CGTN العربية/
تقع قرية “ياشي” القديمة في محافظة تشيواننان بمقاطعة جيانغشي في جنوب شرقي الصين، وقد اجتذبت العديد من الزوار لزيارتها كنموذج لتنمية القرى القديمة في الصين.
تقع القرية على بعد 22 كيلومترا من المحافظة، وقد تم إدراجها في القائمة كواحدة من المناطق الصالحة للسكن في الصين في عام 2016 وكما تم إدراجها ضمن الدفعة الرابعة من القرى الصينية التقليدية على قائمة وزارة الإسكان والتنمية الحضرية والريفية. وكانت القرية تعاني من الفقر مثل العديد من القرى القديمة في السنوات الماضية، قبل أن تصبح أحد “أشهر” القرى، بسبب البنية التحتية الضعيفة والتأخر في البناء البيئي ونقص الموظفين الإداريين.
قالت دو شيوه تشيان أحد المسؤولين بالقرية:” في السنوات القليلة الماضية، اختار عدد كبير من العمالة الشابة للعمل غير المنتظم الى أماكن أخري من القرية، ليبقى بالقرية الغالبية العظمى من كبار السن.” كان هناك عددا قليلا من الصناعات التي تتيح فرص عمل بالقرب من القرية.
من أجل الحفاظ على التراث التاريخي وإعادة “إحياء” موارد القرية، قررت المحافظة تطوير حركة السياحة بالقرية، وتنفيذ إستراتيجية “سلاسل اللؤلؤ” للسياحة على مستوى المحافظة، وتم تنمية القرية لتصبح قرية للسياحة الثقافية الريفية تتيح للزوار السياحة الصحية والترفيهية والثقافية من خلال جلب استثمارات بقيمة 250 مليون يوان صيني (نحو 38 مليون دولار أمريكي) من تجار مقاطعة قوانغدونغ الصينية.
“من أجل تخفيف الفقر من خلال تنشيط السياحة، تعتمد المحافظة على السياحة لتعزيز خلق فرص عمل لأبناء الأسر الفقيرة ؛ والاعتماد على السياحة لتعزيز ريادة الأعمال وتحويل الأسر الفقيرة إلى “أصحاب مشروعات” صغيرة؛ والاعتماد على السياحة لتعزيز الصناعات الأخرى وتحويل المنتجات المحلية إلى منتجات تتميز بها القرية ؛ والاعتماد على السياحة للاستفادة من الموارد وتحويل المنازل إلى مساكن سياحية عائلية . حيث شجعت تلك السياسات القرويين على العودة للعمل بالقرية.
حيث ساعد نموذج “السياحة + التخفيف من حدة الفقر” على خلق عدد كبير من فرص العمل وتحسين ظروف معيشة السكان المحليين. وتشير البيانات الرسمية إلى أنه هناك توجد 124 أسرة من القرويين في منطقة “ياشي” للمناظر الطبيعية، وشارك 64 أسرة من القرويين يعملون في تطوير صناعة السياحة، منهم 43 أسرة اشتركت في استثمار بمجال السياحة ، و29 أسرة من القرويين في تمتلك متاجرها الخاصة، وتم خلق أكثر من 40 فرصة عمل ، وانتشال 18 أسرة من براثن الفقر.
ينقسم دخل القرويين إلى ثلاثة أجزاء : تأجير منازلهم الفارغة وأراضيهم لشركات التطوير العقاري المنوطة بتنمية المعالم والمناظر الطبيعية والحصول على قيمة الإيجار لمدة 20 عاما دفعة واحدة؛ والجزء لثاني هو تذاكر دخول الزوار، التي تخصصها لجنة القرية لتقوية الاقتصاد القرية؛ أما الثالث، مبلغ النقود من تطوير المقاهي وبيوت القرويين لاستقبال الزوار وفتح المتاجر وغيرها من فرص العمل التي تهدف لتحسين مستوى معيشة القرويين .
في الخطوة التالية، ستعمل القرية على تعزيز الاندماج المتعمق بين ثقافة القرية القديمة وحركة تنشيط السياحة، وحماية تراث القرية وتعزيز التنمية السياحية وتحسين مستوى معيشة القرويين.