شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
إلهام علييف يَصون رسائل السماء على الأرض
بقلم: الأُستاذ مصطفى نعمة
كثيرًا ما طرحت على نفسي سؤالًا واحدًا هو، لماذا يحب شعب أذربيجان زعيمه الرئيس إلهام إلهام علييف إلى حد الإلتصاق والتمسك به، كما يتمسك الإبن بأمه طوال حياته. اكتشفت بعد سنوات من قراءاتي عن هذه الدولة غير البعيدة عن بلادنا العربية، أن الرئيس علييف إنما يُجسّد في نفسه صفات الإنسان المتواضع والبسيط أولًا؛ وثانيًا سِمات الرجل المؤمن بالسماء وبقدرات وإخلاص شعبه لقضيته الوطنية، إضافة إلى أنه يتحلى بقيم الحياة المُثلى التي يريدها شعارًا للجميع في أذربيجان، ويعمل على مساواة الأفراد بين بعضهم البعض، وتلبية احتياجات مواطنيه، ويزورهم في أماكن عملهم، وفي مواقعهم العامة وفضاءات بلاده، ليكتشف بنفسه دون مستشارين وبعيدًا عن اعتماد جهاز متابعة بيروقراطي لشؤون وشجون مواطنيه، ليُدرك بعمق بواطن القضايا التي تحتاج إلى حلول سريعة وتسويات وتفاهمات مُثلى بأمر رئاسي.
فخامة السيد إلهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان لفت إهتمامي بمواصلته زيارة المساجد والكنائس في بلاده، ونبّه إلى أهمية أحاديثه مع المتدينين العاديين ورؤساء الهيئات والطوائف الدينية، ليس في العاصمة باكو فحسب، بل وفي مختلف أنحاء ومدن وقرى دولته أذربيجان، من خلال زياراته المتكررة إليها، وإشرافه الشخصي على أعمال الترميم والتحديث والصيانة فيها على نفقة الدولة، ومواصلته تفقدها وإطمئنانه على أوضاع ويوميات المؤمنين الناطقين بمختلف اللغات والمتّبعين لمختلف التوجهات والإيمان الديني دون تفريق بين جهة واخرى، وفي مساواة بينهم بموجب القانون.
مؤخرًا، قرأتُ عن زيارة السيد علييف رئيس جمهورية أذربيجان، رفقة السيدة الأولى مهربان علييفا، وكريمتيهما ليلى علييفا و أرزو علييفا، مسجد (يوخاري جوهر أقا) في (شوشا)، يوم 13 مايو هذا العام. تابعت أخبار هذه الزيارة، وعلِمتُ أن رئيس الدولة والسيدة الأولى إحيطا عِلمًا بأعمال الاصلاح والترميم المقامة في المسجد، وبأن أعمال الإصلاح والترميم للمسجد تم تنفيذها بجهود (مؤسسة حيدر علييف الخيرية). المسجد المُشار إليه يعود اليوم إلى طبيعته وألقه الأول الذي بُنِي خلاله ما بين أعوام 1768-1769م، ولكن وبالرغم من قيمته الدينية والثقافية الكبيرة، واعتباره وأحدًا من كنوز العالم الدينية والثقافية القديمة، إلا أنه وللأسف الشديد تعرض إلى هجمة همجية وحشية من جانب قوات أرمينيا التي احتلته لسنوات طوال بلغت الثلاثين.
وفي جانب موازٍ، ولكونه رئيسًا وقائدًا مُسلمًا يتّسم بالانفتاحية والعقلانية ومحبة كل شعبه وقِيم الثقافة الإنسانية بغض النظر عن لونها العرقي والديني، تفقّد الرئيس إلهام علييف (كنيسة القديسة الأم مريم الألبانية) في بلدة (نيج) الأذرية. وقبل أيام، نشرت الكاتبة الروسية الأردنية والمسيحية – الأُرثوذكسية يلينا نيدوغينا، مقالةً لفتت انتباهي بشدة، تحدثت فيها عن خِصال الرئيس إلهام علييف إتجاه المسيحيين، تم نشرها بعد ذلك في الكثير من الصحف والمواقع الإخبارية الناطقة بالعربية، إذ تحدث هذه الكاتبة والإعلامية – التي تحمل أوسمة حكومية ورئاسية من عدة بلدان – عن (شوشا) وكنيستها التي يرعاها ويحميها “الرئيس المُسلم إلهام علييف”، وكيف أن الرئيس إلهام علييف أصدر مرسومًا أعلن فيه مدينة (شوشا) الواقعة في منطقة مرتفعات (قره باغ)، “عاصمةً للثقافة الأذربيجانية”، حيث بدأت في رمضان الماضي هذا الشهر (مايو/أيار)، وعلى أبواب عيد الفطر أنذاك، ترميمات يومية ناشطة على حساب الدولة الأذربيجانية، وبدعم من سكانها ومن شعب أذربيجان المسلم لِ(كنيسة غازانتشي) الشهيرة، كذلك الأمر للمساجد والمَعالم التاريخية، والأضرحة، والبيوت – المتاحف، وتتم إعادة البناء والترميمات اتّساقًا مع الأسلوب المعماري المسيحي الأصلي لكنيسة (شوشا)، وفي إطار النمط الإسلامي للمواقع الدينية الإسلامية، ولم يفت هذه الكاتب الإشارة، إلى أن باكو أعلنت عن اكتشاف بقايا صاروخ من نوع “إسكندر/إم” “على مسافة 200 متر فقط من (كنيسة غازانتشي) في (شوشا)”، ولحسن الحظ، لم تقع مأساة بشرية جراء ذلك. وبيّنت نيدوغينا كذلك أن هذا العدوان إنما يكشف عن أن أرمينيا مستعدة لتدمير كامل المدينة، بما في ذلك الكنيسة التي زعمت أنها “تقدّرها!”، بينما أكدت المنظمات الدولية ذات الصِلة على أن أذربيجان حافظت وتحافظ وستحافظ على التراث الثقافي والديني المسيحي الموروث عن الأسلاف الأذربيجانيين المسيحيين، لكن قوات أرمينيا كانت استهدفت (مركز كنجه) السكني بصاروخ باليستي ودُمِرت وحُطِمت الكنيسة الأرثوذكسية هناك، وخُرّبت وهُدِمت كذلك العديد من المَعَالم الدينية الإسلامية الأذرية، لكن الخبراء من (اليونسكو) يزمعون ترتيب زيارات متواصلة إلى المناطق التي دمرت أرمينيا فيها المواقع الدينية، وذلك لتجهيز التقارير الرسمية عن كل ذلك.
الجميل في كل ما تقدَّم، هو تلك الروحية الوثابة التي تميز الرئاسة الأذرية بقيادة الرئيس إلهام علييف، في العمل الواعي لضمان مساواة جميع بني آدم وحواء، وهي خِصال ينطبع بها كذلك شعبه الأذربيجاني الشقيق، الذي يَحمي تراثه كما يُحَافظ على حدقات عيونه، من أجل أن تغدو هذه الدولة مِثالًا يُحتذى بقيادتها وشعبها في تعايش البشر بكل ألوانهم وقومياتهم ولغاتهم.
مبروك لأذربيجان برئيسها الشهم الذي يَصون رسائل السماء على الأرض ويحمل على منكبيه إرث الزعيم التاريخي الشهير حيدر علييف، بكل سِماته وتفاصِيله الشَريفه.