حدثت تغيرات كبيرة في منطقة التبت الذاتية الحكم جنوب غربي الصين على مدى 70 سنة منذ تحريرها السلمي، مع تحسن التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمستويات المعيشية بشكل مستمر، وذلك بفضل الجهود الدؤوبة التي تبذلها الحكومة المركزية وأبناء الشعب من جميع المجموعات العرقية.
وبتوقيع اتفاقية مكونة من 17 مادة حول إجراءات التحرير السلمي للتبت في الـ23 من مايو 1951، ودعت المنطقة أيامها القديمة من الثيوقراطية والفقر، وشرعت في رحلة إلى الديمقراطية والازدهار. وتجمع الناس من جميع مناحي الحياة أمام قصر بوتالا في لاسا، حاضرة التبت، للاحتفال بالموعد الخاص قبل 70 عاما، والذي فتح فصلا جديدا فى تاريخ المنطقة.
وكانت التبت منطقة فقيرة متجاورة مع أشد مستويات الفقر حدة، حيث كانت تكلفة القضاء على الفقر أعلى والصعوبات أكبر. وإن القضاء على الفقر في التبت هو سياسة ثابتة للحكومة المركزية.
وبحلول نهاية عام 2019، تم انتشال جميع السكان الفقراء البالغ عددهم 628 ألف نسمة و74 محافظة من الفقر في التبت، الأمر الذي مثل نهاية الفقر المدقع في المنطقة لأول مرة في التاريخ. ويتجاوز نصيب الفرد من الدخل القابل للصرف للذين خرجوا من الفقر الآن عشرة آلاف يوان (1564 دولار أمريكي)، مما يدل على النتائج الإيجابية للقضاء على الفقر.
وفي أواخر عام 2019، وبدعم من السلطات المحلية، تم إعادة توطين 4058 ساكنا في محافظتين على ارتفاع عال يزيد عن 4500 متر إلى بلدات ذات طرق واسعة وفرص عمل أكثر.
وقال ترينلاي لوندروب، قروي أعيد توطينه: “أعيش في منطقة على ارتفاع عال، تدربت على كيفية تشغيل آلة التحميل من قبل الحكومة المحلية، ولم أكن أتوقع استخدامها على الفور. ويمكنني الآن كسب 6000 يوان (938 دولارا أمريكيا) شهريا كسائق آلة التحميل”.
تتمتع منطقة التبت بخط حدودي خارجي طوله 4000 كيلومتر. وقد عانى سكان المناطق الحدودية من ظروف معيشية قاسية وارتفاع نسبة الفقر. وتبذل الحكومات على جميع المستويات جهودا متواصلة لتنمية المناطق الحدودية وتحسين معيشة السكان المحليين.
وتعد البنية التحتية من أهم التطورات في التبت، وخاصة في المناطق الحدودية. وبحلول نهاية العام الماضي، تمكنت القرى الحدودية الرئيسية من الوصول إلى الطرق السريعة. وتم ربط جميع البلدات الحدودية بشبكة الكهرباء الرئيسة. وحققت جميع القرى الحدودية الوصول إلى الخدمات البريدية والاتصالات المتنقلة ومياه الشرب الآمنة.
وتقع بلدة يولمد على المنحدر الجنوبي لجبال الهيمالايا والمناطق الحدودية بين الصين والهند، وكانت أقل البلدات من حيث عدد السكان في الصين. وبعد سنوات من التنمية، نما عدد سكانها من ثلاثة قرويين قبل عام 1997 إلى 234 قرويا الآن. وفي العام الماضي، بلغ نصيب الفرد من الدخل السنوي القابل للصرف في البلدة 34 ألف يوان (5316 دولارا أمريكيا).
وقالت يانغتسوم، ابنة أول رئيس للبلدة: “إننا سعداء للغاية بحراسة الحدود، ونرى ما حدث في البلدة. وهذا ما كان والدي يأمل دائما في رؤيته”.
من الفقر إلى الازدهار، قطعت التبت شوطا طويلا في العقود السبعة الماضية، وتتمتع اليوم بفرص أفضل وإمكانات هائلة، وتخطط لخلق المزيد من المعجزات في سعيها لتحقيق مستقبل أفضل.
*CGTN العربية.