ذكرت الصين وروسيا يوم الخميس، أن مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى من الأعراف الأساسية الحاكمة للعلاقات الدولية، ويتعين التمسك به وتدعيمه.
وفي مكالمة هاتفية بين عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، تعهد الطرفان بالحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي العالمي والإقليمي بشكل مشترك.
وأشار وانغ إلى أن الوضع الدولي يشهد نقطة تحول هامة، مضيفا أنه في مثل هذا الوقت، من الأكثر أهمية للصين وروسيا تعزيز التواصل الاستراتيجي.
والأسبوع الماضي، ألقى كل من الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطابا في الاجتماع الافتراضي لأجندة دافوس للمنتدى الاقتصادي العالمي.
واتفق الزعيمان مع وجهات نظر كل منهما في خطابيهما، وأعربا عن إصرارهما القوي على دعم التعددية ومواجهة التحديات العالمية بكل مشترك في بداية هذا العام، بحسب وانغ.
كما طرحا الخطة الصينية-الروسية للتغلب على جائحة فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) وإحياء الاقتصاد العالمي بشكل مشترك، ما يضخ طاقة واستقرار إيجابيين في المشهد الدولي المتقلب، وفقا لما قال.
وأوضح وانغ أن زعيمي الدولتين اتفقا على الاحتفال هذا العام بالذكرى الـ20 للتوقيع على معاهدة حسن الجوار والتعاون الودي بين الصين وروسيا، ما يحدد الاتجاه نحو تعميق شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بين الدولتين.
كما يتعين على الجانبين استغلال هذه الفرصة لإضافة أبعاد جديدة إلى هذه المعاهدة الهامة وإرسال رسالة واضحة للعالم بأن الدولتين ستحميان أمنهما وعلى طول حدودهما، وفقا لما قال.
وتولي كل من الصين وروسيا أهمية كبيرة للابتكار، بحسب وانغ، مضيفا أنه ينبغي عليهما التشارك لدعم المميزات التكميلية والسعي تجاه تحقيق إنجازات كبرى عن طريق إقامة العام الصيني-الروسي للابتكار العلمي والتكنولوجي.
كما قال إنه يتعين على الجانبين دعم تسهيل التجارة والاستثمار على أساس المنفعة المتبادلة والتضافر بين بناء مبادرة الحزام والطريق والاتحاد الاقتصادي الأوراسي لإقامة سلاسل صناعة وإمداد وقيمة إقليمية، من أجل وضع أساس قوي للمنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للطرفين.
وأشار وانغ أيضا إلى المؤتمر الصحفي السنوي لنظيره الروسي الذي قال فيه الوزير الروسي “يمكننا التحدث بلا نهاية عن التعاون الروسي-الصيني الذي يضم مجموعة واسعة جدا من المجالات”، قائلا إن الصين تتفق تماما مع هذه التصريحات.
وأضاف أن الصين لا ترى حدودا أو مجالا محددا للتنسيق الاستراتيجي الصيني-الروسي، الذي يتسم بالشمول والثبات وتعدد الأبعاد.
وقال إن البلدين أجريا تنسيقا فعالا ضمن الأطر متعددة الأطراف وصانا الإنصاف والعدالة على الصعيد الدولي وكذلك المصالح المشروعة للدول النامية.
وأوضح أن الصين تدعم بقوة التدابير التي تتخذها روسيا لحماية سيادتها الوطنية واستقرارها الاجتماعي، وتعتزم العمل معها لمواصلة تعزيز التنسيق بشأن قضايا مثل رفض التدخل في الشؤون الداخلية ومكافحة التضليل الإعلامي، بحسب وانغ.
ومن جانبه، قال لافروف إن أهمية العلاقات الروسية-الصينية تجاوزت المستوى الثنائي لتكتسب أهمية دولية وإقليمية. وحافظ رئيسا الدولتين على تبادلات وثيقة، ما وفر توجيها استراتيجيا هاما لتنمية العلاقات الثنائية.
وأوضح لافروف أن روسيا راضية جدا عن التعاون بشأن مكافحة الجائحة بين الدولتين.
وأضاف أن بلاده مستعدة لتعزيز التعاون مع الصين بشأن بحث وتطوير وإنتاج اللقاحات، وكذلك الوقاية والسيطرة، للقضاء على تأثير الجائحة على التعاون العملي.
ويتعين على روسيا والصين تكثيف التنسيق الاستراتيجي ودفع الأجندات الثنائية والتعددية بشكل ثابت على مدار العام، بحسب لافروف.
ومشيرا إلى روسيا تعتزم تعزيز التواصل والتنسيق مع الصين بشأن القضايا الدولية والإقليمية، أوضح لافروف أنه ينبغي على الجانبين دعم بعضهما البعض بقوة في القضايا التي تخص المصالح الرئيسية لبعضهما البعض والدفاع عن التعددية بشكل مشترك وبقوة وكذا حماية الاستقرار الدولي والإقليمي.
كما أجرى الجانبان تبادلات متعمقة بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، مثل العلاقات مع الولايات المتحدة، وتوصلا إلى توافق جديد.