CGTN العربية/
لعب التعليم دورا مهما في حركة الصين للحد من الفقر ودفع التنمية، وأشار الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أنه لمساعدة الفقراء على التخلص من الفقر لابد من ضمان التعليم، حيث أن تمكين أطفال المناطق الفقيرة من تلقي تعليم جيد يعد مهمة حاسمة للتخفيف من حدة الفقر وتحقيق التنمية، وأيضا وسيلة لمنع توريث الفقر من جيل إلى آخر.
في السنوات الأخيرة، ومن أجل ضمان التحاق أبناء الأسر الفقيرة بالمدارس، وضعت الحكومة سياسات لإعانة هؤلاء الطلاب، وبمشاركة المدارس والمؤسسات الاجتماعية المدنية، نجحت الصين في تحقيق هدف “عدم جعل أي طالب يترك المدرسة بسبب الصعوبات العائلية” بشكل كبير.
أشارت بيانات صادرة عن وزارة التربية والتعليم الصينية إلى أنه اعتبارا من الـ15 من سبتمبر الماضي، انخفض عدد الطلاب الذين تركوا الدراسة في فترة التعليم الإلزامي (المدارس الابتدائية والإعدادية) من 600 ألف في العام الماضي إلى 2419. ومن بينهم، انخفض عدد الطلاب المتسربين من الأسر الفقيرة المسجلة من 200 ألف إلى صفر. فكيف استخدمت الصين التعليم للقضاء على الفقر؟
التعليم الإلزامي يضمن حق كل طفل فقير في تلقي التعليم
حتى الآن، تم إعادة جميع الطلاب تقريبا الذين تسربوا من التعليم الإلزامي في الصين إلى مدارسهم، وتم تغطية إعانات الطلاب الفقراء بشكل كامل، وتوفير متطلبات تشغيل المدارس الابتدائية والإعدادية بشكل عام. وفي عام 2019، بلغ صافي معدل الالتحاق بالمدارس الابتدائية في الصين 99.94%، ووصل معدل الالتحاق الإجمالي بالمدارس الإعدادية إلى 102.6%، وبلغت نسبة التحاق الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة 93%.
إن مفتاح تحسين جودة التعليم الإلزامي يتمثل في المعلمين. خصصت الحكومة المركزية 170 مليار يوان (26 مليار دولار أمريكي) لتحسين الظروف الأساسية لإدارة المدارس الصغيرة في المناطق الفقيرة. وفي السنوات الخمس الماضية، تم إضافة ما مجموعه 754 ألف مدرس في المدارس الريفية في إطار البرامج الخاصة، و1.3 مليون استفادوا من سياسة الدعم المعيشي.
إضافة إلى ذلك، تم تنفيذ سياسة “إعفاءين ودعم واحد”، التي تتضمن الإعفاء من الرسوم الدراسية ورسوم الكتب لجميع الطلاب في فترة التعليم الإلزامي في المناطق الريفية، وتوفير بدلات المعيشة للطلاب الذين يعانون من صعوبات عائلية، خاصة الذين يعيشون في السكن الطلابي. في السنوات الخمس الماضية، تم دعم حوالي 390 مليون طالب، واستفاد 40 مليون طالب في المناطق الريفية من برنامج تحسين التغذية الذي يغطي جميع المحافظات الفقيرة.
التعليم والتدريب المهني يرفع قدرة التوظيف
يعتبر تطوير التعليم المهني هو وسيلة أكثر فعالية لتعزيز التوظيف والقضاء على الفقر، لأن المهارات تزيد قدرة الحصول على فرص العمل.
أظهرت تقارير أن 70% من القوة العاملة الجديدة في التصنيع والصناعات الإستراتيجية الناشئة ومجالات أخرى تأتي من المعاهد المهنية، وأن ملايين الطلاب من الأسر الفقيرة قد حصلوا على فرص عمل جيدة من خلال تلقي التعليم المهني، وأن الاعتراف الاجتماعي بالتعليم المهني قد ازداد بشكل كبير.
وتشير البيانات إلى أنه في عام 2019، كان هناك 15.76 مليون طالب مسجل في التعليم الثانوي المهني، بزيادة قدرها 212.1 ألف مقارنة مع الوضع في العام السابق، ما يمثل حوالي 40% من إجمالي عدد الطلاب في التعليم الثانوي.
يساعد “مشروع قطرات الندى” أيضا أبناء الأسر الريفية الفقيرة على تحسين مستوى معيشتهم وقدرتهم على التنمية الذاتية؛ ومن خلال دعم نفقات المعيشة، ومساعدة الفقراء ذوي القدرة على العمل في تلقي التعليم والتدريب المهني، وزيادة دخلهم.
في الوقت نفسه، يتم اختيار الموظفين الفنيين لدعم المنطقة الغربية الفقيرة وتدريب الطلاب. على سبيل المثال، في مقاطعة سيتشوان ومنطقة التبت، بعد إكمال التعليم الإلزامي لمدة تسع سنوات، يمكن للطلاب تلقي تدريبات لاكتساب مهارات معينة في المدارس المهنية، وبالتالي يمكن توظيفهم بمساعدة الحكومة أو الشركات.
التعليم العالي يدفع السعي وراء الحلم الأكبر
في مرحلة الدراسات العليا، تنفذ الحكومة خطة خاصة للالتحاق في المناطق الريفية والفقيرة، حيث تم تخصيص عدد محدد للطلاب من أبناء الأسر الفقيرة المسجلة من أجل تسهيل التحاقهم بالتعليم الجامعي. و يتم قبول 100 ألف طالب كل عام في إطار هذه الخطة، الأمر الذي فتح قنوات لطلاب المناطق الريفية والفقيرة لدخول المعاهد والجامعات. ومنذ عام 2012، يدرس ما يقرب مجموعه من 4.5 مليون طالب في الجامعات أو قد تخرجوا منها.
والجدير بالذكر أن مؤسسات التعليم العالي لا تساهم فقط في إعداد الطلاب، بل تساهم أيضا في التخفيف من حدة الفقر في مجالات العلوم والتكنولوجيا والصناعة والتعليم والصحة. وقد ساهمت 75 جامعة تابعة لوزارة التعليم في تحقيق إيرادات تبلغ قيمته أربعة مليارات يوان (612 مليون دولار أمريكي) للمناطق الفقيرة، وذلك من خلال تقديم الاستثمارات وشراء المنتجات الزراعية المحلية والمساعدة في بيعها. حيث أنشأت جامعة تسينغهوا أكثر من ألف موقع تعليمي عن بعد في جميع أنحاء البلاد، وأكثر من 500 منها تم إنشاؤها في المحافظات الفقيرة، وتم تدريب 2.4 مليون شخص.
“لا تعطني سمكة بل علمني كيف أصطاد”، فتطوير التعليم يعطي فرصا للشباب لتحسين ظروفهم المعيشية، ما يعد سياسة فعالة لتحقيق هدف التخفيف من حدة الفقر بشكل حقيقي.