CGTN العربية/
أصبح الإصرار على الابتكار في موقف أساسي لبناء الصين على أساس الابتكار، وكان هذا في توصيات الصين الصادرة حديثا بشأن صياغة “الخطة الخمسية الـ14”. أما بالنسبة إلى الأكفاء، فإنهم العنصر الأكثر نشاطا في فعاليات الابتكار. حيث إن الابتكار لا يتم بدون الأكفاء، وخاصة الأكفاء في مجال البحث العلمي.
ومن المثير للاهتمام أن العديد من الصينيين يحلمون بتكريس أنفسهم للبحث العلمي، خاصة بالنسبة للعديد من الصينيين بمواليد السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات.
حلم طفولة كثير من الصينيين هو أن يصبحوا عالمين
وفقا للإحصاءات الصادرة عن “إم آي تي تكنولوجي ريفيو”، كان العديد من الصينيين يحلمون بأن يكونوا علماء عند طفولتهم. ربما لم يفهموا ما يمكن أن يجلبه العلم للبشرية عندما كانوا أطفالا، ولكن كانوا على يقين أن العلماء أقوياء وقادرون على فعل كل شيء. مع تقدم العمر، تتلاشى الهالة البطولية التي كانوا يتوقون إليها في طفولتهم، فهم يدركون أن تكون عالما ليس الهدف النهائي، بل بداية التساؤل والاستكشاف والابتكار التي يمثلها العلم نفسه.
قال الأكاديمي الصيني تشونغ نان شان: ” كمثل أعلى لدي الشباب، يجب على العلماء توجيههم بشكل أفضل للتفكير بعمق واستكشاف الأسباب في مختلف النواحي بحيث يطرحون المزيد من الأسئلة”.
قال الأكاديمي الصيني تشونغ نان شان: ” كمثل أعلى لدي الشباب، يجب على العلماء توجيههم بشكل أفضل للتفكير بعمق واستكشاف الأسباب في مختلف النواحي بحيث يطرحون المزيد من الأسئلة”.
من يونيو إلى أغسطس سنة 2020، قامت شركة 3M لإنتاج الآلات باستطلاع مواقف أبناء المواطنين تجاه العلم في أكثر من عشر دول ووجدت أن 88% من الصينيين يعتقدون أن العلم سيجعل الحياة أفضل، وهو أعلى بـ 9 نقاط مئوية من متوسط الأرقام للبلدان التي شملها الاستطلاع خلال نفس الفترة.
حقيقة حلم العلم للصينيين: إحداث تغييرات كبيرة في الحياة
ينبع هذا الصدق من التغييرات الهائلة التي طرأت على حياة الشعب الصيني بعد أن تحول العلم إلى تقنية.
في مطلع تأسيس الصين الجديدة، كان محصول الأرز لكل مو(15 مو يساوي 1 هكتار)126 كيلوجراما فقط، وكانت هناك حاجة ملحة لزيادة إنتاج الحبوب. في أحد حقول تجارب أصناف الأرز المبكر في مقاطعة هونان الصينية، اكتشف يوان لونغ بينغ، وهو معلم شاب آنذاك، أرزا مائيا هجينا طبيعيا حبوبه كبيرة. بعد ذلك، بدأ يوان يبحث في الأرز المائي الهجين لزيادة محصول الأرز المائي الهجين لكل مو باستمرار. في عام 2017، بلغ متوسط إنتاج الأرز المائي الهجين الذي اختاره فريق “يوان” 1149.02 كيلوغراما لكل مو، مما سجل أحدث وأعلى رقما قياسيا لمحصول الأرز المائي على الصعيد العالمي. حيث إن هذه الإنتاجية لكل مو تعد تسعة أضعاف ما كان عليه قبل 68 عاما.
في عام 2020، تجاوز إنتاج الأرز المائي الهجين لكل مو للموسم المزدوج في الصين 1500 كيلوغرام، كما يتجاوز متوسط نصيب الفرد الصيني من الحبوب 470 غيلوغراما، وهو أعلى من حد الأمان المعترف به دوليا وهو 400 كيلوغرام. يمثل الأرز المائي الهجين حوالي 50% من مساحة زراعة الأرز المائي البالغة 450 مليون مو في الصين.
ارتفاع إدراك الجمهور بأهمية العلم بشكل عام بعد انتشار الوباء
يمكن تحويل العلم إلى تكنولوجيا لمساعدة أبناء الشعب بفضل العلماء. كما بفضل التوجيهات والإرشادات من قبل العلماء، وكذلك احترام الشعب الصيني للعلم وثقتهم به طويلة الأمد، ساعدت الصين على الوقاية من الوباء والسيطرة عليه بشكل فعال.
لم يثبت الوباء أهمية العلم فحسب، بل زاد من الاعتراف بالعلم من قبل أبناء المواطنين من جميع أنحاء العالم أيضا.
العلم ليس أمرا يخص العلماء فقط
ومن الجدير بالذكر أن تقدير الشعب الصيني العالي للعلوم يساعد أيضا على التحسين المستمر للمزايا العلمية للمواطنين الصينيين. كما تضع الصين أهدافا لذلك، وفقا للخطة الخمسية الـ13 للصين، بحلول عام 2020، يجب أن تصل نسبة المزايا العلمية للمواطنين الصينيين إلى أكثر من 10%. كما ذكر اقتراح اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني بشأن صياغة “الخطة الخمسية الـ14”: تعظيم روح العلم والعامل الحرفي، تعزيز الأعمال بشأن عموم العلم، خلق جو اجتماعي لطموح الابتكار.
في الوقت نفسه، يكرس المزيد من الناس أنفسهم للبحث العلمي من أجل طموح أن يصبحوا علماء. حيث إن نتائج أبحاثهم العلمية وفيرة وعدد الاستشهادات برسائلهم في تزايد مستمر.
بالطبع، كل هذا لا ينفصل عن الاستثمار في تعميم العلوم وتمويل البحث العلمي الذي يتزايد عاما بعد عام. في عام 2019، بلغ إجمالي الاستثمار الصيني في البحث والتطوير في المجتمع 2.17 تريليون يوان صيني، وهو ما يمثل 2.19% من الناتج المحلي الإجمالي الصيني، وهو ما يعادل متوسط مستوى الاتحاد الأوروبي تقريبا.
العلم ليس أمرا يخص العلماء فقط، فهو مرتبط ببقاء وتطور البشرية جمعاء، بل مرتبط بكل فرد. ربما لم يصبح الطفل عالما بعد نشأ، لكنه سعى دائما إلى العلم، وهذا الأمر بحد ذاته مهم للغاية.