تعتبر قرية شوى موه الواقعة على الهضبة الصينية قرية فقيرة ومتخلفة ومنغلقة سابقا، ودمرت بشكل كامل في الزلزال الكبير قبل 12 عام. وبعد سنوات طويلة من إعادة الإعمار، لم تحافظ هذه القرية الصغيرة على خصائصها الثقافية المتميزة فحسب، بل أصبحت نجما بارزا على الجبال الثلجية بعد تطبيق سياسة التخلص من الفقر الصينية عبر تدابير دقيقة.
في اليوم الـ12 من شهر مايو عام 2008، دمرت قرية شوى موه الفقيرة في الزلزال الكبير الذي أدى إلى تأثيرات كبيرة غير مسبوقة لحياة القرويين المحليين الذين فقدوا الأحباء والحقول الزراعية والمنازل السكنية بشكل مفاجئ، ومن بينهم فتاة اسمها لين فو مي التي كان عمرها 28 عاما وذهبت مع القرويين الآخرين إلى منطقة الإسكان المؤقتة تحت الترتيبات الحكومية ومساعدة المتطوعين المتحمسين الذين جاؤوا من مختلف مناطق البلاد، الأمر الذي أشعل أملها تجاه الحياة الجديدة في تلك الليلة الباردة.
وبعد فترة من تدريب مهني لمهارات التطريز التقليدية، أنشأت لين فو مي مع صديقاتها جمعية فن التطريز عام 2010، توفر للقرويات المشاركات رواتب شهرية حسب جودة أعمال التطريز الفنية وصعوبة تقنيتها، الأمر الذي لم يجذب كثيرا من الزبائن والزوار فحسب، بل يساعد أيضا على تحسين الحالة الاقتصادية لبعض العائلات الفقيرة.
ومع تطبيق سياسة التكامل الإقليمي بين الشرق والغرب، ارتبطت هذه القرية الصغيرة مع مدينة ييوو المشهورة بالبضائع الصغيرة في جنوب شرقي الصين بشكل وثيق على الرغم من مسافة بعيدة بينهما. وفي شهر يوليو عام 2018، سافرت لين فيو مي مع زملائها إلى مدينة ييوو الصينية لمشاركة التدريب المهني التخصصي واستكشاف مشروعات التعاون الجديدة. وبعد فترة من التفاوضات التجارية، توصلت فرقتها أخيرا إلى اتفاقية مع إحدى شركات الملابس الواقعة في مدينة ييوو التي تقدم طلبات لقريتها كل عام وتوفر خدمة التدريب المهني لفتيات التطريز والقرويين الفقراء. وعند التحدث عن الورشة، قالت لين فو مي مبتسمة:” الآن لدينا 36 عامل قروي فقير و15 معاق، بعضهم يحصلون على أكثر من 3000 يوانا صينيا كل شهر.”
تتردد أصوات ماكينة الخياطة في ورشة التطريز الجديدة، كأنها سمفونية رائعة لتحقيق الرخاء والتخلص من الفقر لهذه القرية الصغيرة التي كسبت حيوية جديدة في العصر الجديد. إن أولائك الفتيات الجميلات لم يكملنا أعمال التطريز الفنية المتميزة بأيديهن فحسب، بل يطرزن بها أيضا حياة سعيدة وملونة.
*المصدر: سي جي تي إن العربية.