خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
دولة فلسطين تحت الاحتلال.. والصين
بقلم: الأكاديمي مروان سوداح
رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.
جردة إخبارية:
تتطور علاقات فلسطين مع الصين يوميًا، وهي تخلو من أية عقبات، بل نرى فيها مِثالًا يُحتذى لعلاقات دولة كبرى على مِثال الصين، مع دولة صغيرة المساحة وقليلة الإمكانات والسكان، وتقع تحت احتلال عالمي وطويل الأمد مدعوم من الاستعمار الدولي، أقصد هنا “دولة فلسطين تحت الاحتلال”.
أقرت منظمة الامم المتحدة منذ عشرات السنين، الكثير من القرارت لقوننة وضع فلسطين وتحريرها من الاستعمار الصهيوني، لكن العالم برمته دولًا وشعوبًا لم يتمكن حتى اللحظة من إجبار الدول العدوانية إحقاق حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف والعزل أو الشطب أو التأجيل، وتبقى فلسطين وحالتها الراهنة هذه تحت الاحتلال الامبريالي الصهيوني الدولي وأرباب الاستعمار الغربيين مِمّن يمدون الكيان الصهوني بالمال والسلاح والمعلومات الحربية والأمنية، ويعملون لكسر شوكة شعب فلسطين من خلال الاموال الموظفة غربيًا في مشاريع تستهدف تبديد وتشتيت الجهود الفلسطينية والعربية والعالمية التحررية، ونقلها إلى خانة مساعدات مادية فقط، بعيدًا عن الحق الدولي للشعب الفلسطيني، وتمهيدًا لالغاء قرارات الامم المتحدة مرة أخرى، إدعاءً بمعاداة فلسطين للسامية، والسامية هي البدعة التي أرادها الصهاينة فزّاعة دولية ليسيطرون على العالم وعقول شعوبه، لتحويلها إلى مطيّة سهلة لهم ولمشاريعهم الاغتصابية.
وبرغم كل ذلك وجهود التحالف الثلاثي الامبريالي الصهيوني الدولي غير المُقدس، تعود القضية الفلسطينية، التي اعتبَرها البعض ميتةً، أو أنها في حالة النزاع الأخير، إلى مركز الصدارة العالمية بعد موات طويل بسبب مشاركة بعض عناصر الحركة الفلسطينية ذاتها في تعميق هذا الموات، لكونهم من أصحاب المكاسب المادية من المصادر الاستثمارية والمالية والأمنية الصهيو-إمبريالية.
في خضم كل هذا العنت الدولي تجاه فلسطين وشعبها الجريح الذي يستشهد منه العشرات هذه الايام، أمام المسجد الاقصى بالقدس وجامع عمر في بيت لحم، وحول غيرهما العشرات من مواقع العبادة التاريخية المقدسة التي يريد المستوطن – المستَعِمر الغربي والشرقي استعمارها أبديًا، تنفيذ لوصايا هرتزل و “شيكل غروبر” – (أدولف هتلر)، وغيرهما من زعماء الموت العالميين، تبرز جمهورية الصين الشعبية بقيادتها الفذة وعلى رأسها الرفيق شي جين بينغ الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني ورئيس الدولة الصينية، من خلال التصريح المهم والمتميز للرفيق تشانغ جيون، الممثل الدائم للصين لدى الأمم المتحدة، أمس (الإثنين)، والذي أوضح موقف بلاده بشأن الوضع في القدس الشرقية خلال المشاورات الطارئة والمغلقة لمجلس الأمن الدولي.
في تصريحات الرفيق تشانغ جيون الذي نقلته وكالة الأنباء الرسمية الصينية “شينخوا”، أن بلاده الصين “تدين العنف ضد المدنيين، وتدعو جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس والامتناع عن الأعمال والتصريحات الاستفزازية، وتشجّع على اتخاذ إجراءات فورية نحو وقف التصعيد”. وأضاف، أنه “يتعين على السلطات الإسرائيلية اتخاذ التدابير اللازمة لمنع العنف والتهديدات والاستفزازات ضد المصلين المسلمين.. ويجب الحفاظ على الوضع التاريخي الراهن للأماكن المقدسة في البلدة القديمة بالقدس واحترامها دائمًا.. ويساور الصين قلق عميق إزاء الإخلاء الذي يلوح في الأفق للعائلات الفلسطينية في حي الشيخ جراح وحي سلوان في القدس الشرقية”، وطالب “إسرائيل” “بوقف عمليات الهدم والإخلاء وكل الأنشطة الاستيطانية”. وبيّن الممثل الصيني، “إنه بالنظر إلى الوضع المضطرب وإمكانية التصعيد، “يجب” على مجلس الأمن أن يؤكد التزامه ودعمه الثابت لحل الدولتين، وأن يدعو إلى وقف التصعيد لصالح السلام والاستقرار”
للصين استثمارات وتعاونات كبيرة مع فلسطين، ويشهد التاريخ كذلك على أن جمهورية الصين الشعبية ومنذ تأسيسها برزت كدولة كبرى داعمة لفلسطين دبلوماسيًا وسياسيًا واقتصاديًا، وفي مختلف مجالات التعاون، ولا تتراجع الصين عن هذا التعاون قيد أنملة. ففلسطين مهمة للصين كما اهتمام الصين بالعالم العربي برمته، والموقف الصيني من فلسطين بالذات وبالدرجة الأولى، هو في أنظار العرب أجمعين من المحيط إلى الخليج، وقواهم الحزبية والسياسية والاجتماعية، مِعيارًا رئيسيًا لِمَا يمكن أن يكون عليه التعاون العربي – الصيني في كل الأزمان. فلسطين وقضيتها التحررية العادلة تقع في القلب للعالمين العربي والإسلامي، وهذه القضية الفلسطينية وموقف هذا أو ذاك من الأطراف والدول هو الذي يُقرر مديات وطبيعة العلاقات العربية والدولية الإسلامية مع الصين في كل الأزمان.
نعود بضعة شهور إلى الوراء لنعرض للقارىء مدى تأييد الصين لفلسطين. في 16 ديسمبر 2020 نقلت وكالة (شينخوا) الصينية أنباء الاحتفال الكبير الذي عُقد في بكين بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، عبر دائرة فيديو، الذي أحيته (جمعية الشعب الصيني للصداقة مع الدول الأجنبية)، وسفارة دولة فلسطين لدى بكين. وألقى تشاي جيون، المبعوث الصيني الخاص للشرق الأوسط، كلمة خلال فعاليات الاحتفال، قال فيها: “إن موقف الصين تجاه القضية الفلسطينية ثابت وواضح، وتدعم الصين دائمًا القضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة الحقوق الوطنية المشروعة”. وأضاف: أن الصين ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، والحفاظ على العدل والإنصاف الدوليين، وبذل جهود بلا كلل لتحقيق سلام دائم بين فلسطين و “إسرائيل” في وقت مبكر، مشيرًا إلى أنه لا يمكن حل القضية الفلسطينية دون دعم قوي من المجتمع الدولي الذي ينبغي عليه مواصلة وضع القضية الفلسطينية في صميم جدول الأعمال الدولي، وأن يحشد جهوده لتهيئة بيئة مناسبة لاستئناف المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية.
من جهته، خطب لين سونغ تيان، رئيس جمعية الشعب الصيني للصداقة مع الدول الأجنبية، قائلًا في خطابه إن الجمعية تواصل مسيرتها لإقامة الاحتفال باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني منذ عام 1980، وفي مواجهة التحدي المتمثل في تفشي وباء كوفيد/19، التزمت الجمعية بتقليدها لإقامة الاحتفال في العام الحالي عن طريق الفيديو، مما يعكس موقف الصين الثابت والواضح تجاه القضية الفلسطينية.
وأضاف لين، أنه في السنوات الأخيرة، عملت جمعية الشعب الصيني للصداقة مع الدول الأجنبية بالتعاون الوثيق مع جمعية الصداقة الفلسطينية الصينية لفهم ودعم بعضهما البعض دائما، وحافظتا بحزم على العدالة والحقيقة المعترف بها في العالم، لافتًا إلى أن جمعية الشعب الصيني للصداقة مع الدول الأجنبية على استعداد للعمل مع الأصدقاء، من فلسطين ودول الشرق الأوسط، للمساهمة عن طريق الحكمة والقوة الشعبية لتحقيق تعاون مربح للجانبين والتنمية المشتركة.
وأكد تركي بن محمد الماضي، عميد السلك الدبلوماسي العربي في بكين، والسفير السعودي لدى الصين، دعم والتزام الدول العربية للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الدولية وتقديم المساهمات الواجبة في الحفاظ على السلام العالمي والدفاع عن العدالة الدولية.
وقال سفير فلسطين لدى الصين فريز مهداوي، إن اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني يتعلق بمصير الشعب الفلسطيني وحريته واستقلاله الوطني، معربًا عن امتنانه لجمعية الشعب الصيني للصداقة مع الدول الأجنبية لإصرارها على تنظيم أنشطة التضامن، وأشاد بالموقف العادل للحكومة الصينية والشعب الصيني المتمثل في دعمهم الثابت طويل الأجل للشعب الفلسطيني، ومشاركتهم النشطة في حل شامل وسلمي وعادل للقضية الفلسطينية.
وحث رئيس بعثة جامعة الدول العربية لدى بكين محمود حسين الأمين على تسوية القضية الفلسطينية من خلال المفاوضات السياسية، على أساس احترام ميثاق منظمة الأمم المتحدة والقانون الدولي، قائلًا إنه في مواجهة التحديات المشتركة التي تواجه البشرية في ظل استمرار انتشار وباء كوفيد/19، ينبغي على بلدان العالم أن تزيد من تعزيز التعاون وأن تعمل معًا للتغلب على الصعوبات.
وقال رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الصينية عدنان سمارة إن الشعب الفلسطيني بحاجة ماسة إلى وحدة وتعاون المجتمع الدولي، ويتطلع إلى الارتقاء بالتعلم المتبادل بين الحضارتين الصينية العربية، وتعزيز العلاقات والزيارات في المجالات الثقافية والأكاديمية، وتوطيد الصداقة بين الشعبين، وبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
وشارك في فعاليات الاحتفال أكثر من 80 شخصًا من ممثلي الدائرة الدولية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ووزارة الخارجية الصينية، وجمعية الشعب الصيني للصداقة مع الدول الأجنبية، ومبعوثين دبلوماسيين للدول المعنية في الصين، وممثلي جمعيات الصداقة مع الصين في مصر وغيرها من البلدان العربية، والمؤسسات الأكاديمية والجامعات الصينية والفلسطينية، والمغتربين الفلسطينيين في الصين.
وفي كُلفِ التصدي لكورونا، نقرأ أنه عن تعاون الصين الوازن مع فلسطين لانقاذ الشعب الفلسطيني من جائحة كوفيد/19، وإمداد الصين فلسطين بأمصال (سينوفارم)، تعمّق تأييد الصين في فلسطين على كل المستويات، فالمصل أداة رئيسية في الإبقاء على جذوة النضال الفلسطيني مستمرًا ومتقدًا، وتواصل القوة والشجاعة في حيوات الفلسطينيين وتحليقها في الأعالي متجيشة بروح النضال لكسر شوكة الاستعمار الثلاثي الإمبريالي الصهيوني الغربي.
في مسألة تعاون الصين مع فلسطين في الإبقاء على حيوات الفلسطينين حيّة ومناضلة، نقرأ أيضًا عن نجاح حملة التطعيم ضد فيروس كورونا بلقاح “سينوفارم”، في مدن الضفة الغربية، والذي تم بتبرع سخي من الحكومة الصينية، ذلك أن تلقي اللقاح هو أمر ضروري وليس رفاهية، كون المرض ينتشر بشكل كبير في الضفة الغربية، خاصة من السلالات الجديدة المتحورة، وقد تسلمت وزارة الصحة الفلسطينية اللقاح الصيني بحضور مدير مكتب جمهورية الصين الشعبية في فلسطين، الرفيق “قوه وي”، و وزيرة الصحة الفلسطينية “مي الكيلة”، وممثلين عن منظمة الصحة العالمية في فلسطين.
يكشف مدير عام مديرية صحة رام الله والبيرة معتصم محيسن لوكالة أنباء ((شينخوا)) الرسمية الصينية، إن المديرية حصلت على 2400 جرعة من اللقاح حصتها لتوزيعها على الفئات المستهدفة من اللقاح، وهي الكوادر الطبية في المستشفيات الحكومية والخاصة، وكبار السّن، وأصحاب الأمراض المزمنة، وما تزال عملية التطعيم مستمرة في ظل إقبال وقبول لدى المواطن الفلسطيني للقاح الصيني الذي لم يَنتج عنه أية مضاعفات، وهو يرى أن وصول اللقاحات الصينية إلى الأراضي الفلسطينية جاء في الوقت المناسب، بحيث عملت على “سد عجز” كبير كانت تعاني منه وزارة الصحة الفلسطينية تزامنًا مع إقبال المواطنين الكبير على تلقي المطاعيم، ويوضح أن اللقاحات الصينية غطت شريحة كبيرة من المواطنين الفلسطينيين وسنستمر في استكمال العملية تباعًا، معربًا عن شكره للصين رئيسًا وحكومةً وشعبًا على الدعم المتواصل في المجالات كافة.
يُذكر، أنه سبق أن تسلمت وزارة الصحة الفلسطينية العام الماضي 2020 ، شحنات مساعدات طبية من الحكومة الصينية وشركة (علي بابا) الصينية، لمواجهة انتشار فيروس كورونا، تضمنت شرائح فحص ومحاليل طبية وملابس ونظارات واقية وأقنعة، وكان وفد طبي صيني زار فلسطين في جزئها الشرقي (الضفة الغربية)، في حزيران / يونيو العام الماضي لمدة أسبوع، أجرى خلالها سلسلة لقاءات مع مسؤولين وعاملين في الحقل الطبي الفلسطيني بهدف تعزيز قدرتهم لمكافحة فيروس كورونا.
إلى الأمام لتعزيز مضطرد وتعميق لعلاقات فلسطين والبلدان العربية مع جمهورية الصين الشعبية الصديقة والحليفة لنا.
ـ عاشت الصداقة وعاش التحالف الفلسطيني والعربي – الصيني!
…
الصين هي من سوق تنصف فلسطين من هذا العدو الصهيوني
مادة ممتازة كاملة من جميع الوجوه. بوركت رفيقي الرئيس