CGTN العربية/

عند الحديث عن قضايا حقوق الإنسان، خاصة تلك القضية الموجودة في الصين، غالبا ما تكون الحكومات ووسائل الإعلام في بعض الدول الغربية معادية للصين. فعلى سبيل المثال، استخدمت بعض الدول الغربية القضية المتعلقة بشينجيانغ لاتهام الصين بانتهاكات حقوق الإنسان في الدورة الـ46 للاجتماع رفيع المستوى لمجلس حقوق الإنسان مؤخرا، مدعية وجود ما يسمى بـ”الإبادة الجماعية” و”العمل القسري” في شينجيانغ الصينية، فهل يمكن أن تثبت اتهامات الدول الغربية لقضية حقوق الإنسان في الصين وما هو وضع حقوق الإنسان في الدول الغربية؟ ما هو مفهوم “حماية حقوق الإنسان” بالضبط؟

فيما يتعلق بقضية حقوق الإنسان في شينجيانغ الصينية، دعونا نستخدم الإحصائيات للتوضيح. فعلى مدار الستين عاما الماضية، تضاعف متوسط العمر المتوقع في شينجيانغ من 30 عاما إلى 72 عاما. تضاعف عدد الأويغور في شينجيانغ خلال الـ40 عاما الماضية. من عام 2010 إلى عام 2018، زاد عدد أبناء قومية الأويغور في شينجيانغ بنسبة 25%، وهو ما يزيد بأكثر من 12 ضعفا عن زيادة تعداد أبناء قومية الهان.. بالإضافة إلى ذلك، أوضح الجانب الصيني موقفه عدة مرات ويرحب بزيارة مبعوثي الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه لدى الصين لزيارة شينجيانغ، وتم إرسال العديد من الدعوات لهذا الغرض. ما زالت الدعوة من الجانب الصيني وإخلاصه كما هما دون تغيير، ومع ذلك لا يقبل أن تكون بعثة الزيارة “بعثة تحقيق” قائمة على افتراض الذنب.

غالبا ما تطلق الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى على نفسها اسم “أساتذة حقوق الإنسان”، ولكن ما هي مساهمة الولايات المتحدة في حقوق الإنسان في داخلها وحول العالم؟ على الرغم من أن الولايات المتحدة قد شكلت مفهوم “الجميع متساوون” على المستوى القانوني، إلا أن التمييز العنصري المنهجي لا يزال موجودا وترتكب قوات الشرطة الأمريكية الفظائع ضد الأشخاص الملونين، بمن فيهم الأمريكيون من أصل أفريقي، ولكن عناصر الشرطة المعنية نادرا ما تتلقى العقوبات القانونية، ناهيك عن التهديد الأمريكي بفرض عقوبات وشن حروب على دول مثل العراق وسوريا وليبيا، مما أدى إلى سقوط مئات الآلاف من الضحايا المدنيين الأبرياء وتشريد ملايين اللاجئين وافتقار عشرات الملايين من الناس إلى الغذاء والدواء.

أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي لدى حضور الدورة الـ46 للاجتماع رفيع المستوى لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عبر بواسطة الفيديو أن حقوق الإنسان ليست براءة اختراع لعدد قليل من البلدان، ناهيك عن كونها أداة لممارسة الضغوط على الدول الأخرى. بل يكشف هذا أيضا عن الوجه القبيح لـ”أساتذة حقوق الإنسان”: فهم ليسوا قلقين بأي حال بشأن رفاهية الشعب الصيني، إنهم يحاولون استخدام حقوق الإنسان كذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية للصين وتعطيل عملية التنمية في منطقة شينجيانغ الصينية، بل حتى في الصين.

فما هو بالضبط “حماية حقوق الإنسان”؟ بالنسبة إلى الجانب الصيني، إن الحماية الأساسية لحقوق الإنسان هي حماية حق الناس في العيش والتنمية. في الـ25 فبراير الحالي، أعلن الرئيس شي جين بينغ رسميا الاحتفال بإنجازات الصين في القضاء على الفقر وأعلن أن الصين قد حققت “انتصارا كاملا” في معركتها ضد الفقر، وقد قضت الأمة الصينية على الفقر المدقع لأول مرة في تاريخها، بعد أن تم انتشال ما يقرب من 100 مليون من فقراء الريف بالصين من براثن الفقر، وتم تحقق هدف الحد من الفقر في خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 قبل الموعد المحدد بعشر سنوات. كما أشار الرئيس شي إلى أن التخلص من الفقر ليس النهاية، بل نقطة البداية لحياة جديدة ومسعى جديد. ستواصل الصين حل مشكلة التنمية غير المتوازنة وغير الكافية وتضييق الفجوة بين التنمية الحضرية والريفية من أجل تحقيق التنمية الشاملة للشعب الصيني والازدهار المشترك لجميع الناس.

أما لدى السؤال عن حجم المساهمة التي تقدمها الصين إلى القضية الأساسية لحقوق الإنسان في العالم؟ إن أي شخص غير متحيز له إجابته الخاصة. ولكن آراء الدول الغربية المشوهة بشأن وضع حقوق الإنسان في الصين ستدمر نفسها.