قدم الطريق السريع بين مدينتي بكين وشانغهاي، والذي يمتد عبر ست مقاطعات وبلديات، زخما قويا في التنمية الإقليمية المتكاملة لدلتا نهر اليانغتسي.

ويربط هذا الطريق الذي يبلغ طوله 1218 كيلومترا بين الموانئ المهمة مثل موانئ تيانجين وسوتشو وشانغهاي، ويعمل كشريان رئيسي لمنطقة بكين-تيانجين-خبي ودلتا النهر الأصفر ودلتا نهر اليانغتسي. ويمر الطريق السريع عبر 11 منطقة اقتصادية ناشئة على طول الطريق، حيث شهد تشكيل حزام صناعي عالي التقنية.

وبالتوازي مع طريقين سريعين آخرين، فتحت الطرق الثلاثة ممرا سريعا بين العاصمة بكين وميناء تيانجين، ويأتي 70% من الحاويات التي يتم التعامل معها سنويا من منطقة بكين-تيانجين-خبي.

وقد ساهم تطبيق تقنية الجيل الخامس للاتصالات (5G) ونظام “بيدو” للملاحة عبر الأقمار الصناعية في تحويل ميناء تيانجين إلى ميناء ذكي، حيث يتميز بإدارة كامل الأتمتة وكفاءة أعلى بنسبة 20%.

وقال سون شنغ يوي، سائق لوجستي: “كانت عملية تحميل الحاويات وتفريغها تستغرق ساعة واحدة على الأقل، ولكن الآن لا يستغرق الأمر سوى عشر دقائق فقط”.

بالتوجه جنوبا، يدخل الطريق السريع إلى مدينة لينيي بشرقي الصين. ومنذ افتتاحه، شهدت مناظر المدينة تغيرات كاملة. وبفضل الطريق السريع، تحسنت الخدمات اللوجستية والتجارة الإلكترونية بشكل كبير في المدينة سعيا لبناء أكبر تجمع للسوق في البلاد، مع أوسع تغطية لوجستية.

وقالت شيوي يي كه، تاجرة تجزئة للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود: “يمكننا بيع بضائع بعدة ملايين من اليوانات يوميا. وفي العام الماضي، بلغ حجم مبيعاتنا أكثر من 100 مليون يوان (15.28 مليون دولار أمريكي). إنه لأمر رائع أن يكون لدينا هذا الحجم من المبيعات”.

كما ساهم توسيع شبكة الطرق السريعة في تعزيز التنمية الاقتصادية بشكل كبير، فيما تحتاج التنمية الاقتصادية أيضا إلى دعم حركة المرور. وقد تم توسيع بعض الأقسام الرئيسية من الطريق السريع إلى ستة أو ثمانية ممرات ذات اتجاهين على مدار العقدين الماضيين.

وعبر جسر جيانغين على نهر اليانغتسي، يؤدي الطريق السريع إلى قلب دلتا النهر. وسيتم بناء محور دولي للانفتاح، يمتد من منطقة هونغتشياو الاقتصادية في غربي شانغهاي إلى المدن المجاورة، ليصبح مركزا للأعمال العالمية والتجارة الدولية، مما يساهم في دفع التنمية المتكاملة لدلتا نهر اليانغتسي من خلال تعزيز الانفتاح المنسق رفيع المستوى.

وذكر هوا يوان، مدير لجنة التنمية والإصلاح ببلدية شانغهاي: “سيصبح محور هونغتشياو الدولي للانفتاح نقطة اتصال رئيسية في خدمة بناء النمط التنموي الجديد. وبعد ذلك، سنستفيد من الوضع الحالي ونبنيه ليصبح قطب نمو قويا ونشطا في دلتا نهر اليانغتسي، وجسرا يربط بين الأسواق المحلية والدولية”.

من جهة أخرى، شهد هذا الطريق السريع توسع إجمالي الناتج المحلي للمقاطعات والبلديات الست على طوله من ثلاثة تريليونات يوان (458 مليار دولار أمريكي) في نهاية عام 2000 إلى 30 تريليون يوان في نهاية العام الماضي، أي ما يعادل عشرة أضعاف ما كان عليه قبل 20 عاما.

*المصدر: سي جي تي إن العربية.