عمان 8 ديسمبر 2020 (شينخوا)/
عقد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي اليوم (الثلاثاء) مع نظيريه القبرصي نيكوس خريستودوليديس واليوناني نيكوس دندياس اجتماعا في عمان جرى خلاله بحث أجندة تعاون واسعة شملت11موضوعًا مرتبطة بالتعاون في إطار الآلية الثلاثية والتطورات الإقليمية وفق بيان للخارجية الأردنية .
وحسب البيان اتفق الوزراء على المضي في التحضير لاجتماع القمة عبر عقد اجتماع للوزراء المعنيين لبحث زيادة التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والسياحية والتعليمية والصحية وغيرها من مجالات التعاون.
وخلال تصريحات صحفية مشتركة بعد اللقاء أكد الوزيرالصفدي أهمية الاجتماع وهو الرابع في إطار “آلية التعاون الثلاثي التي أطلقها القادة، لتفعيل التعاون الاقتصادي وزيادة التنسيق إزاء القضايا الإقليمية”.
وقال الصفدي، “نحن قريبون إلى بعضنا البعض جغرافيا وثقافيا ونتأثر مجتمعين بالتطورات في المنطقة ما يجعل التنسيق إزاء مختلف القضايا ضرورة ومصلحة مشتركة، مشيرا إلى أن “جزءا من التنسيق الذي نعمل على مأسسته هو التنسيق إزاء حل الصراعات الإقليمية وضمان منطقة مستقرة، وآمنة، تكون فيها العلاقات مبنية على أساس القانون الدولي وعدم التدخل بشؤون الآخر، واحترام مصالحه المشروعة، وبناء الأمن والاستقرار الذي يتيح لنا جميعا أن نتقدم باتجاه تحقيق التنمية الحقيقية ومواجهة العديد من التحديات، الاجتماعية، والاقتصادية”.
وبين أن الاجتماع ركز على “القضية المركزية، القضية الأساس بالنسبة لنا في المملكة، وهي القضية الفلسطينية، وجهودنا المشتركة من أجل إيجاد أفق سياسي يتيح لنا استئناف مفاوضات جادة وفاعلة لحل الصراع على أساس حل الدولتين، الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران 1967، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وفق القانون الدولي ووفق مبادرة السلام العربية”.
“وحول الأزمة السورية أكد الصفدي أنه ونظيريه القبرصي واليوناني متفقون على ضرورة تفعيل كل الجهود التي تتيح التقدم نحو التوصل لحل سياسي لهذه الأزمة، “يحفظ وحدة سوريا واستقلالها، ويحول دون التدخلات الخارجية في سوريا، ويخلص سوريا من الخطر الإرهابي، ويتيح أيضا الظروف لعودة اللاجئين الطوعية إلى بلادهم، و “نحن نثمن عالياً مواقف الدولتين الصديقتين فيما يتعلق بدعم الأردن لمساعدته على تحمل عبء اللجوء السوري”.
وقال إن اللقاء تناول أيضاً الوضع في ليبيا وثمة اتفاق على وجوب تفعيل الجهود لإنهاء الأزمة، مؤكدا أنه “يجب أن نحول دون المزيد من التدهور في ليبيا، وندعم الجهود السياسية القائمة حالياً للتوصل إلى اتفاق ليبي يحفظ ليبيا من الوقوع في هاوية أزمة ستكون انعكاساتها خطيرة على الجميع، وما نريده هو ليبيا مستقرة، آمنة، لا تدخل خارجي في شؤونها ولا وجود للإرهاب فيها أيضاً”.
وأكد ضرورة أمن ليبيا وأمن المنطقة، لافتاً إلى أنه بالنسبة للمملكة فإن “أمن جمهورية مصر العربية الشقيقة جزء من أمننا، وبالتالي نريد أن نضمن أن لا تكون ليبيا ساحة لمزيد من الصراع يهدد أمن الجوار الليبي”.
وحول التوتر في شرق المتوسط ، قال الصفدي كما نؤكد دائماً،لا تحتاج منطقتنا المزيد من الصراعات لابد من اعتماد الحوار لإنهاء هذا التوتر على أساس القانون الدولي واحترام مصالح الجميع ووجود آليات تضمن الاستقرار الحقيقي والطريق إلى ذلك هو احترام القانون الدولي، وحل هذا التوتر عبر مفاوضات ترتكز إلى القانون الدولي.
بدوره، قال وزير الخارجية القبرصي نيكوس خريستودوليديس إن العلاقات القبرصية الأردنية نموذج يحتذى به، وهي علاقات تاريخية تزداد قوة ومتانة كل يوم.
وأضاف، أن الاتحاد الأوروبي ينظر إلى المملكة كمنارة للسلام والاستقرار في المنطقة والعالم، وأن للمملكة دوراً محورياً أساسياً في المنطقة، معرباً عن التزام بلاده في العمل مع المملكة خدمة للمصالح المشتركة.
وبيّن الوزير القبرصي أن التحضيرات جارية لعقد قمة على مستوى القادة ستستضيفها اليونان العام المقبل، مؤكدا أهمية إدامة التنسيق وتعزيز الجهود المستهدفة تطوير التعاون على المستويين الثنائي والثلاثي واستمرار التشاور والتنسيق إزاء التحديات الإقليمية وسبل تجاوزها، في حين أشاد بمأسسة التعاون الثلاثي من خلال إنشاء سكرتارية دائمة مقرها العاصمة القبرصية نيقوسيا.
وأشار الوزير القبرصي إلى أن الاجتماع الثلاثي بحث المستجدات الإقليمية خاصة تلك المرتبطة بعملية السلام في الشرق الأوسط وجهود حل الأزمة السورية والأزمة الليبية، مضيفا أنه تم الاتفاق على أن يقوم الوزراء بزيارة العراق قريباً لبحث سبل ترسيخ الشراكة وتعزيز العلاقات معها في إطار الآلية.
وشدد خريستودوليديس على ضرورة استمرار العمل المشترك الهادف إلى تعميق التعاون في المجال الاقتصادي والأمني والدفاعي بين الدول الثلاث، مؤكداً التزام قبرص بدعم الأردن في الجانبين الاجتماعي والاقتصادي على المستوى الثنائي وضمن آلية العمل الثلاثي.
وأكد في هذا السياق، التزام بلاده بتوفير الدعم المالي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) العام المقبل وبما يمكنها من القيام بمهامها وفق تكليفها الأممي.
كما أكد دعم بلاده لقرار صرف 250 مليون يورو كدفعة أولى من برنامج المساعدة المالية الكلية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي إلى المملكة.
وأشار إلى الإنجازات التي تتحقق بين البلدين على المستوى الثنائي في المجال السياحي والتجاري والاقتصادي، موضحاً عزم بلاده تقديم مبادرتين في العام المقبل لم يتم الاتفاق على تفاصيلهما بعد.
وأشاد بمتانة الشراكة الأردنية الأوروبية وبالتطور الذي تشهده علاقات المملكة مع الاتحاد الأوروبي، لافتا إلى التزام بلاده بتقديم كافة سبل الدعم المتاحة لإسناد المملكة وشراكتها مع الاتحاد الأوروبي.
وقال، إنه تم خلال اللقاء بحث القضية القبرصية والجهود المبذولة لحلها ، في حين أكد الصفدي موقف الأردن من ضرورة حل القضية على أساس قرارات مجلس الأمن، وتدعم المملكة جهود الأمين العام للأمم المتحدة لتحقيق هذا الحل.
من جانبه أشار وزير الخارجية اليوناني نيكولاس دنديداس إلى أهمية الاجتماع الذي عقد رغم ظروف كورونا، مؤكدا على اهتمام الدولة الثلاث به.
وقال أود أن أثمن دور الأردن، ونحن نعلم التحديات الكبيرة التي تواجهه ليس فقط بسبب جائحة كورونا ولكن أيضـاً بسبب استضافته لعدد كبير من اللاجئين، مشيرا إلى العديد من الأزمات التي تواجه المنطقة ومنها ليبيا وسوريا والعملية السلمية والهجرة واللجوء في شرقي المتوسط والمسألة القبرصية.
وأضاف الوزير اليوناني، “وجدنا مقاربة أو منهجاً مشتركاً وهذا هو سبب الاجتماع الثلاثي للأمانة التي ستتأسس في نيقوسيا وأيضاً اتفقنا على أن نزور العراق”، لافتا إلى أنه سيتم ذلك بالتنسيق مع مصر التي تمتلك أيضاً آلية تعاون ثلاثية مع بلاده وقبرص لدراسة القيام بزيارة رباعية إلى العراق لبحث التعاون.
وقال “أود أن أكرر ما هو واضح، فالتعاون بين بلداننا ليس ضد أي أحد ولكنه مفتوح للجميع على أن نتشارك في ذات الفهم وهو السلام والاستقرار والقانون الدولي”.
وأشار دنديداس إلى الخلاف مع تركيا والتوتر في شرق المتوسط والجهود المبذولة لحله واحتوائه، وعرض وجهة نظر بلاده حول أسباب الخلاف وسبل حله، مؤكدا التمسك بالقانون الدولي والعمل على تحقيق الاستقرار.
وأضاف، “قمنا بعمل مهم للتحضير لقمة القادة في 2021 وأنه شرف كبير لبلادي أن تستضيف هذه القمة، وأعتقد بأنه بهذا الاجتماع يمكننا أن نتقدم للأمام ونحن نثمن خبرتكم الكبيرة في المنطقة والمشاكل الكبيرة التي تواجهونها”