تتطلب الدوريات في الأراضي الحرجية الشاسعة في شمال شرقي الصين قدرة تحمل عالية، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية تحت الصفر، ولكن بالنسبة لقاو ده لي البالغ من العمر 56 عاما وزملائه، فإن إدارة الغابات تعطيهم شعورا بالرضا.
يعمل قاو كحارس غابات في مكتب توتشيانغ للغابات في جبال شينغان الكبرى في مقاطعة هيلونغجيانغ بشمال شرقي الصين. وبصفته رئيس فريق حراس الغابات المكون من سبعة أشخاص، يقوم قاو بدوريات الغابات كل يوم مع زملائه، وذلك ليس فقط للوقاية من حرائق الغابات، بل أيضا لزراعة الأشجار ومراقبتها.
ويبدأ قاو وزملاؤه يوم عملهم في الساعة 6:40 صباحا. وبعد قطع أكثر من 40 دقيقة بالسيارة، يقطعوا مسافة 40 دقيقة أخرى على الأقدام في الجبال إلى موقع عملهم. وخلال فصل الشتاء، تغطى الغابات في الجبال بالثلوج، مما يجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لقاو وفريقه للسير إلى موقع عملهم.
وقال قاو: “الطريقة التي نمشي بها هي أنني أمشي في المقدمة لأترك آثار قدمي على الأرض، ثم يتبع الآخرون آثار قدمي واحدا تلو الآخر. وبعد ذلك، ستصلب الأرض بشكل مسطح مثل هذا”.
بعد الوصول إلى موقع عملهم، يتعين على الحراس تذويب الجليد من على قواطع الأشجار الكهربائية.
وقال قاو: “الآلة قد تجمدت، وإنها صلبة جدا لدرجة أنني لا أستطيع تشغيلها. من المفترض أن يتحرك هذا الجزء عندما يعمل، لكنه لا يتحرك الآن. وعلينا تذويب الجليد فيها بالنار قبل أن نتمكن من فعل أي شيء”.
إن حراس الغابات في الجبهة الأمامية للجهود المحلية لحماية البيئة الطبيعية. وتشمل مسؤولياتهم زراعة الأشجار وتقليمها، ومنع قطع الأشجار والرعي غير القانونيين، والوقاية من حرائق الغابات وغيرها.
وقال قاو أثناء العمل: “هذه أشجار البتولا. بها فروع صغيرة يجب قطعها، لأنها تؤثر على نمو الأشجار الكبيرة. هذه الفروع لن تنمو بشكل كبير ومستقيم، وإنها ملتوية، لذلك يجب قطعها”.
يعمل قاو وزملاؤه سبع ساعات في المتوسط كل يوم، يقطعون مسافة 10 كيلومترات في الجبال في منطقة عملهم البالغة 2.7 هكتار.
في حين أن قاو هو حارس غابات الآن، كان حطابا في الماضي. وفي عام 1983، وبعد تخرجه من المدرسة، حصل قاو على وظيفة كحطاب الأشجار وكان يقطع الأشجار وفقا لخطة إنتاج الأخشاب التي وضعتها الحكومة المحلية. وفي عام 1998، أطلقت الصين مشروع حماية الغابات الطبيعية، بهدف الحفاظ على موارد الغابات من أجل التنمية المستدامة.
غيّر المشروع طريقة كسب قاو لقمة العيش. وفي عام 2013، استبدل فأسه بمجرفة، وكرس نفسه لزراعة الأشجار.
وقال قاو: “كان قطع الأشجار أمرا سهلا للغاية. ابدأ تشغيل المنشار الكهربائي، وفي غضون ثوان قليلة، كانت الأشجار تتساقط واحدة تلو الأخرى. لكن الأمر صعب إذا كنت تريد أن تنمو الأشجار لهذا الحجم مرة أخرى. وعلى الرغم من صعوبة ذلك، فأنا على استعداد لبذل كل ما في وسعي لحماية الأشجار. وسنفعل كل شيء للحفاظ على الغابات”.
ومثل قاو، قام العديد من زملائه أيضا بتغيير مساراتهم الوظيفية من الحطابين إلى حراس للغابات. والآن يفخرون بعملهم في حماية الأشجار. وعلى الرغم من أن العمل خطير، إلا أن حراس الغابات يريدون المساعدة في بناء مستقبل أفضل وأكثر اخضرارا للأجيال القادمة