يحتفل المواطنون في مدينة أرشان بمنطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم شمالي الصين، بعيد الربيع ببهجة كبيرة هذا العام، حيث نجحت المنطقة في القضاء على الفقر بعد سبع سنوات من الجهود المتواصلة عقب زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ.
وستكون هذه السنة القمرية الجديدة ذات أهمية غير عادية لعمال الغابات الذين تم إعادة توطينهم من الأحياء المكتظة التي كانوا يقيمون بها في الماضي. وبحلول نهاية يناير الماضي، انتقلت الدفعة الأخيرة التي ضمت 54 أسرة إلى وحدات سكنية جديدة.
وذلك بعد سبع سنوات من زيارة الرئيس شي للمدينة في يناير عام 2014 قبل حلول العام الصيني الجديد. وقال شي حينها إنه يجب علينا أن نتحد بثبات ونقود المواطنين للكفاح وتحقيق حلمهم في حياة سعيدة. وبعد سبع سنوات، أصبح عمال الغابات الذين كانوا يعيشون في الأحياء المكتظة يقيمون الآن في وحدات سكنية جديدة مع مرافق متطورة.
وقالت يوي شو مي، إحدى سكان مدينة أرشان: “كان علي أن أرتدي ملابس مبطنة بالقطن للتدفئة في الشتاء. لكنني الآن أرتدي ملابس قصيرة الأكمام لأن المنزل دافئ للغاية. ولم نعد نعاني من البرد”.
تقع المدينة في منطقة الغابات في جبال خينغان الكبرى. وتنخفض درجات الحرارة بها في الشتاء بحد أقصى 40 درجة تحت الصفر. ولعقود من الزمان، عاش الناس هناك في منازل صغيرة متهدمة، في مواجهة الرياح والثلوج. وخلال زيارته للمدينة، دعا شي السلطات المحلية إلى تسريع عملية تحويل الأحياء المكتظة وإعادة توطين السكان في منازل جديدة في أقرب وقت ممكن.
واستثمرت الحكومة المحلية ما يقرب من 4.2 مليار يوان (649.6 مليون دولار أمريكي) في تجديد ما يقرب من 700 ألف متر مربع من الأحياء المكتظة، وتحسين البنية التحتية مثل الطرق وشبكات الأنابيب ومرافق معالجة القمامة، وبناء الساحات الترفيهية وتوسيع المساحات الخضراء لتحسين البيئة المعيشية للسكان المحليين.
وقالت تشو شيا، إحدى السكان المحليين: “أحب أن أجلس بجوار النافذة لأستمتع بضوء الشمس الدافئة. وبفضل السياسات الجيدة للحكومة، نعيش الآن في وحدات سكنية حديثة”.
طورت المدينة صناعة السياحة البيئية من خلال عرض مواردها الطبيعية الفريدة على أكمل وجه. وتوفر الحكومة للسكان تدريبا مجانيا في مهارات الإرشاد السياحي والطبخ والرسم. وكان قونغ يوي شنغ، البالغ من العمر 61 عاما، حطابا قبل إعادة تطوينه وأصبح الآن مدربا للتزلج.
وقال قونغ: “قد يصل إجمالي دخلي كمدرب للتزلج إلى حوالي 3000 يوان (463.8 دولار أمريكي) في الشهر، وأعيش حياة جيدة الآن بدخل وفير لتغطية نفقاتي”.
أتاحت السياحة المزدهرة في المدينة النائية المزيد من فرص العمل لـ14 ألف فرد، وتضاعف عدد السياح ثلاث مرات تقريبا مقارنة بما كان عليه قبل سبع سنوات، وزادت إيرادات السياحة من 1.57 مليار يوان (242.7 مليون دولار أمريكي) في عام 2014 إلى أكثر من ستة مليارات يوان (927.6 مليون دولار أمريكي).
واستفادت المدينة من موقعها الجغرافي الجيد في زراعة الفطريات الصالحة للأكل، وتطوير الزراعة المتخصصة لزيادة الدخل.
وقال أو فنغ بين، مدير لجنة التنمية والإصلاح بمدينة أرشان: “لقد ساعدنا في تحقيق حلم سكان الأحياء المكتظة للانتقال إلى وحدات سكنية جديدة. وفي المستقبل، سنتبع بثبات المسار الجديد للتنمية عالية الجودة مع التركيز على حماية البيئة الطبيعية والتنمية الخضراء”.
*المصدر: سي جي تي إن العربية.