CGTN العربية.
أيجياماري البالغة من العمر 53 عاما ومسقط رأسها محافظة أواتي بمنطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم بشمال غربي الصين. تشغف بلوحات المزارعين الملونة والطبيعية والبسيطة منذ نعومة أظفارها. قالت أييجياماري إن لوحة المزارعين غيرت حياتها الخاصة.
كانت أيجياماري تحب الرسم منذ طفولتها، لكن ظروف أسرتها كانت صعبة، لذا لم تستطيع أن تذهب إلى المدرسة. لاحقا، عملت في العمالة غير المنتظمة في إحدى المدارس الثانوية في المحافظة، وأخذت دروس الفنون مع الطلاب في أوقات فراغها، لتعلم بعض مهارات الرسم الأساسية. أما الاتصال الحقيقي بالرسم فبدأ في عام 2012 عندما أنشئت أكاديمية شينجيانغ للوحات المزارعين في المحافظة. حيث لم يقتصر الأمر على دعوة المعلمين للتدريس في الأكاديمية فحسب، بل قدمت الإعانات وأدوات الرسم للرسامين المزارعين أيضا.
إن وحي اللوحات لـ أيجياماري صادر عن الأمور التي حدثت حولها في القرية، مثل البيوت المبنية حديثا والأسواق المزدهرة في القرية، بالإضافة إلى ذلك، ترسم بعض الأعمال الخيرية التي يقوم بها المسؤولون في القرية لمساعدة المزارعين.
في عام 2014، انضمت أييجياماري إلى جمعية تعاونية متخصصة للوحات المزارعين في المحافظة، وأصبحت رسامة مزارعة محترفة. بفضل الاعتماد على منصة الجمعية التعاونية، تم بيع لوحة المزارع تحت اسم “الأيل” التي رسمتها أييجياماري لتاجر في تشجيانغ بسعر 500 يوان (نحو 76 دولارا).
سمح ذلك لـ أيجياماري بالحصول على فرصة عمل، وانضمت إلى الرسامين المزارعين الآخرين للشروع في طريق جديد لتشغيل الصناعة الثقافية والإبداعية لزيادة دخلهم وتحقيق الثراء. قالت أييجياماري: “يتم استخدام 30% من دخلنا من كل لوحة لإدارة الجمعية التعاونية ونفقات التدريب وشراء مواد الرسم وغيرها، أما 70% المتبقية فهي صافي دخل الرسامين المزارعين”.
في الوقت الحاضر، ارتفع عدد رسامين للوحات المزارعين في الجمعية التعاونية إلى 20 شخصا، وقام الجميع باستكشاف وتطوير منتجات مشتقة مثل لوحات القرع ولوحات السجاد وغيرها على أساس لوحات المزارعين، والتي يحبها عملاء البر الرئيسي بشدة. في العام الماضي فقط، باعت الجمعية التعاونية أكثر من 400 لوحة ومعظمها إلى مقاطعة تشجيانغ ومدينة أورومتشي وغيرها من الأماكن الأخرى.
وقالت أييجياماري مبتسمة: “يمكنني أن أربح أكثر من 20 ألف يوان سنويا بفضل رسم لوحات المزارعين في الوقت الراهن. إن معيشة حياتي تتحسن أكثر فأكثر بالقيام بالأعمال التي أحبها.”
رمز للأدب والفن في القرية
في العامين الماضيين، أصرت المحافظة على تحويل لوحات المزارعين المحلية المميزة إلى ممثلة لمنتجات السياحة الثقافية. فهي لا توفر مساحة خالية من الإيجار لمدة ثلاث سنوات للرسامين المزارعين فحسب، بل توفر لهم فرصا للمشاركة في معارض مختلفة في أنحاء البلاد أيضا.
لم تجلب لوحات المزارعين دخلا كبيرا لأيجياماري فحسب، بل سمحت لها بالخروج من القرى النائية ورؤية عالم أوسع أيضا.
في الوقت الحاضر، عند المشي في الطريق المشيد حديثا في القرية، ما تراه هو اللوحات الجدارية النابضة بالحياة على جدران المنازل على طول الطريق.
في بداية عام 2018، خططت لجنة القرية لتجميل القرية وطلبت اقتراحات من سكان القرية. أوصت أيجياماري نفسها واقترحت بناء لوحة جدارية ثلاثية الأبعاد.
قالت أيجياماري: “قريتنا هي قرية نموذجية للبناء الريفي الجديد في المحافظة في الوقت الراهن، إنها نظيفة وجميلة”. وأضافت إنها تريد رسم المشهد الريفي وجمال الحياة في ذهنها على الحائط لإظهاره للجمهور بمساعدة الخطاطين والرسامين المزارعين مثل أيجياماري في المحافظة، وقال القرويون إن رسومات المزارعين غيرت الطريقة التي يعيشون بها لأجيال من المزارعين.