CGTN العربية/
خلال السنوات الـ30 الماضية، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة بودونغ بمدينة شانغهاي الصينية من 6.024 مليار يوان صيني في عام 1990 إلى 1.27 تريليون يوان صيني في عام 2019، بزيادة 210 ضعف. الجدير بالذكر أن منطقة بودونغ التي تمثل مساحتها واحدا من 8000 من الأراضي الصينية، شكلت واحدا من 80 من الناتج المحلي الإجمالي، وواحدا من 15 من إجمالي حجم الواردات والصادرات من التجارة الخارجية للبلاد.
تطوير منطقة بودونغ كان بمثابة معركة للتغلب فيها على المشاكل المستعصية
قبل 30 عاما، كانت نقطة الانطلاق للمنطقة منخفضة نسبيا. كان الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة يبلغ ستة مليارات يوان صيني حينذاك، وأقل من واحد من 12 في مدينة شانغهاي التي تبلغ الناتج المحلي الإجمالي لها 75 مليار يوان صيني في ذلك الوقت. في الواقع، بلغ الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة 100 مليار يوان صيني بحلول عام 2000.
أعلنت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومجلس الدولة رسميا عن قرارا ببدء تطوير منطقة بودونغ بشانغهاي في 18 أبريل 1990 وتعتبر هذا اللحظة نقطة انطلاق جديدة لها.
قد انقضت ثلاثون عاما، وطورت مدينة جديدة حديثة ومتعددة الوظائف على الضفة الشرقية لنهر بوجيانغ. كما نمت منطقة التجارة الحرة التي تبدأ من بودونغ اتجاه مجموعة الإصلاح التي تتكون من أكثر من عشر مناطق تجارة حرة تغطي البلاد بأكملها.
“إعادة إنشاء بودونغ جديدة” خلال سبع سنوات
في عام 1990، كان الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة ستة مليارات يوان صيني، وتجاوز تريليون يوان صيني في الوقت الراهن!
في عام 1999، نفذت مدينة شانغهاي إستراتيجية “التركيز على منطقة تشانغجيانغ التكنولوجية الخارقة الجديدة”، وحددت الصناعة الطبية الحيوية وصناعة الدوائر المتكاملة وصناعة البرمجيات باعتبارها الصناعات الرائدة في المنطقة. حيث إن العديد من الشركات المبتكرة والعديد من رواد الأعمال في داخل البلاد وخارجه، بما في ذلك الشركات المدرجة ضمن قائمة “فورتشين 500” تتمركز في المنطقة.
قد دخلت بودونغ نقطة انطلاق جديدة، حيث ركزت المنطقة على الصناعات المهمة الست المتمثلة في رقائق معالجات الحاسب تم تطويرها وتصنيعها بشكل مستقل بواسطة الصين والطائرات التي تم تطويرها وتصميمها بشكل مستقل للصين والأدوية ذات الملكية الفكرية المستقلة وسيارات ذات مفهوم مستقبلي والتصنيع الذكي وميناء البيانات. وفي الوقت الراهن، اقترحت المنطقة أن يتجاوز ناتجها المحلي الإجمالي تريليوني يوان صيني خلال سبع سنوات لـ”إعادة بناء بودونغ الجديدة”.
في السنوات الأخيرة، طورت مدينة شانغهاي صناعة التكنولوجيا المالية بقوة، وجذبت شركات التكنولوجيا المالية مثل “أليباي” لتتمركز فيها، وللتحسين المستمر لقدرة تنمية الصناعة المالية العالمية للمدينة وقدرتها التنافسية الحضرية.
كيف تحافظ بودونغ على الحوكمة الجيدة لمدينة من الدرجة الأولي؟
وُلدت تشن تشون في المنطقة بعام 1989 وأصبحت أصغر مسؤولة لقرية في المنطقة عام 2014.
في بداية هذا العام، كان الوباء المفاجئ بلا شك اختبارا كبيرا للمجمعات السكنية القاعدية. وفقا لاحتياجات العمل، هناك العديد من المكالمات للاتصال بالمقيمين يوميا، وتقوم تشن بإجراء 358 مكالمة يوميا على الأكثر.
يقترح بعض الأشخاص استخدام الروبوتات الذكية لاستبدال المكالمات اليدوية. حيث أبلغ الروبوت ما مجموعة 1500 شخص في وقت قصير، وكان معدل الاتصال الفعال 90%، مما قلل من ضغط عمل لجنة المقيمين للمجمعة بشكل كبير.
قالت تشن: “لا يمكن للتكنولوجيا أن تغير الحياة فحسب، بل يمكنها تغيير نمط الإدارة للمجمعة السكنية أيضا. إن مرافق المعيشة التي تعتمد على التكنولوجيا يعزز الوسائل التقنية للوقاية من الوباء للمجمعة السكنية، وأعتقد أن الاعتماد على استكشاف المجمعات السكنية الذكية، سيكون مستوى إدارة المجمعة السكنية أعلى.”
“العقل الحضري” لمنطقة متصلة بإجمالي 109 وحدة، حيث إن تشغيل المدينة وصيانتها والبيئة الحضرية والنقل الحضري وغيرها تم ربطها بأنظمة الإدارة الذكية بأكملها.
قال شي جين بينغ أثناء زيارته التفقدية إلى المنطقة في عام 2010: “تكمن أهمية تنمية بودونغ في تحقيق نموذجا ناجحا في الإصلاح والتنمية تحتذى به المناطق الأخرى في الصين والسير على نفس خطي بودونغ”. مما لا شك فيه أن تطوير وانفتاح بودونغ كان له تأثير كبير على الإصلاح والتنمية في البلاد.
على مدار 30 عاما، حملت المنطقة دائما ثقة الإصلاح والانفتاح في البلاد كـ “تجربة ناجحة”، وقدمت خبرات قابلة للتكرار وللتوسيع لتعميق الإصلاح في جميع أنحاء البلاد. في الوقت الحاضر، تقع المنطقة في طليعة تطور العصر مرة أخرى، آمل أن تمضي المنطقة قدما في عصر جديد وتخلق مستقبلا جديدا في رحلتها الجديدة!