صحيفة الشعب اليومية أونلاين/
من فوق قمة شياو هايتوه بحي يانتشينغ في الضاحية الشمالية لمدينة بكين، تطل سبع ممرات ثلجية في المركز الوطني للتزلج على منحنى متعرج، كما يظهر أيضا عند سفح الجبل المركز الوطني للزلاجات ومسارا يبلغ طوله 1.9 كلم يشبه تنينا يرقد في صمت.
وفقا لليو ليفنغ مدير إدارة بناء موقع يانتشينغ للألعاب الأولمبية الشتوية ضمن قسم بناء المشاريع الكبرى في بكين فإن قمة شياو هايتوه في السنوات الخمس الماضية حقق نقلة نوعية مدهشة. حيث قال: “في السابق كان الجبل قاحلا ولا يوجد به طريق ولا كهرباء ولا ماء ولا اتصالات”. خلال النصف الأول من عمليات المسح الأرضي، كان ليو ليفنغ وزملاؤه يتسلقون الجبل لمدة ثماني أو تسع ساعات في اليوم لوضع الخطط. عند رؤية أماكن الألعاب الأولمبية الشتوية ترتفع من الأرض على الطريق الجبلي الذي سار عليه مرات لا تعد ولا تحصى، يشعر ليو ليفنغ بالحماس الشديد، كما أضاف قائلا: “معاناة هذه السنوات لم تذهب هباءً”.
بناء الملاعب هي الأولوية القصوى لدورة بكين للألعاب الأولمبية الشتوية والبارالمبية. إن بناء مشروع الأولمبياد الشتوي مليء بالتحديات، حيث يتسابق عشرات الآلاف من البناة مع الوقت ويكافحون ضد الصعوبات، ويضعون مفاهيم البيئة النظيفة والمشاركة والانفتاح والنزاهة في كل حلقة من عملية البناء.
إن ضمان جودة المعايير الأولمبية في جميع الجوانب المتعلقة ببناء الملاعب والمشاريع الداعمة هو مبدأ ثابت من البداية حتى النهاية. في منطقة منافسات حي يانتشينغ ومدينة تشانغجياكو، تم إنشاء عدد من محطات مراقبة الطقس الخاصة بالألعاب الأولمبية الشتوية، حيث تم تحسين دقة التنبؤ بالطقس إلى مستوى الدقيقة الواحدة ومستوى الـ 100 متر. أما في منطقة منافسة تشانغجياكو، فقد غطت إشارات الجيل الخامس بفاعلية محاور النقل الهامة في المنطقة الأساسية للألعاب الأولمبية الشتوية والسكك الحديدية فائقة السرعة بين بكين وتشانغجياكو، كما تم الانتهاء من مشاريع البنية التحتية الداعمة الواحدة تلو الأخرى، مما يزيد من تعزيز الشبكات الأمنية لهذه المسابقات فيما يتعلق بمجالات النقل والرعاية الطبية والكهرباء والاتصالات.
في عام 2020، تسبب الظهور المفاجئ لكوفيد-19 تحديات كبيرة لأعمال التحضير. لكن ومع ذلك بحلول نهاية عام 2020، تم الانتهاء من بناء جميع أماكن المنافسات لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين بجودة عالية كما كان مقررا، وسيتم الانتهاء من بناء البنية التحتية ذات الصلة في وقت واحد لتلبية متطلبات الاختبارات اللازمة.
إن المركز الوطني للقفز على الجليد الذي تم بناؤه حديثا هو مكان المنافسة الذي يضم أكبر قدر من الهندسة وأكثر صعوبة تقنية في منطقة المنافسات بتشانغجياكو، وقد حقق العديد من الاختراقات التكنولوجية”. وقال مالونغ نائب المدير العام لشركة تشانغجياكو للبناء والتطوير في مجال الرياضات الأولمبية: “إن بناء معظم مسارات القفز على الجليد في الخارج كان فوق حشوات مثل التراب والحجر، لقد اتخذنا نهجا مختلفا وأنشأنا مسارا في الهواء بطول 168 مترا، وإذا نظرنا من زاوية جانبية فإن المسار المدعوم بـ 87 عمودا يبدو مثل الجسر الرشيق”.
مشروع الأولمبياد الشتوي له جدول زمني ضيق ومهام ثقيلة واحترافية قوية. خلف نتائج البناء المذهلة، لعب الابتكار التكنولوجي دورا مهما. وقال يو ديتشوان نائب مدير مكتب تشييد المشاريع الكبرى في بكين: “من الهيكل الفولاذي الذي يبلغ وزنه 8500 طن لقاعة التزلج السريع الوطنية إلى زجاج الحائط الساتر لمشروع توسعة الاستاد الوطني، استطعنا تحقيق الرقمنة وإكمال التصميم الدقيق وإنتاج المصنع والتجميع السريع في الموقع. كما أضاف: “بالاعتماد على تقنية “البناء الذكي” حققت قاعة التزلج السريع الوطنية ابتكارات جريئة في مرحلة التصميم والبناء”. وتعكس كل من تقنية البناء وسرعته أعلى مستوى للصناعة الصينية الحالية في هذا المجال.
البيئة الخضراء والمستدامة، هذه هي المفاهيم التي تدعمها أماكن الألعاب الأولمبية الشتوية منذ البداية. تلبي جميع الأماكن والمرافق المبنية والمُجددة حديثًا لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين معايير المباني الخضراء، وتشكل عرضا في توفير الموارد وحماية البيئة ومعالجة النفايات ومياه الصرف الصحي. وهذا لا يفي بالوعود التي تم إطلاقها خلال طرح ملف الترشح لاحتضان الألعاب فحسب، ولكنها تترك أيضا مساحة كافية للاستخدام المستدام لهذه الأماكن بعد الانتهاء من الألعاب الأولمبية الشتوية.
يعد تعظيم الاستفادة من الأماكن والمرافق الموجودة من أبرز المعالم في الاستعدادات لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية. من بين 44 موقعا ومنشأة للألعاب الأولمبية الشتوية، هناك 7 أماكن ومنشآت جديدة فقط بحاجة إلى البناء، وهو ما يمثل 16 بالمائة من إجمالي المنشآت. وبالإضافة إلى ملعب عش الطائر وملعب وو كهسونغ وصالة العاصمة للألعاب الرياضية وصالة الألعاب الرياضية الوطنية، تم ترقية الأماكن التي تألقت خلال أولمبياد بكين 2008 إلى أماكن لاحتضان الألعاب الأولمبية الشتوية. أصبح “المكعب المائي” مكعبا للثلج ونموذجا للاستخدام المتكرر والشامل والدائم للملاعب الأولمبية.