شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية/
أكبر تحوّل عابر للقارات والبشرية..
تأسيس أكبر تكتل تجاري في العَالم بمساندة الصين
(في نقاط رئيسية وجوهرية)
الأكاديمي مروان سوداح
الإعلامية يلينا نيدوغينا
تحت عنوان كبير لافت لوكالة الأنباء الأردنية، الرسمية، “بترا” هو “تأسيس أكبر تكتل تجاري في العالم تدعمه الصين”، وعنوان فرعي عميق الأهمية هو “يَضم 15 دولة تُشكّل 30% من الاقتصاد العالمي” ونشرته يومية (الدستور) الورقية الأردنية، أعلنت وسائل الصحافة والإعلام المحلية في الأردن عن ولادة إتفاق اقتصادي – تجاري عالمي “تدعمه الصين”، من شأنه تغيير الوجه الدولي ليس في مجاله فحسب، بل وعلى صعيد سياسي أيضاً.
هذا الاتفاق العالمي غير المسبوق يُعدُ الأضخم والأهم لا سيّما في خضم الأوضاع السياسية القلقة التي تَعم العالم حالياً، فمن شأن نجاحه ممارسته لتأثير حاسم سيؤدي بالنتيجة الحتمية إلى نقطة تحوّل وانفراج في العلاقات الدولية، وإلى جانبها تلطيف الأجواء السياسية والدبلوماسية ليس في شرقي آسيا الذي تتلبد سماءاته بالسواد منذ عهد بعيد فحسب، بل وكذلك الأمر على مستوى أوسع في العالم، ومن أجل أن يَعمّه سلامٌ يَستند إلى قاعدة تعاون صلبة تصب نجاحاتها اليومية في صالح جميع مَن هم أعضاء فيه ولغيرهم مِن الجهات، وللأخذ بيد طبقات وشرائح الفقراء والمعدمين إلى فضاءات أعلى، تجارية تنظر في إنقاذ حيواتهم من استمرار نزف جروحاتهم بفِعل وحشية نظام العلاقات الرأسمالية الاحتكارية وتطلعاتها لالغاء الطبقات الوسطى والسُّفلى من على وجه الأرض وللابقاء على عدد ضئيل كعمَالة سوداء تشغّل مُحرّكات هذه الرأسمالية وماكينة الانتاج الإمبريالي المدنية والحربية الجشعة.
باختصار: النقاط الرئيسية لأهم اتفاق – تكتل إقتصادي عالمي سيُغيّر وجه الكرة الأرضية نحو تطبيق مُتسارع لإقتصاد مجتمع المصير الواحد المشترك والسلمي للبشرية جمعاء:
- تُشارك فيه 15 دولة صناعية كبرى، متضامنة ومتعاونة ومتفاهمة ومتناغمة ومتفقة في المبادىء والأهداف والصداقة والمَغانم، تضع نصب عينيها سلمية المرامي ومصالح الانسان ومساندة إنسانيته ومتطلباته، وتنظر بشغف نحو تطبيق أولى لبنات مجتمع المصير الواحد المشترك والسلمي للبشرية جمعاء.
- شاركت في إبرام الاتفاق الدول العشر الأعضاء في (رابطة دول جنوب شرق آسيا) أو ما تعرف بـِ”آسيان”، وتضم أندونيسيا، ماليزيا، الفلبين، سنغافورة، تايلند، بروناي، فيتنام، لاوس، بورما و كمبوديا.
- الاتفاق هو الأول من نوعه وشكله وترتيبه الذي تنضم بموجبه قوى شرق آسيا – الصين، واليابان وكوريا الجنوبية، إلى اتفاق تجارة حرة واحد.
- تم التوقيع على الاتفاق على هامش قمة اقتراضية لآسيان ترأسُها فيتنام – الدولة العظيمة المتحررة، ومن شأن الاتفاق وأد أية توترات في بحر الصين الجنوبي، وووضع خطط للتعافي الاقتصادي في تلك المنطقة الإستراتيجية والكبيرة مساحة وحضارةً وأهميةً وعالميةً، وحيث تسعى أمريكا لتوتير تلك المنطقة بمواجهات متعدد الألوان والأشكال مع الصين، في محاولة منها لمنعها من التقدم في الاقتصاد والتجارة والأمن الذاتي وفي غيرها من المناحي.
- يؤكد التكتل المكانة الرئيسية لاقتصاد الصين واقتصادات الدول الآسيوية الموقّعة على الاتفاق، ويفتح أمامها مزيداً من أسواق العالم على مصاريعها وسهولة وصولها للمستهلك دون أية تعوائق.
- يضم التكتل الجديد اقتصادات كُبرى لدول هي اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الصينية (شينخوا).
- يُعد الاتفاق تمثيلاً فعلياً على الأرض لأكبر تكتل تجاري في العالم.
- يضم ما يَقرب من ثلث الأنشطة الاقتصادية في العالم.
- يُعزّز مكانة دول شرق آسيا اقتصادياً وتجارياً وسياسياً في العالم ويَصعَد بها بتسارع إلى قمة الهرم الأممي في غالبية الحقول.
- يُعزّز قوة الصين إقتصادياً وتجارياً في آسيا والعالم ويوسّع من تجارتها على مستوى الكون وثقة المُشترين بها، ووقف الهجوم الشرس وغير العادل على اقتصادها والذي تثُيره قوى استعمارية مُنافِسة.
- جاء توقيع الاتفاق، الذي عُرض أول مرة في 2012، في ختام قمة افتراضية لقادة دول جنوب شرق آسيا، الباحثين عن إنعاش اقتصاداتهم المتضررة جرّاء تفشي فيروس كورونا.
- يرى محللون، أن من شأن الاتفاق المُبرم وأهدافه تخفيض الرسوم الجمركية، وزيادة انسيابية حركة البضائع بين الدول الموقعة على الاتفاق، لذلك هو يُعتبر أكبر اتفاق تجاري عالمي من حيث حجم اقتصادات الدول الموقعة.
- نقلت وكالة الانباء الصينية الرسمية (شينخوا) عن رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ، رئيس مجلس الدولة الصيني، قوله إن توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة” يُعد انتصاراً للتعددية والتجارة الحرة.
- قال رئيس وزراء فيتنام، نغوين شوان واصفاً الاتفاق: “يسعدني أن أقول إنه بعد ثماني سنوات من العمل الشاق، وصلنا رسمياً إلى الشّراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة”، و.. ان الاتفاق يمثل أكبر اتفاقية للتجارة الحرة في العالم، وسيرسل رسالة قوية تؤكد الدور الرائد لرابطة أمم جنوب شرق آسيا في دعم النظام التجاري متعدد الأطراف، وخلق هيكل تجاري جديد في المنطقة.
- تفرض الاتفاقية رسوماً جمركية منخفضة على التجارة بين الدول الأعضاء، وهي أقل شمولاً من اتفاقية التجارة عبر المحيط الهادئ التي تضم 11 دولة، والتي انسحب منها الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب بعد فترة وجيزة من توليه منصبه.
- قال مسؤولون، إن الاتفاقية تترك الباب مفتوحاً أمام الهند، التي انسحبت بسبب معارضة محلية شرسة لمتطلبات فتح السوق، للانضمام إلى التكتل .
- للاتفاق تداعيات رمزية قوية، تظهر أنه بعد ما يقرب من أربع سنوات من إطلاق ترمب لسياسته “أميركا أولاً” لإبرام صفقات تجارية مع البلدان فردية، ما تزال آسيا ملتزمة بالجهود نحو تجارة أكثر حرية والتي يُنظر إليها على أنها صيغة للازدهار في المستقبل.
- الاتفاق الجديد يمثل ثورة اقتصادية جديدة – ثانية للصين، ويشجع اقتصادها لينمو أكثر من ذي قبل، وهي التي تُعد أكبر سوق في منطقتها مع أكثر من 3ر1 مليار نسمة (أو أكثر، وقد يصل نفوس شعبها إلى مليار ونصف المليار مستهلك داخلي)، وسوف يسمح ذلك لبكين بأن تبرز على أنها بطل العولمة والتعاون متعدد الأطراف، وهو واقع الأمر، وليعطها هذا الاتفاق تأثيراً ايجابياً ثابتاً على القواعد التي تحكم التجارة الإقليمية، وتأثيراً كبيراً إيجابياً أيضاً على التجارة الدولية، وفقاً لما قاله في جانب من ذلك، كبير الاقتصاديين الآسيويين في كابيتال إيكونوميكس، جاريث ليذر، في تقرير له، ونرى بأن للصين ملء الحق في هذه المسألة.
- ومن المهم جداً بمكان، أن الاتفاق يّعزّز الشراكة ووضع الصين كشريك اقتصادي لجنوب شرق آسيا واليابان وكوريا الجنوبية، إذ يضع ثاني أكبر اقتصاد في العالم (وفي الواقع أول اقتصاد) في مكانة أفضل لصياغة قواعد التجارة في المنطقة، بعيداً عن تدخلات قوى دولية كارهة للصين ولدول جنوب شرق آسيا.
- غياب الولايات المتحدة عن اتفاق الشراكة الاقتصادية الشاملة وعن المجموعة التي حلت محل الشراكة عبر الأطلسي، التي قادها الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، يستثني اقتصاد الأمريكي من مجموعتين تجاريتين تغطيان أسرع المناطق نمواً على وجه الأرض.
- قالت كبيرة اقتصاديي (آي.ان.جي لشؤون الصين)، إريس بانغ، ان إتفاق الشّراكة الاقتصادية يُساعد بكين على تقليص الاعتماد على أسواق وتكنولوجيا الخارج، مُشيرة في الوقت نفسه إلى أن الخلافات المتزايدة مع واشنطن عجّلت بهذا التحول.
- صرّحت فيتنام: إن الشّراكَة تغطي 30 بالمئة من الإقتصاد العالمي والنسبة ذاتها من سكان العالم، وتصل إلى 2,2 مليار مُستهلك
- صرّحت وزارة المالية الصينية، إن تعهدات الكتلة الجديدة تشمل إلغاء عددٍ من الرسوم الجمركية داخل المجموعة الموقِّعة على الإتفاق، يُنَفَّذ البعض منها على الفور، والبعض الآخر على مدار عشرة أعوام.
الصين تعمل جاهدة وبكل قوة من أجل مصير مشترك للبشرية وتوفير افضل فرص العيش الكريم للشعوب والدول بغض النظر عن انتماءاتها دون استغلال. بوركتم على هذه المقالة الجميلة