CGTN العربية/
نواصل بث حلقات سلسلة “رحلة إلى خوتان” والتي تأخذنا فيها الزميلة إيناس بركانة إلى منطقة خوتان بمنطقة شينجيانغ ذاتية الحكم لقومية الويغور للتعرف على معالم التنمية وجهود التخلص من الفقر. حلقة اليوم زارت فيها شركة مي بي ته لتربية الدجاج وتصنيعه التي تعد واحدة من الاستثمارات الضخمة التي ساهمت في دفع المحرك الاقتصادي لبلدة مويوي والبلدات المجاورة لها في منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم لقومية الويغور.
تقع في بلدة مويوي بمنطقة خوتان بمنطقة شينجاينغ ذاتية الحكم لقومية الويغور شركة مي بي ته لتربية الدجاج وتصنيعه. تمتد الشركة على مساحة شاسعة تبلغ 500 فدان ويبلغ إجمالي استثماراتها 1.12 مليار يوان، وتضم سلسلة تصنيع وإنتاج مترابطة مكونة ثماني صناعات: تربية الدجاج، فقس البيض، تربية الفراخ، تصنيع ومعالجة الأعلاف، ذبح الدجاج ومعالجته، معالجة الأسمدة، التعبئة والتغليف والخدمات اللوجستية.
تعتمد الشركة نموذج “المؤسسة+ التعاونية+ المزارع+ القاعدة الإنتاجية”، وهو ما يعني أن جزءا كبيرا من الدجاج المعد للذبح والتصنيع يأتي من مزارع ومداجن القرويين والمزارعين في القرى المجاورة الذين وقعوا عقود تعاون مع الشركة لتربية الدجاج. بموجب هذا التعاقد تخضع الشركة المزارعين المتعاقدين معها لتدريب موحد، يتعلمون خلاله كيفية تربية الدجاج والعناية بها على أسس علمية. وبعد التدريب الذي يدوم شهرا تسلمهم شتلات الدجاج والعلف، كما تبقى على اتصال دائم بهم عبر زيارات تفقدية تقوم بها فرقها البيطرية بين الحين والآخر لمراقبة المداجن وأساليب التربية وتطعيم الدجاج من أجل ضمان سلامته.
بطرق علمية تدير الشركة كافة أعمالها سواء في مرحلة التربية والتي تهتم فيها بضرورة توحيد الشتلات والعلف والتطعيم والتدريب وغيرها، أم في مرحلة التصنيع والتي تعتمد على سلاسل إنتاج ذكية وعلى يد عاملة مدربة تعمل كانها في خلية نحل.
وقالت غولي مليكة، عاملة في شركة مي بي ته: “في الماضي كنت ربة بيت، وكان زوجي العائل الوحيد لي ولولدي. بعد عملي في المصنع منذ مايو الماضي تحسن دخلنا بفضل راتبي الشهري. وأنا الآن أريد أن أجتهد في العمل لأصبح مشرفة على ورشة.”
على غرار غولي مليكة، تشغل هذه الشركة العملاقة 3230 عاملا فقيرا من القرى المجاورة من إجمالي 6000 عامل. ورغم حداثة عهدها إلا أنها أثرت بشكل ملحوظ في الوضع الاقتصادي المحلي الذي بات أفضل مما كان عليه في السابق
كما قال عبد الله، عامل في شركة مي بي ته: “قبل العمل في المصنع كنت أعتمد على ما أجنيه كمزارع بسيط لأعول أسرتي، لكن الآن بفضل دخلي من العمل في المصنع أصبحت حالتي المادية أفضل وأصبح أبناء ينعمون بحياة أكرم. إن التغيير واضح جدا في حياتنا.”
تضم الشركة 13 قاعدة لتربية الدجاج وتفقيس البيض و40 تعاونية لتربية الدجاج، وتقوم شهريا بذبح 7 ملايين دجاجة. لكن منتوجها لا يقتصر على لحم الدجاج المجمد فقط، بل يشمل أيضا كل مشتقات الدجاج المصنعة كالنقانق والمشاوي وغيرها، ويبلغ الحجم الانتاجي السنوي لمشتقات الدجاج 72 ألف طن سنويا تصل إلى كامل منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم لقومية الويغور وتتجاوزها إلى نقاط أخرى في البلاد وحتى إلى البلدان المجاورة بفضل 140 شاحنة تبريد ضخمة.
كما توفر الشركة أيضا عربات لبيع الآكلات السريعة من مشتقات الدجاج المصنع، مشروع قد يبدو بسيطا للوهلة الأولى لكنه بات مصدر رزق جيد لـ2000 شخص حتى الساعة ومكنهم من تحسين مداخيلهم السنوية وتخليصهم من الفقر.
شركات عدة ضخمة من قبيل مي بي ته، ساهمت في وقت وجيز في رفع مداخيل 37 ألف فقير وضخ الروح في قلوب أعياها الفقر وكاد يفقدها الأمل في التخلص منه، وباتت القطار السريع إن لك يكن فائق السرعة الذي يحمل المحليين إلى المحطة التالية: محطة العيش الكريم.