جريدة الأنباط الأردنية/
يليينا نيدوغينا*
*كاتبة وإعلامية روسية متخصصة بالتاريخ والسياحة الأردنية، ورئيسة تحرير جريدة «الملحق الروسي»، الناطق باللغة الروسية في صحيفة «ذا ستار» سابقاً.
بجهد ضخم ومَحمود يتواصل تقاطر السيدات الناطقات بالروسية من بلدانهن للمشاركة في البرنامج الشهير “أُردننا جنّة.. أُردننا بخير”، والذي أقرته وزارة السياحة والآثار الأردنية مشكورة، رغبة منها بتنشيط واسع للسياحة المحلية والتشغيلات اليومية الفاعلة فيها.
يقوم (نادي “ناديجدا” للسيدات صديقات الثقافة الروسية)؛ الذي تترأسه بنجاح ونكران ذات السيدة الهمّامة نتاليا نازارنكو، بنشاط ضخم لتعريف الناطقات بالروسية في الأُردن وخارجه على الثقافة والتاريخ والجغرافيا والتقاليد والوقائع الأردنية، وعلى كل مايتّصل بالمملكة وشعبها من شؤون وشجون وعلو شأن وتحضّر، ويمتد هذا التعريف إلى مساحات واسعة خارج الحدود الأردنية، مدفوعاً بنشاط (فرد/جماعي)، ليس في رياح روسيا الأكبر مساحةً على الكرة الأرضية وحدها فحسب، بل وكذلك في أرجاء عشرات الدول الصديقة التي ضمنها السوفييتية السابقة، وعواصم أُوروبية، ترى في اللغة الروسية شقيقةً سلافية تاريخاً وحرفاً ولساناً وثقافةً. زد على ذلك، يتوسّع عمل النادي يومياً أفقياً وعمودياً للتعريف بكنوز الأردن التاريخية والثقافية والإنسانية، وسماحته الدينية وقبوله للآخر البشري، ويَكتسب هذا النشاط شهرة في دولٍ كانت أو مازالت تعمل على تدريس اللغة الروسية، باعتبارها ثالث لغة رئيسية في العالم، بعد اللغتين الصينية والإنجليزية.
نظّم النادي بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار العامرة بالبرامج النبيلة، عدّة رحلات ناجحة إلى عجلون، السلط، وادي رم، الشومري، الأزرق وغيرها العديد من المواقع والمدن والفضاءات الأردنية، التي تشهد للنادي عمله الدؤوب ونجاحه الثقافي الباهر الذي اخترق مختلف الآفاق، رغبةً منه لتتخصص سيداته بالأردن مَعرفةً وعِلماً، ولإعلاء إسم الأردن وحقائقه الحضارية، وللتعريف الموضوعي بالإنسان الأردني الطيب والمُكتنز بكل مشاعر الاحترام والتقدير للأجنبي.
يُساهم النادي باحتضان كل مَن ترغب بالتعرّف على الأردن عن كثب، وجميع مَن يتطلعون لخدمته بفعالية، ضمنهم الضيوف والسياح والزوار، إضافة إلى جمهرة كثيفة مِن المُقيمين الفاعلين إنسانياً في المسيرة الحضارية للمملكة الأردنية الهاشمية. تتقدم السيدات عضوات النادي بنجاح متواصل في تلبية نداءات جلالة المليك المفدى، عبد الله الثاني المعظم حفظه الله وأبقاه ذخراً للوطن وللأمة العربية وللإنسانية لتعزيز الأُخوّة البشرية، فهو يواصل بلا كلل ولا ملل التعريف بنهج الأُردن الوسطي عالمياً ومساندته لقِيم السلام والوئام الديني والحضاري على كل المستويات.
يَعود النجاح المتواصل في أعمال النادي إلى تفعيلات السياسة الملكية في يوميات الأردن وشعبه، وللنشاط الجاد لإدارة النادي وما يُبديه من إهتمام بالغ بتوجيهات معالي وزير السياحة والآثار، وللتعاون الوازن والنافع والهادف والدقيق معها لكونه مفتاح النجاح للبرامج المطروحة وزارياً، والتي تصبُ في صالح المواطن الأردني ومؤسسات الأردن على اختلاف مُسمّياتها ذات الصِّلة. يستمر النادي بالعمل الترويجي للمُنتَج السياحي والثقافي والحضاري الأردني على مستويات عدّة، جماعية وفردية، مؤسسية وإعلامية، ومن خلال سيداته الجادّات والنشيطات والملتزمات بهدفهن الوطني – الأممي، وقد أصْبنَ النجاح تلو النجاح على مختلف الصُّعد، وبات عدد ضخم من أصحاء العقول ومستقيمي الكَلام والكُلم في الدول الصديقة على معرفة بالأردن وحقائقه ووقائعه، وهو ما يُشكّل سداً منيعاً بمواجهة رغبات خارجية مريضة تستهدف الأُردن العزيز وأنصاره العالميين الخُلَصاء لرد الأكاذيب والفبركات الناعقة بالخراب على ناعقيها، فقد تكشفّت شخوصهم المُتّشحة بالسواد وذات التليفات الشيطانية، فأصبحوا من أتباع الماضي البعيد المَثقوبة مصداقيته.
تنبع اهمية هذه المقالة من العمل الفردي المنظم للنادي الناطق بالروسية، والذي تطوّر الى عمل جماعي في بلدان اخرى غير الاردن، فاكتسب بذلك تجربة فريدة في توسيع التبادلات الانسانية من خلال روافع سياحية – ثقافية شعبية متلاحمة، لما نسميه “الدبلوماسية الشعبية” بين الامم، والتي بدورها تساند الدبلوماسية الرسمية، بل هي أهم منها، لكونها صمام الامان في علاقات الدول والبشر بتطوير صِلاتها السلمية وتعميق التفاهم فيما بينها “يوميا” عبر جسور إنسانية محض..
تنبع اهمية هذه المقالة المتفردة من نوعها في الاردن، لولادتها من يوميات العمل الفردي المنظّم والمتلاحق للنادي الناطق بالروسية والجامع لسيدات من مختلف البلدان، والذي تطوّر الى عمل جماعي في بلدان اخرى غير الاردن، فاكتسب بذلك تجربة فريدة في توسيع التبادلات الانسانية من خلال روافع سياحية – ثقافية شعبية متلاحمة، لما نسميه “الدبلوماسية الشعبية” بين الامم، والتي بدورها تساند الدبلوماسية الرسمية، بل هي أهم منها، لكونها صمام الامان في علاقات الدول والبشر بتطوير صِلاتها السلمية وتعميق التفاهم فيما بينها “يوميا” عبر جسور إنسانية محض..