CGTN العربية/
في الـ19 من أكتوبر الجاري، أعلن المكتب الوطني للإحصاء الصيني أن الناتج المحلي الإجمالي في الأرباع الثلاثة الأولى لهذا العام ارتفع بنسبة 0.7% على أساس سنوي، مما يغير الانخفاض في النصف الأول من العام.
الاقتصاد الصيني يثير الاهتمام العالمي
في المؤتمر الصحفي للمكتب الوطني للإحصاء، كانت الكلمة التي ترددت بشكل لافت هي “المرة الأولى”.
حيث أصبح معدل نمو الدخل المتاح للفرد إيجابيا لأول مرة هذا العام
وتحول معدل نمو الواردات والصادرات من السلع وأصبح إيجابيا لأول مرة هذا العام
وأصبح معدل النمو الفصلي لإجمالي مبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية إيجابيا لأول مرة هذا العام
العديد من المؤشرات الاقتصادية الفرعية تعود تدريجيا إلى وضعها الطبيعي.
استخدمت شبكة “سي إن إن” الأمريكية كلمة “غبط” في عناوينها.
قال تشانغ مينغ، الباحث في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية: بسبب النمو العالمي السلبي، حققت الصين نموا إيجابيا، لذلك قد تكون مساهمة الصين في النمو العالمي أكثر مما كانت عليه في عام 2009.
على ما تنعكس هذه المساهمة بشكل ملموس؟ الجواب هو أحد محركات الاقتصادية الصينية – الصادرات. في وقت كان العالم فيه شبه مغلق، لعبت الطاقة الإنتاجية للصين دورا في إمداد العالم.
ظاهرة مثيرة للاهتمام هي أن الصين لم تعد الشريك التجاري الأكبر للولايات المتحدة، لأن الولايات المتحدة أثارت حربا تجارية العام الماضي. ومع ذلك، فمنذ ابريل من هذا العام، أصبحت الصين مرة أخرى أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة.
وراء القدرة الإنتاجية العالمية توجد دولة صناعية كبيرة واقتصاد كبير بسلسلة صناعية كاملة. ولكن كما ذكَّر العديد من الاقتصاديين، فإن ميزة التصدير الحالية ليست سوى تأثير إحلال قصير الأجل. ستتغلب البشرية بالتأكيد على الوباء، وسيستأنف الإنتاج العالمي في النهاية.
التوقعات المستقبلية للاقتصاد الصيني
الاستهلاك هو القوة الدافعة الأساسية للاقتصاد الصيني. سواء كان عن طريق الإنترنت أو غير بعيدا عنه، تتمتع الصين بإمكانات استهلاكية كبيرة يمكن تطويرها.
في منتدى عقد في جامعة تسينغهوا في نهاية الشهر الماضي، ذكر تساي فانغ، نائب رئيس الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية مجموعة من البيانات:
وفقا لسعر الصرف الرسمي، يمثل الناتج المحلي الإجمالي للصين 16.3% من الإجمالي العالمي، لكن الاستهلاك النهائي لا يزال يمثل 12.1% فقط من الاستهلاك العالمي.
لا تزال إمكانات الاستهلاك في الصين ضخمة.
إن التوسع في الاستهلاك لا يتعلق فقط باستهلاك المواطن الصيني، ولكنه يمثل أيضا دعما مهما لـ “مزدوج الدورة”. نحن بحاجة إلى المزيد من التفكير في الصين على المدى الطويل، فتنمية الطلب المحلي الصيني يمكن أن توفر المزيد من فرص الاستثمار للعالم.
لقد لاحظنا أن معدل الاستثمار الأجنبي في الصين يتزايد هذا العام.
في سبتمبر، زاد الاستخدام الفعلي للبلاد لرأس المال الأجنبي بنسبة 25.1% على أساس سنوي، محققا نموا لمدة ستة أشهر متتالية. في الوقت نفسه، اتخذت المؤسسات المالية الأجنبية مثل “جي بي مورجان تشايس” و”غولدمان ساكس” و”بلاك روك” خطوات متكررة وعززت جهودها لدخول سوق رأس المال الصيني.
إنهم متفائلون بشأن الآفاق المستقبلية للاقتصاد الصيني وإمكانات الطلب المحلي.
بطبيعة الحال، لا يمكن فصل هذا أيضا عن تعديل السياسة المالية للصين، فالتحسين المستمر للانفتاح ومشاركة عوائد التنمية لهما دور كبير في سياق تأثير الوباء هذا العام.