منطمة التعاون الاسلامية لاعمال العنف والارهاب التى وقعت في داخل الحدود الصينية.. ويستعد الجانب الصينى لتعميق اندماج المصالح مع الدول الاسلامية وتشديد رباط المصلحة للاستفادة المتبادلة من بعضها البعض من أجل تحقيق التنمية المشتركة في اطار “الحزام والطريق”.. ويجب توسيع الحوار الحضاري بين الحضارتين الصينية والاسلامية العظيمتين لتشجيع ما هو سليم وكبح ما هو سقيم وتقويم الاصالة وتطهيرالمنبع.. كما يجب تعزيز التعاون الدولي للحفاظ علي الإنصاف والعدالة ودفع تسوية القضية الفلسطينية بشكل شامل وعادل في اقرب وقت ممكن.. يستعد الجانب الصينى لتعزيز التعاون مع الدول الاسلامية حول الشؤون الدولية والاقليمية للحفاظ علي مصالح الدول النامية الشرعية ودفع عجلة الاصلاح للمعالجة العالمية ، وتعزيز السلام والتنمية فى العالم.
ومن جانبه اعرب أياد أمين مدني عن اهتمام منظمة التعاون الاسلامي البالغ بتطوير علاقاتها مع الصين العظيمة شاكرًا علي موقفها العادل نحو قضايا “الشرق الاوسط”. مشيرًا الى ان الصين عضو هام يتمتع بتأثير في المجتمع الدولي وان موقف منظمة التعاون الاسلامي يتقارب مع الصين في معالجة المسائل المبدئية للشؤون الدولية . متطلعا الي لعب الصين دورا اكبر في شؤون الشرق الاوسط والشؤون الافريقية. (المرجع: منتدى التعاون الصيني العربي)
ومن المتوقع أن تتطور علاقات الصين بمنظمة التعاون الإسلامي في المجال التنظيمي والمكانة العضوية، ما سيمثل نقطة تاريخية مضيئة في توسيع العلاقات الصينية الإسلامية عمومًا.
إلى ذلك، تحدثت شركة هوتاوي الصينية في نيسان / إبريل الماضي 2021، عن إن هواوي أصبحت أول شركة تكنولوجيا عالمية تنضم إلى وحدة الرد الطارئ التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي المعروفة بـ “فريق الرد على الطوارئ الحاسوبية” في المنظمة. وجاء في تغريدة على حساب هواوي الشرق الأوسط: “تقدم العضوية لهواوي القدرة على المساهمة وبنشاط في المجال العالمي للأمن الإلكتروني وتقوية دفاعات الدول الأعضاء”.
يُذكر، أن هذه “الوحدة” تقدم الدعم للدول الأعضاء في المنظمة والتي تعرضت لهجمات إلكترونية ومساعدتها على بناء قدراتها في مجال الأمن الإلكتروني.
كما ورحب مدير وحدة الاستجابة للطوارئ الحاسوبية في الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع هواوي، عادل المهيري، وقال إن هواوي لديها سجل ممتاز في تقوية وتأمين التحول الرقمي في الإمارات وبقية العالم. وفي جانب متصل، تحدثت تقارير إلى أن عضوية الشركة الصينية في وحدة الاستجابة الحاسوبية للمنظمة دعمتها وكالات الأمن الإلكتروني في الإمارات وماليزيا.
علاقات الصين بالأمة الإسلامية متينة وعريقة منذ القدم وتعززت وتطورت بوجود قيادة الحزب الشيوعي الصيني الذي عمل على مد جسور كافة أشكال التعاون .
شكرا لكاتب المقالة الأستاذ حميد الكبي