CGTN العربية/
“وجود القوات الأمريكية في أفغانستان ليس الهدف منه على الإطلاق مساعدة أفغانستان على إعادة البناء، وليس لمحاربة طالبان أو أي منظمة إرهابية. هناك ثلاثة أهداف إستراتيجية له. أولا، تعد أفغانستان هي المنطقة الوحيدة التي من المرجح أن تتدخل من خلالها الولايات المتحدة في تنفيذ مبادرة الحزام والطريق عبر آسيا الوسطى. ثانيا، إن باكستان، جارة أفغانستان، ربما تمتلك معدات نووية “غير مستقرة”. ثالثا، هناك 20 مليون من الأويغور في منطقة شينجيانغ الصينية، وإذا كنت تريد زعزعة استقرار الصين، فإن أفضل طريقة هي إثارة الاضطرابات في شينجيانغ وتدمير الصين مباشرة من الداخل.”
تأتي هذه التصريحات من مقطع فيديو بثته المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ في مؤتمر صحفي في الـ26 من مارس. الشخص الظاهر في هذا المقطع هو لورانس ويلكيرسون، مدير مكتب وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولن باول.
الإدانة القسرية بدون التفسير
في فبراير 2003، ألقى كولن باول خطابا تاريخيا في مجلس الأمن الدولي، وحمل أنبوبة صغيرة من مسحوق أبيض وادعى أن “العراق يمتلك أسلحة دمار شامل”.
شارك ويلكيرسون في إعداد هذا الخطاب الذي ألقاه باول، وراجع المعلومات الواردة في الخطاب هو ومدير وكالة المخابرات المركزية آنذاك.
بعد سنوات عديدة، قال ويلكيرسون إن خطاب باول في مجلس الأمن الدولي في فبراير 2003 كان “أحلك لحظة” في حياته المهنية؛ وأن قرار التدخل في العراق كان “أكبر خطأ في حياته”.
وقال ويلكيرسون: “لقد شاركت في “عملية احتيال” لخداع الشعب الأمريكي والمجتمع الدولي والأمم المتحدة”.
التدمير فقط وليس إعادة البناء
وصف 35 من شهود حرب العراق بما فيهم ويلكيرسون تجاربهم وخيبة أملهم إزاء الحكومة الأمريكية في فيلم وثائقي.
وأشار هذا الفيلم الوثائقي إلى أن الولايات المتحدة ليس لديها خطط لإعادة بناء العراق بعد الحرب. وأكثر ما يؤسف له هو المتاحف التي تم تدميرها، وكانت تحوي كنوز لا تقدر بثمن ترجع لواحدة من أقدم الحضارات الإنسانية. سمحت هذه الحرب للعراقيين الذين خدعتهم الولايات المتحدة بمعرفة حقيقة أن: الولايات المتحدة لا تهتم بتدهور المجتمع العراقي على الإطلاق.
“تيار المحافظين الجدد” ينتعش في الولايات المتحدة
حذر ويلكيرسون من عودة “تيار المحافظين الجدد” في الولايات المتحدة بعد تولي دونالد ترامب، ما تسبب في تدهور الوضع في سوريا أكثر. عند الحديث عن “الأسلحة الكيميائية” في سوريا، دحض ويلكيرسون ذلك قائلا إنها كانت مجرد مؤامرة للولايات المتحدة. لا دليل على أن الرئيس السوري بشار الأسد استخدم “الأسلحة الكيميائية”. وأضاف: “المتحمسون للحرب لن يتخلوا عن أي عذر. هدفهم كان استئناف العمليات العسكرية الأمريكية (في الشرق الأوسط) والتعامل مع طهران من خلال مهاجمة الأسد.”
“نعتقد دائما أننا على حق”
أشار ويلكيرسون إلى أن السبب الحقيقي لتدخل الولايات المتحدة في العديد من المناطق، بما في ذلك الشرق الأوسط، هو المصالح التجارية المتعلقة بالنفط والغاز الطبيعي، وأي تفسير آخر هو “كاذب”. إن إيجاد أسباب “السلوك العدواني” للولايات المتحدة يرجع إلى “التقليد القديم” للحكومة، من حرب فيتنام، العراق، أفغانستان إلى حرب سوريا، ليس هناك استثناء.
وقال: “إنني آسف للخطاب الذي ألقيته في الأمم المتحدة. ولكن في ذلك الوقت، أعتقد أن الرئيس الأمريكي كان على حق، ويعتقد الكونغرس أنه كان على حق، ونعتقد أننا كنا على حق.”