الدكتور حمزة الفضلي*
تُعتبر شينجيانغ واحدة من أهم الركائز في نهضة الصين، وتعد عاصمتها أهم مدينة تقع على حدود الصين الشمالية الغربية، ولطالما كانت ولازالت من أهم المواقع الترفيهية والسياحية، ناهيك عن أنها غنية جداً بالمطمورات الضخمة، فهي منجم حقيقي للطاقة والاقتصاد والتشغيلات. إنها شينجيانغ، فتاة الصين الجميلة والُمدللة بالحُلى والطابع الفريد الذي يُميزها عن باقي المدن، حيث تسكن فيها قومية الإيغور المسلمة، بالأضافة الى ممثلي أقليات أخرى.
عند وصول المُقيم الدائم في الصين إلى هذه المدينة في زيارة، من الطبيعي أن يرى مظاهر الحياة الإسلامية بكل تفاصيلها تتجسد في إرجائها، حيث تنتشر فيها المطاعم الأسلامية، الجوامع وغيرها من المرافق، وضمنها نمط الأزياء الاسلامية، التي هي كلها شاهدةً على معالم الإيغور اليومية، وخاصة في الاحتفاظ بهويتهم القومية ومعتقداتهم الإيمانية.
من خلال زياراتي المتكررة إلى الحبيبة شينجيانغ، أصبحت شاهداً للعيان على مدى الاهتمام المتميز للحكومة الصينية المركزية بها، وبالمناطق التي تسكنها القوميات الأقل عدداً بالنسبة لمجموع الامة الصينية الضخمة، وعلى رأسهم الإيغور، إذ درجت الحكومة الصينية على أرسال أعداد كبيرة من المعلمين والاطباء والخبراء من أجل نهضة المدينة وحواضرها كافة، ولتطويرها الصناعي والزراعي، ضمن سياسة إنهاض المناطق الغربية أسوة بتلك الصينية الشرقية.
لقد عملت الحكومة المركزية في شينجيانغ على فتح شواغر كبيرة للتشغيل الأوسع، وبالتالي وضعت للعاملين حجر الأساس الذي يدفع بعجلة اقتصاد المدينة وتطويرها، كما قامت الحكومة بدعم الجوامع الأسلامية، والحفاظ عليها، وتزويدها بالمرافق الصحية والتسهيلات المختلفة للمؤمنين، التي تحافظ على السلامة الصحية للمصلين، ولتسهيل الصلاة وتوفير الراحة خلالها لهم، بالأضافة الى وضع برامج تدريبية وفتح أعداد كبيرة من المراكز المهنية. جميع هذه التطورات كانت لها تأثير إيجابي على المدينة والمنطقة ومواطنيها كافة.
ولكن في الجانب الآخر، المُظلم للأسف، يوجد إعلام أجنبي مُضلل، ينشط بالتحريض على استنزاف دماء الأبرياء، لتجنيد الشباب والقذف بهم إلى التهلكة، من خلال استخدام الأسلام كطُعمٍ لنوايا الإرباب الخبثاء لهذا الإعلام الخبيث، حين يمررون مخططاتهم الشيطانية لتقويض وتفتيت أمن المدينة ومنطقتها، وزرع الفتن الطائفية والعرقية.
إن ما يُنشر للعالم اليوم مرفقاً بمشاعر الهوس ودفع البشر إلى التهلكة، بمبررات واهية وحقد دفين واضح، ما هو إلا فبركات مدبلجة من بعض المتطرفين والفئات الأرهابية التي تديرها أجهزة دولية عميقة، ذات قدرات مالية ضخمة، تحوّل البشر إلى خفافيش تبحث بجنون عن فريسة في ليل بهيم، ولا تظهر إلا في الظلام الدامس، ولا تَستقبل سوى أشارات الهجوم لتحويل الأحياء إلى أموات، والفرحِ إلى ترحٍ، لصالح قوى الشر الأكثر تطرفاً، والمختبئة كالفئران في عتمة جُحورها النتنة.
ـ نبذة عن الكاتب: # حمزة_رافع_الفضلي: صديق مُقرّب من #الاتحاد_الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) #الصين، ومُتخصّص في الشؤون الصينية، ومُقيم في جمهورية الصين الشعبية.