شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية
فلسطين و الصين.. الشيخ جراح و غزة الصامدة
بقلم: الاستاذ مصطفى نعمة
بينما يتناقش ويتواجه أطراف المجتمع الدولي ومندوبوه في المنظمة الأممية حول العدوان الصهيوني على غزة هاشم والقدس والمسجد الأقصى المبارك والشعب الفلسطيني برمته، يواصل الكيان الصهيوني الاحتلالي غير آبهًا بكل المواثيق والقوانين الدولية، شن حرب الأبارتيد الشاملة لإبادة الجنس العربي الفلسطيني في فلسطين المحتلة منذ 1948 و1967، وما بينهما وما قبلها وبعدهما من سنوات عجاف على العرب أجمعين وأحرار العالم.
وفي جانب أخر، لم تسمح واشنطن لكل مندوبي عواصم بلدان العالم في منظمة الأمم المتحدة، ولمندوب جمهورية الصين الشعبية أيضًا، الوصول إلى قرار بالاجماع من شأنه إيقاف العدوان الشامل، ووقف المجزرة الصهيونية القائمة لتصفية الشعب الفلسطيني جسديًا.
مع وقع القنابل والصواريخ على قطاع غزة الصغير والمحاصَر صهيونيًا، يتناسى كثيرون أصل المشكلة، التي هي احتلال فلسطين من جانب شذاذ آفاق تدفقوا عليها من أكثر من 130 دولة ومنطقة بالعالم، ليستعمروها استيطانًا بعد قتل وتشريد أهلها بدعم غربي واسع النطاق و “عميق المحتوى” سلبًا.
وفي شأن تهويد وصهينة حي الشيخ جراح في القدس، فقد طالعنا في الصحافة يوم 11 مايو / أيار الحالي 2021، كيف أن ما يُسمّى بِ (المحكمة العليا) (الإسرائيلية) آجّلت جلسة استماع بشأن إخلاء عائلات فلسطينية من هذا الحي، الواقع في القدس الشرقية، والتي كان من المقرر أن تُعقد، لكن تم تأجيلها شهرًا كاملًا!!!
من أهداف التأجيل الخبيث ومرامي العقل التقليدي للاستعمار العسكري، “تطبيع” مسألة إخلاء هذه العائلات الفلسطينية عن منطقة الشيخ جراح، وجعلها واقعًا لا رجعة عنه، ولاستبعادهم تمامًا من القدس، ولتشريدهم في زوايا الكرة الأرضية بعيدًا عن وطن آبائهم وأجدادهم التاريخي، وصولًا إلى القيام بعمليات مماثلة لإجلاء غيرهم من العرب الفلسطينيين من القدس القديمة، لزرع مستوطنين في بيوتات هؤلاء العرب التي تم الاستيلاء عليها “بعفشِها وجدرانها وأسقفها وكراسيها وأبوابها” و.. بترابِها ومائِها، حيث يجري تهويد هذا التراب بالكامل والاستيلاء الشامل على الماء، خطوةً في إثر خطوة، وتسميم الصهاينة للمياه العربية للتخلص من التكاثر السكاني الفلسطيني.
في شقٍ موازٍ، يتم صهيونيًا تزوير شهادات ملكية أراضي عربية ودفعها إلى محاكم صهيونية لإصدار قرارات بما يُسمّى أحقية مجموعة مستوطنين طارئين في المنازل التي بُنيت على أراض فلسطينية لبيوت توجد شهادات ملكية أردنية بها في الأرشيفات الرسمية الأردنية، وقد أعلنت الأردن رسميًا عن ذلك، إلا أن التوسّع الصهيوني لم يأبه لهذا الاعلان الأردني الحريص على أرض فلسطين والعامل على صيانتها، بل واصلت المحاكم ومنظمات التوسع الصهيوني عملانياتها العدوانية لاحتلال المزيد من منازل العرب، ومنعهم بالقوة من الدخول إليها تحت طائلة قتلهم دون محاكمة بذريعة الارهاب.
وبذلك، أصبح ملف قضية الشيخ جراح المحور والقاعدة التي أفضت إلى مواجهات فلسطينية – صهيونية، في القدس الشرقية، تطورت إلى اشتباكات عنيفة بين الشرطة الصهيونية وجيش الكيان من جهة، وشعب فلسطين غير المسلح من جهة اخرى.
وفي هذه الاثناء، سارعت جمهورية الصين الشعبية الصديقة إلى الاعلان عن مشروع صيني للسلام في فلسطين والمنطقة ولإنهاء المواجهات ونشر السلام، إلا أن (فيتو) أمريكي كان جاهزًا مسبقًا لإفشال المشروع الصيني للسلام، لتبقى أمريكا هي المهيمن سويًا مع الكيان الصهيوني على فلسطين التاريخية، تمهيدًا لهضمها بعد قضمها.
المشروع الصيني أو الخطة الصينية للسلام تتضمن أربع نقاط، تضمن في حالة تطبيقها الوصول إلى آمان لجميع الإطراف المتواجهة، استنادًا إلى قرارات منظمة الأمم المتحدة، لكن الطرف الأمريكي يرفض السلام بوثائق وجهود صينية، فالاستعمار هو الاستعمار، لا يتغير لونه ولا دمه ولا مظهره ولا تطبيقاته القتّالة للآخرين، لأنه يريد “التكويش” بنفسه ولنفسه على الأرض الفلسطينية، وكل أرض أخرى يتم محاصرتها وضمّها واحتلالها وإلحاقها بنفسه وذاته الاستعمارية، ويمنع على كل دولة وأطراف أخرى الدخول إليها وممارسة الحِراك السياسي مع أهلها، وممنوع كذلك على الصين أمريكيًا تسييد السلام في فلسطين، لأن في ذلك تراجعًا أمريكياً وآفولاً لواشنطن وسياستها ووجودها في المنطقة العربية وفلسطين، وتقهقر هيبتها في كل جهات الكرة الأرضية.
تحية حارة للصين لكونها الدولة الوحيدة التي بادرت بصيغة دولية هي الأكثر عدالة حتى الآن للسلام في فلسطين دون الآخرين، فقيادتها الحزبية والحكومية كانت وستبقى إلى جانب الحق الفلسطيني والعربي.
ـ شكرًا لكم أيها الأمين العام، الرئيس شي جين بينغ النابه!
ـ شكرًا لكِ أيتها الصين!