خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
شمس الصين تسطع في مصر.. كيف تصنع الصين الفارق؟!
وزيرة الصحة المصرية: سيتم توقيع اتفاقية مع شركة سينوفاك الصينية لبدء تصنيع لقاحات فيروس كورونا في مصر
بقلم/ الأستاذة منال علي*
*التعريف بالكاتبة: صحفية إذاعية معروفة في البرنامج الأوروبي في الإذاعة المصرية، و مختصة بشؤون دول البحر الأبيض المتوسط و بلدان آسيا، وعضو ناشطة معروفة في قِوام الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.
بعد أن أغرقت خصومها في بحريها الجنوبي و الشرقي، وأدفأت أكثر الأماكن برودة خارج حدودها وفي آلاسكا، شمس الصين تسطع في مصر.
منذ تفشي فيروس كورونا و الصين تسعى لاحتوائه، بل و منعه بالشكل الصحيح و المناسب و كذلك بالطريقة العلمية السليمة والاحترافية العالية، بما يليق بها كدولة عظمى. و بالفعل استطاعت الصين ذلك و أحدثت الفارق و حلت المعادلة الصعبة و التي تتلخص، ليس فقط في محاولة منع انتشاره باتخاذ إجراءات صارمة و جادة داخل البلاد لاحتواء ذلك الفيروس المفاجئ و سريع الانتشار، بما لفت نظر العالم و لم يملك إلا الاعتراف بقدرة الصين الكبيرة على السيطرة و الحزم في منع انتشاره و تسربه بما يضر الأخريين و الإشادة بتلك الخطوات الجدية، و لكن أيضًا في مجال العمل الأكاديمي و العملاني بتسخير كافة الإمكانيات العلمية و القدرات الطبية لكبار العلماء و الأطباء لمحاولات متعددة و مستمرة من أجل إيجاد علاج أو مصل يقي من فيروس كورونا المستجد ( كوفيد _ 19 ) و الذي ضرب دولاً عديدة بعد ذلك و بصورة أسوأ كما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية، و الذي استهتر رئيسها وقتها من مغبة استمرار فتح البلاد و التعاطي مع الفيروس بعدم جدية و بما لا يتناسب مع خطورته كونه فيروس سريع الانتشار، و كذلك دولا أوروبية عديدة عجزت في غالبيتها أن تحتوي ذلك الفيروس ( كوفيد_19)، و ما ترتب عليه من معاناة كبرى مازالت تخيم على دول أوروبا خاصة بريطانيا و فرنسا و ايطاليا، الأمر الكاشف لحقيقة الفارق بين الصين و غيرها .
و لأن الظلام لا يدوم ابدًا لاح في الأفق أملًا جديًدا و هو اكتشاف أمصالٍ جديدة، كان من أهمها المصل الصيني أو تحديدًا مجموعة الأمصال الصينية بأسمائها (سينوفارم و سينوفاك )، و كذلك سبعة عشر لقاحًا أخر في طور الأبحاث الإكلينيكية و تحت التجهيز و التجربة، حيث تسعى الصين من خلالهم لإنهاء الغمة التي غشت سماء العالم و القضاء على فيروس كورونا لتعود الحياة، و تعود إليها الروح مرة أخرى، و لعل ما حدث مؤخرًا في مصر أكبر دليل على ذلك، حيث صرحت وزيرة الصحة المصرية دكتورة هالة زايد، أنه سيتم توقيع اتفاقية مع شركة سينوفاك الصينية لبدء تصنيع لقاحات فيروس كورونا المستجد في مصر تمهيدًا للتصدير لدول أفريقيا.
كما صرح سعادة السفير الصيني لدى جمهورية مصر العربية، السيد لياو لي تشانغ، بأن التعاون بين مصر و الصين نموذجًا يحتذي به في العلاقات القائمة بين البلدين العزيزين مصر و الصين، و هي علاقات تقوم في أساسها على التكاتف و التضامن.
من جانبها أكدت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة و السكان، أن العلاقات المصرية الصينية تشهد ليس فقط تعاونًا في سبيل مكافحة فيروس كورونا المستجد، و لكنها أيضًا تعد ترسيخًا لتطور استراتيجي و تمهيد لتواصل دائم بفضل جهود القيادة السياسية في كلا البلدين مصر و الصين، حيث أن الاتصال الهاتفي الذي تم بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والزعيم الصيني شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية، كان من ثماره ارسال شحنات مستمرة من جرعات لقاح فيروس كورونا إلى مصر، و أخرها كان 300 ألف جرعة وصلت، يوم الأحد الماضي 21 مارس، إلى مطار القاهرة الدولي، هدية غالية و مقدرة من دولة جمهورية الصين الشعبية لجمهورية مصر العربية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته وزيرة الصحة و السكان مع السفير الصيني لياو لي تشانغ، يوم الاثنين الماضي، في ديوان عام الوزارة، حيث أشارت الوزيرة إلى أن لقاح فيروس كورونا المستجد من انتاج شركة سينوفاك أثبت فاعلية و آمان بنسبة كبيرة من خلال الأبحاث العلمية، و توجهت الوزيرة بالشكر لجمهورية الصين الشعبية و الحكومة الصينية لدعمها المستمر لمصر و امدادها بدفعات من اللقاحات لمواجهة الجائحة، و التي ساهمت في بدء تطعيم الفئات المستحقة من الأطقم الطبية و المواطنين من كبار السن و أصحاب الأمراض المزمنة. و أضافت الوزيرة، أنه سيتم استلام دفعات من لقاحات فيروس كورونا المستجد بعد التوقيع مع شركة سينوفارم الصينية بعد التعاقد لشراء جرعات من اللقاح، مؤكدة أن التعاون بين مصر و الصين في مواجهة الجائحة يعكس مدى عمق التعاون بين البلدين. كما لفتت الوزيرة إلى أنه سيتم تلقي 250 ألف مواطن للقاح فيروس كورونا من كبار السن و أصحاب الأمراض المزمنة بنهاية الأسبوع الحالي، مضيفة إلى أن المواطنين الذين تلقوا اللقاح يمكنهم الحصول على شهادات الكترونية تثبت تلقيهم للقاح الصيني، من خلال الموقع الالكتروني الخاص بوزارة الصحة باللغتين العربية و الانجليزية، حيث أنه و كما تمت الإشارة إليه سيتم فرض شرط تلقي اللقاح على المسافرين، مؤكدة استعداد الوزارة لتوفير اللقاحات بغرض السفر.
و من جانبه أكد السفير الصيني، أن شحنات لقاح كورونا التي تقدمها الصين لمصر تعكس قوة و عمق العلاقات بين البلدين الصديقين، لافتًا إلى أن الصين أثبتت أنها شريكًا أساسيًا و موثوق لمصر في مواجهة الجائحة من أجل الحفاظ على صحة و سلامة المواطنين، مؤكدًا استعداد الصين الكامل لتعزيز وتقوية كافة صور التعاون بين البلدين، و بما يسهم في تحقيق مزيد من الازدهار و التنمية و التقدم للشعبين الصديقين. كما أشار إلى أن مصر أول دولة عربية و أفريقية أقامت علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية منذ 65 عامًا مضت، مؤكدا على ضرورة تعزيز التعاون مع مصر من منطلق دورها في المنطقة، مثمنًا التواصل المستمر بين الشركات المصرية لتصنيع اللقاح ( شركة فاكسيرا)، و الشركات الصينية، لبدء التصنيع في أقرب وقت ممكن.
و بهذا تكون الصين و مصر على خطى تحقيق الأمل المنشود في سبيل التخلص من فيروس كورونا المستجد الذي قض مضاجع العالم بأسره، و لكن وحدها الصين و بالتعاون مع جمهورية مصر العربية ستحدث الفارق، و تكونا البلدان معًا سببًا مباشرًا لإعادة الأمن و السلام و الراحة لمنطقتنا الأفريقية من جديد، فهذا ليس جديدًا، لقد فعلتها الصين سابقًا عبر مساعداتها الملموسة في كافة المجالات الصناعية و الاقتصادية على مساحة قارة أفريقيا، و ها هي الآن تضع بصمتها في مجال الصحة عبر تمهيد السبيل لبسط الأمن و السلامة و التقدم.
و لا يَسعنا هنا، ومن خلال شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية النشطة والشهيرة في رياح العالم العربي، وفي غيره من عوالم الإنسان، سوى توجيه رسالة شكر وتقدير لكل مَن ساهم في إنجاح السعي لتوطيد التعاون من أجل النجاة، و بسط الأمن و تأمين ما يلزم لاستعادة السيطرة و الثقة.. شكرًا لمصر.. شكرًا للصين الصانعة للفارق و التي تفرض واقعًا جديدًا يزيدها تميزًا و رفعة.