Friday 22nd November 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

المسلمون في روسيا في العصر الروسي الحديث

منذ 4 سنوات في 06/مايو/2021

خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/

 

المسلمون في روسيا في العصر الروسي الحديث

بقلم: عبد الحميد الكبي*

*كاتب وإعلامي يمني وناشط دولي في الهيئات الروسية والصينية الإعلامية – العربية.

انطلاقًا من مواقع سياسة الانفتاح التي يتّبعها فخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تشتهر روسيا المعَاصِرة بدور إيجابي متقدم في تعاملها مع مسلميها، وبتوطيد ربط المسلمين في روسيا بوطنهم الروسي، تأكيدًا لولائهم كجزء من تكوين الأمة الروسية ووحدة انتماءاتها العرقية والقومية في إطار روسيا الفيديرالية.

المسلمون في روسيا هم جزء أساسي من الشعب الروسي، فلم يسبق لزعيم أو قيصر أو رئيس في روسيا في العهدين القيصري والإشتراكي، أن زار أو داوم على زيارة مقر مفتي روسيا أو المساجد فيها. وهنا يجب التنويه بصورة خاصة، إلى أن الرئيس الحالي فخامة السيد فلاديمير بوتين، ورئيس روسيا السابق السيد ديميتري ميدفيديف كانا زارا عدة مرات (النظارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا) التي يقودها المفتي الأعلى للفيديرالية الروسية، سماحة شيخ الإسلام طلعت تاج الدين، وهو أمر يؤكد السماحة الدينية الشاملة والعميقة في روسيا تجاه مختلف الأديان.

زيارة رؤساء روسيا إلى مجلس المفتين لعموم روسيا، هي سابقة في تاريخ الدولة الروسية، وكذلك الأمر لرعاية فخامة الرئيس فلاديمير بوتين افتتاح جامع موسكو الكبير، هذا الامر يُقرّب كل المسلمين من شخص الرئيس وسياسته، فهو أيضًا يمنحهم مراكز حكومية كبرى ومهمة للغاية، لتساهم سياسة الانفتاح الروسية الراسخة في جعل المسلمين متواصلين مع دولتهم وحكومتهم، تعزيزًا لأجواء الحوار والتفاهم والقواسم المشتركة العميقة، إضافة إلى تعزيزها مع أتباع بقية الأديان والثقافات في روسيا على خلفيه أسس وقواعد ومفهوم المواطنة الصالحة وترسيخها.

يتمتع المسلمون في روسيا بحقوقهم كاملة، ولم تأتِ وزارة في روسيا تخلو من وزراء مسلمين، وارتقت مجموعة كبيرة منهم إلى تبوأ مراكز حكومية مفتاحية، فعلى سبيل المِثال، وزير الداخلية رشيد عالييف، ونائب وزير الخارجية سلطانوف الذي كان سفيرًا ايضًا وغيرهما..

روسيا دولة فيديرالية، يتعايش على أرضها العديد من الجماعات العرقية والأديان، وهي أكبر دولة من حيث المساحة، ويُعتبر المسلمون السُنة غالبية المسلمين الروس، ويعود وجودهم فيها إلى عهد الفتح الإسلامي، في حقبة الخليفة عمر بن الخطاب، إذ دخل الإسلام إلى روسيا قبل أكثر من ١٤٠٠ سنة، ويعيش المسلمين هنالك بتناغم مع أطياف المجتمع الروسي بحسب مفتي روسيا، العلامة راوي عين الدين، ويزداد عددهم لسببين، أولهما ارتفاع معدل المواليد؛ والثاني هجرة المسلمين من أسيا الوسطى إلى روسيا بقصد العمل أو الاستقرار، ويعيش معظمهم في العاصمة موسكو والمناطق الحضرية، مثل مدينة سانت بطرسبورغ العاصمة الثانية الحالية لروسيا، ويكاتيرينبورغ.

تَعتبر روسيا مسلميها سكانًا أصليين، ويعيشون في سماحة اجتماعية ويتمتعون بحقوق متساوية مع غيرهم من مواطني روسيا، الذين يحترمون المتدينين من مختلف الديانات والطوائف، وهو مطلب قانوني ودستوري وإنساني لجميع المواطنين الروس. ويتكون النظام الروسي للإدارة الإسلامية من ثلاثة مراكز إسلامية اتحادية، وهي مجلس مفتي روسيا في العاصمة موسكو، والهيئة الروحية الإسلامية في مدينة (أوفا)، والهيئة الروحية الإسلامية في منطقة القوقاز. وبرغم قلة عددهم نسبة إلى مجموع السكان إلا أن القضايا الإسلامية العالمية تحتل مكانة بارزة لدى المسلمين في روسيا، منها قضية فلسطين والقدس، ويُعتبر المجتمع المسلم أكبر مجموعة دينية في البلاد، ويمارس المسلمون في روسيا طقوسهم الدينية في مسجد موسكو، وفي مسجد سانت بطرسبورغ، وفي غيرها الكثير من المساجد المنتشرة في إنحاء روسيا، وبعضها يُعتبر من أكبر المساجد في أوروبا.

توسّعت العلاقات بين روسيا والعالم الإسلامي، وأصبحت روسيا عضواً مراقبًا في منظمة المؤتمر الإسلامي، وأسست محطة بث تلفزيونية ناطقة باللغتين الروسية والعربية.

في ظل سياسة الانفتاح التي اخطتها روسيا قديمًا، ويسري في البلاد قانون يحمي حرية الضمير والايمان والتفكير، وحرية إنشاء المؤسسات الدينية، ولهذا تم تأسيس الجامعة الإسلامية في روسيا في عام ١٩٩٨م كأول جامعة إسلامية، وأصبحت المآذن تمتد حتى السماء في موسكو، وتوجد الأسواق ومحلات اللحوم الحلال في كل مكان، والجزارون على الطريقة الاسلامية كذلك، بالإضافة إلى المطاعم التي تقدم أطعمة حلالًا، ومحلات ملابس الحجاب النسائي، وأماكن مناسبة للمسلمين لقضاء أوقات فراغهم سويا مع عائلاتهم.

لذلك، نلاحظ أن الدين الإسلامي والثقافة الإسلامية راسخان في روسيا عبر التاريخ، والثقافة الإسلامية معروفة فيها للجميع هناك. وكل عام وروسيا برئيسها السيد فلاديمير بوتين، ومسلميها ومسيحييها وسكانها جميعًا بخير وسلام.

ولا بد هنا من توجيه عظيم الشكر والامتنان إلى الأستاذ الأكاديمي مروان سوداح المشرف العام على “شبكة طريق الحرير” ورئيس المنظمات الروسية والصينية – العربية، للتدقيق الشامل لهذه المقالة.

كذلك، الشكر ذاته وبكل معاني الأُخوّة والتبجيل موصول للأستاذ الشيخ إريك شامغونوف الذي يتقن العربية، وهو الكادر الوازن في (مجموعة الرؤية الإستراتيجية روسيا – العالم الإسلامي) في موسكو، لتدقيقه هذه المقالة، بما يضمن صحيح معلوماتها، وصلابة ميزانها، وثبات معانيها، وانسجامها مع الوقائع الروسية وحقائق روسيا المعاصِرة.
….

بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *