شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
كيف نكسب 100مليار دولار من الجامعات؟!
رؤية حرة
بقلم: لأستاذ منصور أبو العزم*
*تعريف بالكاتب: حاصل على بكالوريوس الآداب في كلية الإعلام بجامعة القاهرة عام 1984، شهادة الماجستير في كلية العلاقات الدولية بالجامعة الدولية اليابانية عام 2000. بدأ يشتغل في صحيفة ((الأهرام)) عام 1984، وتولى منصب نائب رئيس التحرير لذات الصحيفة عام 2005، وتولى منصب رئيس التحرير لجريدة ((الوسط)) الكويتية في الفترة ما بين عامي 2008 و2009، وفي عام 2010 تولى منصب رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة ((الأهرام)).
الدنيا كلها تَعرف وتُدرك أن التعليم هو مفتاح التقدم والتطور الاقتصادى والصناعى، والمسألة ليست بزيادة عدد الجامعات والمدارس وإنما بجودة التعليم ورقى المنتج، أي تخريج طلاب يتمتعون بكفاءة وقادرين على تطوير المجالات والمهن التى سوف يمارسونها بعد التخرج.
وقد شهدت الثلاثون عامًا التى حَكم فيها مبارك تعميق آفة التوريث فى كل المجالات، مما أدى إلى تدهور غير مسبوق فى أغلب المهن والتخصصات، ولو أن مصر منذ 50 عامًا أو أكثر قد ركزت جهودها على تطوير التعليم وفقًا للمعايير والمستويات العالمية، ولم يتحول التعليم إلى تجارة وشهادات تعلق على الحائط، أو تستخدم كمصوغ للتسلل إلي أي وظيفة وحجز مكتب فى الكهنوت الميرى، وليس الانطلاق إلي عالم الإبداع والمغامرة التى غالبا ما تقود التقدم.
وليس عيباً أن نتعلم من دولة مثل ماليزيا، ولا أقول اليابان أو سنغافورة، بالرغم من أننا سبقناها فى التحضر والتطور بعقود كثيرة قبل 1952. فماذا فعلت ماليزيا فى التعليم؟!
طبعًا هناك الكثير من الأبحاث والكتب التى تتناول تجربة ماليزيا فى تطوير التعليم، ولكن فى هذة الزاوية المحدودة سوف أذكر فقط نموذج الجامعات الراقية التى أسستها ماليزيا، وأصرت على أن تلتزم فيها بالمعايير العالمية وليس بهدف التجارة، وحظيت تلك الجامعات بسمعة عالمية جعلت الطلاب يتدفقون عليها من كل أنحاء العالم، خاصة الدول العربية والآسيوية وإيران وتركيا، وبدلًا من أن تكون مصر بكل ثقلها الثقافى والعلمى فى الماضى هى مركز أو “Hub” التعليم للعالم العربى والأفريقى والدول النامية، وتجنى من وراء ذلك المليارات، فضلًا عن السمعة العلمية، والأهم هو إحراز التقدم الذى نصبوا إليه!!
فقد أدي التزام جامعات ماليزيا وكل مؤسساتها التعليمية بالمعايير العلمية وليس التجارية، إلي أن أصبحت واحدة من أهم الدول التى تحظى بسمعة راقية فى الاستثمار فى التعليم..