CGTN العربية/

عادت مدينة ووهان الواقعة في وسط الصين التي تضررت بشدة من وباء “كوفيد-19″، من الظلام الناجم عن المرض شديد العدوى، وستستقبل ربيعا جديدا.

في أوائل عام 2020، تم وضع المدينة تحت الإغلاق العام، مما أدى إلى عزل حوالي 10 ملايين شخص عن بقية العالم لمدة 76 يوما، حيث يتسابق العاملون الطبيون مع الزمن لإنقاذ المرضى الذين أصيبوا للأسف بالفيروس. وكان أحدهم تشين تشي جيانغ البالغ من العمر 71 عاما والذي تأكدت إصابته في يناير، لكنه قال إنه محظوظ أيضا.

وقال تشين في مقابلة مع مجموعة الصين للإعلام: “سأبذل مزيدا من الجهود للتعافي بشكل جيد. لقد أصبت بالفيروس للأسف، لكنني كنت محظوظا لتلقي الكثير من الرعاية ولدي فرصة للحصول على حياة ثانية”.

كان تشين يعاني من ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب التاجية، فقد ساءت حالته الجسدية بعد إصابته بالفيروس. وتم تنظيم مجموعة طبية متكونة من الأطباء من مستشفى بشمال شرقي الصين، الذين تم إرسالهم لمساعدة ووهان في المعركة الصعبة ضد “كوفيد-19″، وكذلك الأطباء من مستشفى تونغجي في ووهان. وقرروا وضعه على جهاز الأكسجة الغشائية خارج الجسم (ECMO) لإنقاذ حياته من المرض.

وفي شهر مارس، تفقد الرئيس الصيني شي جين بينغ مستشفى هوهشنشان، وهو مستشفى ميداني تم بناؤه حديثا في ووهان لعلاج مرضى “كوفيد-19″، معربا عن أطيب تحياته للعاملين الطبيين. كما تحدث عبر الفيديو مع المرضى الذين كانوا يعالجون هناك، وشجعهم على تعزيز الثقة في التغلب على الوباء.

وقال شي: “أول شيء يجب فعله هو تعزيز ثقتكم. ولنعمل معا لتعزيز ثقتنا. فإننا متأكدون من الفوز في هذه المعركة. ووهان ستفوز بالتأكيد، وهوبي ستفوز بالتأكيد، والصين ستفوز بالتأكيد”!

دفع الإيمان القوي جميع الصينيين إلى بذل ما في وسعهم في المعركة. وفي الفترة من يوم 24 يناير إلى 8 مارس، حشدت الصين 346 فريقا طبيا من جميع أنحاء البلاد، تتألف من أكثر من 42 ألف عامل طبي وأكثر من 900 متخصص في مجال الصحة العامة لتقديم المساعدة الفورية لمقاطعة هوبي ومنها مدينة ووهان.

وبفضل الجهود الدؤوبة التي بذلها العاملون الطبيون، شهد مرض تشين الخطير علامة على التحسن.

وقال تشين: “آمل أن يأتي ربيعي. وفي ذلك الوقت، سأتمكن من النهوض من السرير والمشي”.

بعد أكثر من شهر من وضعه على جهاز “ECMO”، استغني تشين عن الجهاز في 12 أبريل، وتمكن أخيرا من التنفس بنفسه. وقد خرج تشين، بصفته أكبر مريض سنا تم وضعه على جهاز “ECMO” وتعافى في ذلك الوقت، من المستشفى في 24 يونيو. وبلغت تكلفة العلاج 1.48 مليون يوان (226.7 ألف دولار أمريكي) وتم تعويضها بالكامل من خلال التأمين الطبي.

ويشعر تشين بالامتنان للحكومة الصينية التي تهتم كثيرا بالمرضى المسنين والمصابين بأمراض خطيرة.

وقال تشين: “في مثل هذه الفترة القاسية، كان هناك الكثير من الخبراء والأطباء في البلاد يأتون إلى هنا لعلاجنا. وعمري أكثر من 70 عاما. لم أكن أتوقع أن بلادنا ستتعامل بجدية مع علاج المرضى المسنين مثلنا”.

بالنسبة إلى تشين وزوجته، كان الأطباء والممرضات الذين عالجوه مثل أطفالهم تماما.

وقالت تشنغ شينغ روه، زوجة تشين: “يبلغ طفل كبيرة الممرضات من العمر تقريبا عشر سنوات، وأطفال الممرضات الأخريات أيضا صغار جدا. لم تتح لها الفرصة للعودة إلى منزلها لعشرات الأيام، لذلك بكى طفلها عندما أجروا معه محادثة عبر الفيديو. ترك العاملون الطبيون منازلهم من أجل خير أكبر. لقد حمونا وحموا بلادنا”.

وقالت لي شياو بان، كبيرة الممرضات في قسم طب الجهاز التنفسي والعناية المركزة في مستشفى تونغجي في ووهان: “قال ابني إنه اشتاق إلي كثيرا. لكن فكرتي الوحيدة كانت رعاية المرضى وإخراجهم من المستشفى في أسرع وقت ممكن”.

بعد مرور تلك اللحظة المظلمة، عاد الكثير من المرضى المتعافين تدريجيا إلى طبيعتهم. وفي هذه الأثناء، تستعيد مدينة ووهان التي خضعت لحظر طويل، قوتها وحيويتها كما فعلت في الماضي.

وقالت تان تشي يوان، إحدى السكان المحليين: “عام 2021 قادم، وستتفتح الأزهار مبتهجة في الربيع. ونرحب بالناس من جميع أنحاء البلاد للحضور والاستمتاع بأزهار الكرز في ووهان