CGTN العربية/

في 25 من أكتوبر، صرح رئيس موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز أن الولايات المتحدة لن تسيطر على فيروس كورونا الجديد، لأن الفيروس يشبه فيروس الأنفلونزا. في السابق، تم تشخيص إصابة موظف لنائب الرئيس الأمريكي مايك بنس بفيروس كورونا الجديد، ومع ذلك، بصفته رئيس فريق عمل البيت الأبيض لفيروس كورونا الجديد، لم يقم بنس بالحجر الصحي فحسب، بل تجاهل إرشادات الوقاية من الوباء الخاصة بمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها لمواصلة الحملة. لقد أثبتت أقوال وأفعال كبار المسؤولين الأمريكيين مرة أخرى الموقف غير العلمي للحكومة الأمريكية، كما سلطت الضوء على انقسام كبير في المجتمع الأمريكي: التناقض بين العلم ومعاداة العلم أصبح أكثر شديدة.

بعد تفشي وباء فيروس كورونا الجديد هذا العام، اندلعت الظواهر المناهضة للفكر والعلم في الولايات المتحدة، وتزامن ذلك مع الانقسام السياسي في الولايات المتحدة. أظهر أحدث استطلاع من مركز بيو للأبحاث أن 63% من مؤيدي الجمهوريين يعتقدون أن وباء فيروس كورونا الجديد مبالغ فيه، بينما يعتقد 14% فقط من مؤيدي الديمقراطيين أن الوباء مبالغ فيه. حتى لو تم تشخيص إصابة ترامب بفيروس كورونا الجديد وانتشار الفيروس في البيت الأبيض، فإنه لا يزال يفشل في تغيير آراء معظم الجمهوريين.

بين مؤيدي ترامب، فإن الرأي القائل بأن الوباء مجرد “إنفلونزا” أمر شائع جدا، وليس من غير المألوف اعتبار الوباء “عملية احتيال”، والسبب لا ينفصل عن أقوال وأفعال السياسيين الأمريكيين. في وقت مبكر من فبراير، زعم ترامب أن “الفيروس سيختفي بأعجوبة يوما ما”. ويتفق بعض الناس مع بيان ترامب، وتقوم بالتقليل من تأثير الفيروس والاستهزاء بإجراءات الوقاية من الوباء.

تظهرت “حفلة فيروسية” من وقت لآخر في جميع أنحاء الولايات المتحدة، مما أدى إلى انتشار العدوى عدة مرات. من منتصف أغسطس إلى نهاية سبتمبر، زاد عدد المستخدمين الذين انضموا إلى مجموعة “ضد ارتداء الكمامة” على موقع “الفيسبوك” بنسبة 1800%.

إن الظاهرة المناهضة للفكر مضطربة للغاية، حتى أنها تخترق الحد الأدنى للأكاديميات الأمريكية. وكسرت العديد من المنظمات الموثوقة تقليد عدم التورط في السياسة وانتقدت الحكومة الأمريكية علانية.

في 8 أكتوبر، نشرت “نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين” آراءها حول السياسة الأمريكية لأول مرة منذ 208 سنوات منذ إنشائها، منتقدة الحكومة الأمريكية لعدم الكفاءة وتسبب في وفاة الآلاف من الأمريكيين بسبب فيروس كورونا الجديد. انتقدت مجلة “نيتشر” إدارة ترامب لتجاهلها العلم والحقائق. ووقع 81 من الفائزين بجائزة نوبل الأمريكية خطابا مفتوحا لدعم جو بايدن، جاء فيه: “لم تكن بلادنا بحاجة غير المسبوقة إلى قادة للاهتمام بقيمة العلم في صياغة السياسات العامة.”

وعلقت صحيفة “نيويورك تايمز” على ذلك بالقول إنه بالنظر إلى عملية مكافحة الوباء، فإن إدارة ترامب ارتكبت كل شيء خاطئ تقريبا. “كانت أخطاء ترامب إلى حد ما أنه قاد الاتجاه القوي بشأن المناهض للفكر في الولايات المتحدة.”