خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
جردة إعلامية
الصين و تونس: مكافحة كورونا مِثال عالمي ناصع لعلاقات المنفعة المتبادلة
الأكاديمي مروان سوداح*
*رئيس الاتحاد الدولي للصحفين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء وحُلَفاء الصين.
الصين دولة كبيرة المساحة، وتونس صغير المساحة، وكذلك الأمر بالنسبة لسكان البلدين، لكن في مجال العلاقات يقوم بينهما تعاون واسع قائم على المساواة في المصالح والمَغانم، وهو ما يُشير إلى نجاح المنهاج الانساني و الصيني في المنفعة المتبادلة والمساوة في العلاقات الدولية وكذلك في تحقيق التعاون والمكاسب لخير البشر.
منذ تفشي فيروس كورونا في العالم، تقوم بين الصين وتونس علاقات عميقة للتعاون في مكافحة هذا الوباء الخطير، ولأجل انقاذ المصابين به، ولتوفير اللقاحات والأدوية التي يمكنها محاصرته وإضعافه فالقضاء عليه. وعن هذا التوجه، نُشرت الكثير من الأخبار والمقالات والتحقيقات في وسائل إعلام البلدين، التي تشهد على شساعة علاقات التعاون الطبي بينهما، ودعم القيادتين التونسية والصينية لمختلف الجهود الفاعلة في هذا الفضاء.
قبل أيام قليلة، افتتح الرئيس التونسي فخامة السيد قيس سعيد، مستشفى صفاقس الجديد، الذي تم أنجازه بتمويل صيني، يُقدر بنحو 200 مليون دينار (69.93 مليون دولار).
يتخصص هذا المستشفى، والذي تقرر تحويله إلى مركز وطني لعلاج مرض كورونا الجديد (كوفيد-19)، بعلاج المدنيين. وتعليقاً على هذا الحدث المتميز، تمنى الرئيس التونسي قيس سعيد، أن يُشاهد مثل هذه المؤسسات الاستشفائية في كل ولاية في البلاد التونسية، لأن الحق في الصحة، كما أكد، هو حق من حقوق الإنسان “.
الرئيس قيس سعيد ألقى كلمة في افتتاح المستشفى، شكر خلالها جمهورية الصين الشعبية وسفير الصين لدى تونس، وأكد بالعمل سوياً مع الصين، “على تحقيق عدد من الإنجازات الكبرى التي تستجيب لحق المواطنين في الكرامة الإنسانية”.
وأكد في هذا الصدد على أن الصحة هي “حق للجميع على قدم المساواة، وليعلم الجميع أن هذه مكتسبات للشعب التونسي وجب الحفاظ عليها، والصحة ليست بضاعة تجارية تتقاذفها الأسهم في الأسواق المالية، فالصحة حق لا في النصوص وإنما بالممارسة والفعل”.
وكشف الرئيس سعيد عن أن تونس “وصلت إلى مرحلة متقدمة في مشاوراتها مع عدد من مختبرات البحوث الطبية والبيولوجية الصينية، بشأن اقتناء لقاحات مضادة لمرض (كوفيد-19)”.
أقيم هذا المستشفى في بلدة “طينة”، المحاذية لمدينة صفاقس، وتُقدر طاقته الاستيعابية بنحو 250 سريراً، ويحتوي على مُجمع للاستقبال والتسجيل، وعيادات خارجية، ومُجمع للرعاية الحرجة يضم جناح عمليات من خمس قاعات وقسم للتخدير والإنعاش وقسم للطب الاستعجالي، ومُجمع طبي وجراحي بطاقة 156 سريراً وقسم للأمراض النفسية بطاقة 80 سريراً.
ويمتد هذا المستشفى الذي تكفلت الحكومة الصينية بجميع مراحل تشييده، على مساحة مغطاة تزيد عن 26 ألف متر مربع، وهو يضم أيضاً مُجمعاً للتصوير الطبي والاستكشاف الوظيفي (3 وحدات تصوير طبي ووحدة للتصوير بالرنين المغناطيسي ووحدة للتصوير بالسكانر)، ومَجمع للمختبرات والصيدلة، وجناح للإدارة والأقسام الفنية.
في أهمية هذا المستشفى، أكد السفير الصيني في كلمة ألقاها بهذه المناسبة، إن بناء هذا الصرح الطبي “يُعد من أهم الإنجازات التي تم تحقيقها منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين الصين وتونس، ووصف هذا التعاون بـ”النموذجي”، لافتاً في هذا السياق، إلى أن الصين أرسلت بعثات طبية إلى تونس تعمل جنباً إلى جنب مع الأطباء التونسيين ، ومشيراً إلى أن الطواقم الطبية الصينية ((تعمل باجتهاد مع نظرائها في تونس لخدمة الشعب التونسي))، لا سيّما في هذه الفترة التي تتسم بانتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، ونوّه في نفس الوقت إلى أن مستقبل التعاون الصيني – التونسي في المجال الصحي سيكون مشرقاً، ليس فقط في مجال مكافحة مرض (كوفيد-19)، وإنما أيضاً في مجال البحوث الطبية”.
من جهته، أعرب وزير الصحة التونسي فوزي مهدي، عن ارتياحه لمستوى التعاون الصحي بين بلاده والصين، وهو تعاون يتواصل منذ عدة عقود، مُثمنا في هذا السياق هذا الإنجاز، الذي قال إنه سيمكن من النهوض بجودة الخدمات الصحية المُقدمة لمواطني محافظة صفاقس والمحافظات المجاورة، وأضاف مهدي في كلمة له ألقاها بهذه المناسبة، أن هذا المستشفى الجديد الممول من الصين، هو “عنوان فخر لجميع التونسيين، وهو مركز استشفائي عالي الإمكانات وعالي الجودة.
يُذكر، أن الصين تبرعت لتونس في إبريل 2020، بدفعة من المساعدات الطبية لوزارة الدفاع الوطني التونسية، ووقع السفير الصيني في تونس (وانغ ون بين)، و وزير الدفاع التونسي عماد الحزقي، على شهادة التسليم بين الجانبين، وتشمل المعونة الطبية أقنعة من نوع إن95، ومجموعات اختبار ونظارات واقية طبية.
وكان الوزير الحزقي قد أطلق تصريحات عبّر فيها عن تقديره للصين على دعمها القوي وحسن التوقيت لجهود مكافحة كوفيد-19، وبيّن أن الصين قد قدّمت مِثالاً يُحتذى للعالم للتعاون الفعّال في مكافحة الوباء.
وختم الحزقي، أن تونس تأمل في التعلم من تجربة الصين، والعمل مع الصين للتغلب على الوباء في أسرع وقت ممكن. ومن جهته، قال السفير الصيني إن بلاده “على استعداد لتقديم مساهمات إيجابية لتعاون المجتمع الدولي في دحر كوفيد-19.”
ومن الجدير هنا العودة إلى تصريحات رسمية تونسية أخرى، تتحدث عن عمق العلاقات مع الصين في مختلف العناوين، إذ ثمّن وزير الخارجية التونسي نور الدين الري، خلال الدورة التاسعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني – العربي، الحركية التي شهدتها العلاقات بين الجانبين والارتقاء بالتعاون المشترك.
بيّنت وزارة الخارجية التونسية في بيان سبق ووزعته، إن السيد الري، ثمن خلال الاجتماع الذي عُقد عبر تقنية الفيديو، الحركية التي شهدتها العلاقات العربية – الصينية على مدى السنوات الماضية، في الدفاع عن القضايا العربية الجوهرية، والارتقاء بالتعاون المشترك في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
ودعا إلى ضرورة السعي سوياً من أجل مزيد تطوير هذه العلاقات، لا سيّما في المجالات التي تسجل فيها الصين ريادة عالمية على غرار تكنولوجيات المعلومات والاتصال.
وشدد في هذا السياق على أهمية تفعيل التعاون الصيني – العربي في مجال التدفق السياحي والتكوين والتدريب، عبر الإسراع بإنشاء المركز العربي – الصيني للتكوين السياحي والفندقة في تونس كمقر له.
وأكد، أن انخراط تونس في مبادرة الحزام والطريق تمثل خطوة جديدة نحو مزيد الارتقاء بالعلاقات التونسية – الصينية، معرباً في هذا الصدد عن تطلع تونس إلى تطوير مُبادلاتها التجارية مع الصين، ومضاعفة الاستثمارات الصينية في تونس.
وكان الاجتماع الوزاري التاسع لمنتدى التعاون الصيني – العربي قد عُقد، هذا العام، عبر تقنية الفيديو برئاسة وزيري خارجية الصين وانغ يي، والأردن أيمن الصفدي.
المراجع:
1/وكالة الانباء الصينية “شينخوا”.
2/ “وات” / وكالة تونس أفريقيا للأنباء (رسمية).
3/جريدة الشعب الصينية.