وانغ يي: زيارتي للقاهرة تأتي في إطار تنفيذ التوافقات المهمة بين رئيسي البلدين، ومواصلة الارتقاء بعلاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة
أكد عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن زيارته الحالية للقاهرة تأتي في إطار تنفيذ التوافقات المهمة بين رئيسي البلدين، ومواصلة الارتقاء بعلاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين إلى مستوى أعلى.
وأشار وانغ، في حواره مع صحيفة الأهرام المصرية، إلى أن الجميع في الصين يعتز بالصداقة الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ مع مصر، لأن كلا البلدين صاحب حضارة عريقة، كما كانت مصر أول دولة عربية وإفريقية أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين الجديدة.
وقال إن الرئيسين شى جين بينغ وعبد الفتاح السيسي التقيا عدة مرات في السنوات الأخيرة، وتوصلا إلى توافقات مهمة وواسعة النطاق، ووضعا خططاً مستقبلية للعلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين.
مبيناً أنه من المقرر أن يلتقي مع الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الزيارة، إضافة إلى عقد جولة جديدة من الحوار مع وزير الخارجية المصري سامح شكري لتبادل وجهات النظر على نحو معمق حول تخطيط ودفع العلاقات الثنائية، وتعزيز المواءمة بين مبادرة “الحزام والطريق” و”رؤية مصر 2030″، وتعميق التعاون العملي في جميع المجالات، ودفع التواصل والتنسيق في الشئون الدولية والإقليمية.
ولفت وزير خارجية الصين إلى ما تحقق من تقدم مستمر في مجالي الاقتصاد والتجار في السنوات الأخيرة وعاد بفوائد ملموسة على شعبي البلدين، مضيفا أن حجم التبادل التجاري بين الجانبين يشهد نموًا مستقرًا منذ تجاوزه قيمة العشرة مليارات دولار أمريكي لأول مرة في عام 2013، ليصل في عام 2018 إلى 13.8 مليار دولار، ما يجعل الصين أكبر شريك تجاري لمصر.
مؤكداً على التزام الصين بسياسة الانفتاح على الخارج، واستعدادها للعمل مع دول العالم لبناء اقتصاد عالمي منفتح يتسم بالابتكار والشمولية، ورفض الصين ومصر الحاسم للحمائية التجارية، والتزامهما بحزم بنظام التجارة متعدد الأطراف، ودفاعهما عن التجارة الحرة بخطوات ملموسة.
وأشار إلى أن التعاون بين البلدين يتقدم في مجالات الاستثمار والطاقة الإنتاجية والبنية التحتية والمالية بخطوات متزنة، والحكومة الصينية تشجع الشركات الصينية على المشاركة في المشروعات الوطنية والاستراتيجية بمصر لدعم تنميتها الاقتصادية، بما فيها محور قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة.
وذكر وانغ أن الشركات الصينية الـ60 الموجودة في المنطقة تسهم في توفير عدد كبير من فرص العمل ورفع مستوى الإنتاج الصناعي، حيث يتم تصدير كثير من منتجاتها لأوروبا وإفريقيا، ما يجلب العملات الأجنبية، ويشكل توظيفًا كاملاً لميزة مصر الجغرافية التي تربط بين القارات الثلاث آسيا وإفريقيا وأوروبا.
وأوضح أن الشركة الوطنية الصينية للبناء التي تعمل في مشروع منطقة الأعمال المركزية للعاصمة الإدارية الجديدة، تحظى بتقدير جميع الأوساط المصرية، كما استعانت هذه الشركة بعدد كبير من الشركات الهندسية المصرية والعمال المصريين والمواد الخام المحلية أيضًا، ما يسهم في رفع مستوى التقنيات الهندسية بمصر.
وقال وزير الخارجية الصيني إنه في ظل التقدم المعمق والمستمر للتعاون الصيني المصري في بناء مبادرة “الحزام والطريق”، حقق البلدان مواءمة فعالة للاستراتيجيات التنموية وتطورا مطردا في التعاون الاستثماري، مضيفا أن الشركات الصينية استثمرت أكثر من 7 مليارات دولار أمريكي في مصر، وسجلت أكثر من 1560 شركة، وخلقت أكثر من 30 ألف فرصة عمل، تشمل مجالات عديدة مثل الطاقة والبنية التحتية والتصنيع والزراعة والتعدين.
وبيّن أن المجالات التي تركز عليها مبادرة «الحزام والطريق» تمثل بالضبط الأولوية الواردة في «رؤية مصر 2030»، ما سيوفر قوة دافعة جديدة للتعاون الصيني- المصري في بناء “الحزام والطريق”.
لافتا إلى أن مصر تعمل على تحسين البيئة الاستثمارية في السنوات الأخيرة، حيث أصدرت قانون الاستثمار الجديد وغيره من السياسات والقوانين، مشيرا إلى ترحيبها حكومة وشعبا باستثمار الشركات الصينية، والذي يعزز من ثقة الشركات الصينية بالسوق المصرية.
وحول حركة السياحة الصينية إلى مصر، قال وانغ إن مصر بلد يمتلك موارد وافرة، مشيرا إلى أن السائحين الصينيين بدأوا بالتوجه إلى بعض المقاصد السياحية الأبعد جغرافيا والأكثر تميزا والتي من بينها مصر، حيث تجاوز متوسط معدل النمو السنوي لعدد السائحين الصينيين إلى مصر في السنوات الثلاث الأخيرة 30%، وهو رقم يفوق معدل النمو السنوي لعدد السائحين الصينيين إلى الخارج بقدر كبير.