*شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
نضال مضية*
إبرام الاتفاق المرحلي بين جمهورية الصين الشعبية والولايات المتحدة، جاء متوافقاً مع مصالح البلدين، على عكس ما تحاول أن تعكسه بعض وسائل الإعلام الغربية والأمريكية بالاستناد الى تغريدات ترامب نفسه، التي شدّد فيها على أن الصين وافقت على العديد من التعديلات الهيكلية، وعمليات الشراء الهائلة لمنتجات الزراعة والطاقة والسلع المُصنّعة وتعزيز حماية حقوق الملكية الفكرية.
مع أن الاتفاق في حقيقته جاء متوازناً إلى حد بعيد. بموازاة هذه المنافع التي حقّقها الجانب الأمريكي، عمل الاتفاق للصين إيجابيات تتمثل في عدم فرض ضرائب على الهواتف وأجهزة الحاسوب الواردة من الصين، وخاصة عشية الأعياد التي يتضاعف فيها اقبال الأمريكيين على شراء هذه المنتجات.
كما تضمن الاتفاق تخفيض واشنطن رسوماً بنسبة النصف، لتصل الى 15% بدلاً من 30% على واردات صينية، على رأسها الملابس، تبلغ قيمتها 120 مليار دولار.
ويتبيّن من علامات الارتياح التي أبداها المستهلكون والمزارعون الأمريكيون على سبيل المِثال، أن القيود التي فرضها ترامب منذ وصوله للحكم قبل ثلاث سنوات، والخطوات الجوابية الصينية قد ألحقت بمصالحهم ضرراً فادحاً قريباً أو مماثلاً للأذى الذي لحق بالاقتصاد الصيني.
وإن تزايد الاعتراض لدى المزارعين الأمريكيين الذين صوتوا لصالح ترامب، في الانتخابات الرئاسية عام 2016 في ولايات آيوا وكانساس وانديانا، على سياساته تجاه الصين، باتت تُنذر بتصويتهم لصالح خصمه في الانتخابات الرئاسية القادمة، إذا ما واصل التمسّك بذات السياسة والمواقف.
وهذا ما يُفسِّر إصرار ترامب على أن تقوم الصين بإنفاق 50 مليار دولار، على شراء منتجات المزارع الأمريكية بحسب حاجة المستهلكين الصينيين والعرض والطلب في الأسواق. واذا ما تم تطبيق الاتفاق المرحلي بنجاح، فان الجانبين الصيني والأمريكي سيبدآن قريباً التفاوض بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، الذي إن تم التوصل اليه، سيفتح الطريق أمام إلغاء رسوم نسبتها 25% على منتجات صينية بقيمة 250 مليار دولار، وتشمل سلعاً ومكوّنات يستخدمها المصنعون الأمريكيون، وفي المقابل الغاء رسوم فرضتها الصين على بضائع أمريكية تزيد قيمتها عن 100 مليار دولار.
الاتفاق الذي يُشكّل هدنة في الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، بعث الارتياح ليس على صعيد البلدين فحسب، بل على الصعيد العالمي أيضاً كونه أوقف حرباً ضروساً ستمتد أثارها السلبية الى كل أقاليم العالم.
*الرفيق #نضال_مضية: نائب الأمين العام للحزب الشيوعي #الأردني، والمدير العربي للمركز الثقافي #السوفييتي في عمّان سابقاً، وصديق مُقرّب وقديم من رئيس الاتحاد الدولي ومن #الاتحاد_الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء #الصين؛ وخريج جامعات الاتحاد السوفييتي، ويعمل في القنصلية الروسية التابعة لسفارة روسيا الاتحادية في الأُردن.
* (تحرير/ إ. مروان سوداح) – *(تنسيق ونشر: عبدالقادر خليل)