خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
فى الذكرى المئوية للحزب الشيوعى الصينى
صعود التنين الصينى ومواجهة التحديات
بقلم: الدكتورة كريمة الحفناوى*
*تعريف بالكاتبة: إعلامية مصرية شهيرة، ومُعتمدة للنشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية في الجزائر؛ وعضو متقدم ناشط في #الاتحاد_الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب #أصدقاء_وحلفاء #الصين؛ وناشطة سياسية وقيادية في حركة كفاية؛ وعضو مؤسس بالحزب #الاشتراكي_المصري وجبهة نساء #مصر، وعضو حملة الحريات #النقابية والدفاع عن حقوق العمال؛ وعضو لجنة #الدفاع عن الحق فى الصحة – مصر.
كل التحية للحزب الشيوعى الصينى فى الذكرى المئوية لقيامه ونشأته، والذى وضع نصب عينيه منذ مئة عام مصالح الشعب الصينى فى مبادئه وأفكاره وعمله عبر خطط استراتيجية لنمو وتقدم ونهضة بلده، فوصل فى نهاية العقد الثانى من القرن الواحد والعشرين، إلى قوة اقتصادية واستراتيجية عظمى على الصعيد العالمى، مما هدد عرش الولايات الأمريكية التى بدأت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى 1945 فى ممارسة الهيمنة على دول العالم (باعتبارها أعظم قوة فى العالم وناشرة للديمقراطية وحقوق الإنسان).
وفى الوقت نفسه سعت الصين إلى تحسين الأحوال المعيشية لشعبها والقضاء على الفقر، وعملت على النمو الاقتصادى مع زيادة القدرة التصديرية، وضخ استثمارات كبرى فى معظم الدول والقارات، ومنها العلاقات المتنامية مع الدول العربية والإفريقية فى مجالات البنية التحتية والطاقة وتكنولوجيا الاتصالات من الجيل الخامس، بجانب نموالعلاقات التجارية بينها وبين دول أسيا وإفريقيا وأوروبا عبر إنشاء الحزام والطريق، لتسهيل التجارة والاستثمار، هذا بجانب بنا قدرة عسكرية هائلة فى السنوات الأخيرة حيث يعتبرها الخبراء ثانى دولة فى الصرف على التسليح بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
وفى الوقت الذى ضربت فيه الصين مثلًا للعالم فى تصديها لجائحة فيروس كورونا صحيا والتصدى لتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية فى فترة قصيرة، وحققت نموا خلال العام الأول للجائحة، رغم الكساد والأزمة الاقتصادية التى أثرت على العالم، ومدت يد العون والمساعدة لجميع الدول للتصدى للفيروس على المستوى الصحى والوقائى، استمرت أمريكا بعد مجىء الرئيس الجديد جو بايدن فى إنتهاج سياسة سيطرة القطب الواحد، وتصعيد العداء مع الصين وروسيا خوفًا من صعودهما وعلاقتهما مع دول العالم ودول الاتحاد الأوروبى (الذى بدأ يخرج نسبيا من تحت عباءة هيمنة أمريكا ويتجه للتعاون مع الصين وروسيا لتحقيق مصالح دوله وشعوبه).
ويهمنى هنا، الإشارة إلى ماجاء فى مقال الصحفية رشا عبد الوهاب، بجريدة (الأهرام) المصرية، يوم السبت 27 مارس 2021، وتحت عنوان “الحرب الباردة تشتعل من جديد”، حيث كتبت”: يتجادل الاقتصاديون حول موعد امتلاك بكين أكبر إجمالى للناتج المحلى بنهاية العقد الحالى، وحول ما إذا كان بإمكانها تحقيق الهدفين الكبيرين، وهما بناء أقوى جيش فى العالم والسيطرة على السباق التكنولوجى بحلول عام 2049″.
وأشارت إلى قول أحد الخبراء الصينيين، فى تعليقه على الهجوم العلنى الذى شنه الرئيس الأمريكى جو بايدن ضد خصومه القدامى، فى الأشهر الأولى من توليه السلطة “استراتيجية بايدن تجاه روسيا والصين تفتقر إلى الإبداع أو الثورة”.
استكمل الرئيس الصينى شى جين بينغ منذ مجيئه عام2013 سياسة الإصلاح والانفتاح، وتعاون مع كل الدول من منطلق المصالح المشتركة والمنفعة المتبادلة وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، مع التأكيد على سيادتها، وأصبحت الصين متقدمة فى كل المجالات، حيث أصبحت القوة الاقتصادية الثانية فى العالم من حيث الناتج المحلى الإجمالى، بل وتُعدُ الأولى وفقا لتعادل القوى الشرائية، كما حققت تقدما تكنولوجيا بإدخال الجيل الخامس من الاتصالات والعمل على حل المشكلات التى واجهتها بفرض عقوبات أمريكية عليها. وكذلك منع أمريكا الدول الأوروبية من إمداد الصين لرقائق أشباه الموصلات الإلكترونية الضرورية لتلك الصناعة الحديثة، كما بدأت فى الفترة الأخيرة فى إيجاد شبكة تعاملات مالية تعتمد على العملة المحلية بعيدا عن هيمنة الدولار الأمريكى.
إننا، وإذ نُقدّم التهنئة للحزب الشيوعى الصينى، فى الذكرى المئوية لإنشائه، نتمنى التعاون بين دول العالم على أساس المصالح المشتركة من أجل عالم يسوده العدل، والمواطنة، والرخاء، والعدالة، الاجتماعية، ومن أجل عالم خالٍ من العنف، يسوده السلام والاستقرار والآمان.
دكتورة كريمة الحفناوى. 29 مارس 2021.
…