“اللقاح الصيني لم ينقذني أنا وحدي، بل سيساهم في إنقاذ حياة أفراد عائلتي جميعا، لأنه في حالة إصابتي قد تنتقل العدوى إليهم”، هكذا عبرت الممرضة العراقية إسراء عباس عن سرورها بعد تلقيها جرعة من لقاح سينوفارم، وقالت مبتسمة “بعد أن أخذت جرعة اللقاح، أشعر الآن بالسعادة والاطمئنان”.
في الوقت الذي تسابق فيه الدول العربية الزمن لتلقيح مواطنيها لتجنب مزيد من الإصابات والوفيات الناجمة عن جائحة كوفيد-19 المستعرة، أعطتها اللقاحات الصينية الأمل وسط حملات التطعيم بفضل سهولة الوصول إليها وانخفاض تكلفتها، على خلفية قلة إمدادات اللقاحات وتفاوت توزيعها على مستوى العالم. وقد نالت اللقاحات الصينية الثناء والتقدير من جانب مسؤولين عرب وأيضا مواطنين عرب مثل إسراء عباس.
والتزاما منها بتعهداتها بجعل لقاحاتها منفعة عامة عالمية، تقدم الصين وستقدم مساعدات من لقاحات مضادة لكوفيد-19 إلى 80 دولة وثلاث منظمات دولية، كما صدرت لقاحات إلى الكثير من دول العالم. وبالنسبة للدول العربية، فقد تلقت عدة دول من بينها العراق ومصر والجزائر شحنات لقاحات مهداة من الصين، واستوردت الإمارات والبحرين والمغرب وغيرها من الدول العربية، اللقاحات الصينية، ما يعكس عمق علاقات الصداقة التي تجمع بين الصين والدول العربية ويعزز التضامن الصيني العربي في مواجهة كوفيد-19.
ففي العراق الذي يعاني الآن من ارتفاع الإصابات بكوفيد-19 بسبب انتشار السلالة الجديدة شديدة العدوى التي تم اكتشافها لأول مرة في بريطانيا ويواجه صعوبات في الحصول على اللقاحات، وصلت لقاحات صينية في أوائل مارس لتجلب معها الأمل للبلاد وتغدو شهادة أخرى على الصداقة العريقة والراسخة بين الصين والعراق.
وقال وزير الصحة العراقي حسن التميمي بعد استلام أول دفعة من لقاح سينوفارم تبرعت بها الحكومة الصينية يوم 2 مارس، إن “جمهورية الصين الشعبية، مشكورة، أرسلت اليوم، أول دفعة تبرعت بها للشعب العراقي، ونحن نقدم شكرنا وتقديرنا لجمهورية الصين الشعبية حكومة وشعبا على هذه المبادرة…إن إرسال الدفعة الأولى من اللقاحات هي رسالة من الشعب الصيني الصديق إلى الشعب العراقي”.
وبدوره، أكد الدكتور سيف الحيدري المشرف على برنامج التطعيم، أن لقاح سينوفارم الصيني أثبت نجاحه وفعاليته.
وقال الحيدري لوكالة أنباء (شينخوا) “إن اللقاح الصيني هو أحد اللقاحات التي جربت في أكثر من دولة عربية، وقد لاقى صدى جيدا، والنتائج الأولية تقول إنه من اللقاحات ذات النتائج الجيدة، ونسبة نجاحه جيدة وعالية”.
إلى ذلك، تحدث الممرض العراقي صفاء الدين كريم لـ(شينخوا)، وهو يقوم بإعطاء جرعات اللقاح للكوادر الطبية في دار تمريض، قائلا إن “اللقاح الصيني هو بمثابة الحارس المنقذ للكوادر الطبية كونه جاء في الوقت المناسب”.
أما مصر، فقد تسلمت أولى شحنات اللقاح الصيني في 10 ديسمبر الماضي وأجرت عليها التجارب السريرية فيما بعد. ودشنت مصر حملة تطعيم ضد كوفيد-19 باللقاحات الصينية بعد إثبات أمنها وفعاليتها في 24 يناير، لتصبح أول دولة أفريقية تبدأ التطعيم ضد كوفيد-19، حسبما ذكرت وزيرة الصحة المصرية هالة زايد.
وفي يوم 23 فبراير، قدمت الصين دفعة من مساعدات اللقاحات إلى مصر والأمانة العامة لجامعة الدول العربية. وفي هذا الصدد، أعربت زايد عن تقدير مصر للخطوة التي اتخذتها الصين بإرسال دفعة من اللقاحات وذلك في ظل محدوديتها في العالم، قائلة إن الخطوة “تعكس الصداقة الكبيرة جدا بين الشعب المصري والشعب الصيني”.
وحول اللقاحات الصينية، قال الدكتور مجدي بدران، أستاذ علم الفيروسات وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن “اللقاحات هي الأمل الوحيد للحد من انتشار الفيروس والسيطرة عليه”، مشيرا إلى أن أهم عوامل نجاح اللقاح كونه آمنا وفعالا ورخيصا ومتوفرا، وكلها موجودة بقوة في اللقاحات الصينية.
كما أشاد بدران بعزم الصين على التعاون مع الدول النامية في مجال اللقاحات، مضيفا أن ذلك يؤكد دور الصين الحيوي في مكافحة جائحة كوفيد-19 والقضاء عليها في المستقبل.
ومن جانبه، أعرب حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، خلال حفل استقبال دفعة من اللقاحات المقدمة من الصين في أوائل مارس، عن تقديره لحرص الصين على تقديم المساعدات الطبية للمنظمة العربية، مؤكدا عزم الدول العربية على الحفاظ على علاقات تعاون ودية وطويلة الأمد مع الصين.
أما في الجزائر، فقد وصلت تبرعات لقاحات صينية مضادة لكوفيد-19 يوم 24 فبراير، لتساعد على دفع حملة التطعيم في البلاد.
فـ”لقاحات سينوفارم الصينية تأتي لدعم حملتنا للتلقيح … وحماية أرواح مواطنينا”، هكذا قال وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الجزائرية عمار بلحيمر عند استلام اللقاحات، مشيرا إلى أنها تعكس التضامن والصداقة بين البلدين.
*المصدر: سي جي تي إن العربية.