خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
بعيدًا عن الفبركة والتهويل والأكاذيب الغربية: الصاروخ الصيني حقائق ووقائع
بقلم: الأستاذ حمزة روان*
*الأكاديمي و الباحث في الشؤون الصينية من المملكة المغربية.
في المعلومات المُستقاة من مصدرها الأول الأصلي، وهو الصين، فإن حطام الصاروخ الصيني “لونغ مارش-5بي واي2”، الذي يهبط “الآن”، وزنه غير كبير بميزان التقنيات الفضائية، وسيستمر هذا الوزن في التناقص بعد نفاذ الوقود المتبقي فيه والغازات عالية الضغط التي يحملها قبل احتراقها الكامل ونفاذها التام. إضافة إلى ذلك، هذا الحطام “رقيق الجلد”، مصنوع من سبائك الألومنيوم، لذلك هو سيحترق بسهولة في الغلاف الجوي، مما لا يشكّل أي خطر على الناس، وسيبقى بعيدًا عن كل المناطق المأهولة.
مهمة إطلاق الصاروخ كانت في 29 من إبريل الماضي، وانتهت مهمته بنجاح كبير، وبهذا النجاح دخلت الصين في مرحلة التنفيذ لبناء محطتها الفضائية التي تحمل الاسم “سي إس إس”.
منذ إطلاق البشرية أول صاروخ قبل أكثر من 60 سنةً، وأول محطة فضائية، لم تحدث أية إصابة لأي إنسان بأي صاروخ أو محطة عاد / عادت من مدارها للهبوط على سطح الكرة الأرضية، أو على أمواج البحر، ولم تُلحَق أية إصابة بأي بشر من حطام أي صاروخ صيني أو غيره من صوارخ الدول الأخرى، أكانت أمريكية أو يابانية أو أوروبية وسوفييتية أو روسية.
وزن حطام هذا الصاروخ الصيني الذي اتخذ وضعية الهبوط “الآن” غير كبير بميزان الصواريخ الفضائية، وسيستمر وزنه في التناقص بعد احتراق الوقود المتبقي فيه والغازات عالية الضغط بسبب طيرانه الطويل في الفضاء الواسع. إضافة إلى ذلك، هذا الحطام “رقيق الجلد”، مصنوع من سبائك الألومنيوم سيحترق بسهولة في الغلاف الجوي، مما يشكل خطرًا بعيدا للغاية على الناس.
في الواقع، تم حساب مسار رحلة حطام الصاروخ الصيني بعناية فائقة، وعادة ما تكون نقطة هبوطه في “مقبرة المركبات الفضائية”، المعروفة دوليًا باسم “المنطقة غير المأهولة” في جنوب المحيط الهادئ، وهنالك مقبرة أخرى ايضًا في المحيط الهندي بحسب المعلن من ذوي الاختصاص الفضائي.
لفتت الصين الانظار، إلى أن حطام المرحلة الأخيرة من هذا الصاروخ الصيني الحامل قد دخل إلى الغلاف الجوي الأرضي مُجددًا، في الساعة 10:24 من صباح اليوم الأحد 9 ماي/2021(بتوقيت بكين)، وفق ما ذكرت وكالة الفضاء المأهول الصينية.
كما، واحترقت الغالبية العظمى من الحطام أثناء إعادة الدخول، وسقط بقية الحطام في منطقة بحرية مركزها عند التقاء خط عرض 2.65 درجة شمالًا وخط طول 72.47 درجة شرقًا، وفقًا لما ذكرته وكالة الفضاء المأهول الصينية.
وانطلق الصاروخ حاملا وحدة تيانخه، وهي الوحدة الأولى والأساسية لبناء محطة الفضاء الصينية، من موقع ونتشانغ لإطلاق المركبات الفضائية على ساحل مقاطعة هاينان الجزرية بجنوبي الصين يوم 29 أبريل الماضي.
وفي تحليل الهدير المتلاحق للمعلومات الغربية المفبركة والمكثفة عن هذا الأمر، نستخلص أن وسائل الاعلام الغربية إنما تروّج لأخبار بعيدة عن الوقائع الصينية، بهدف بث الذعر في العالم، وتحويله إلى مواجهة الصين وللاستخفاف بها وبتكنولوجيتها الفائقة التي تنافس الغربية، فأنباء الغرب المشوِهة لطبيعة الصاروخ وأهدافه، مبَالَغ فيها، ويُعد شكلًا من أشكال الحرب الإعلامية والتضخيم الإعلامي المَحض، وفي أهداف ذلك خدمة هواجسها ومراميها الاقتصادية والتقنية والسياسية الإستراتيجية وتمريرها على بسطاء العالم غير المتخصصين وغير العارفين بدقائق وأسرار هذه القضايا التكنولوجية.
ستستمر الصين في إطلاق الصواريخ والمركبات الفضائية، وستواصل في تجاربها الفضائية، ما يعني أن لا عيب في الصاروخ “لونغ مارش-5بي واي2″، الذي أطلقته الصين، وها هي مدّته ومهامه قد انتهت، سيهبط بهدوء في المنطقة المقررة له، والصين ستستمر في أعمالها واختراعاتها وتطوير تطبيقاتها التقنية المذهلة، وستواصل نشر تجاربها الناجحة. وإذا عدنا إلى التاريخ، نجد أن الصين لم تتعرض إلى أي تجربة فضائية فاشلة كما يدّعي الإعلام الغربي.