CGTN العربية/
قال مسؤولو الحكومة الأمريكية يوم الأربعاء الماضي إن الجولة الجديدة من خطة التحفيز المالي الجديدة للاقتصاد الأمريكي التي تنتظرها جميع القطاعات “من الصعب”أن تخرج إلى النور قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، الأمر الذي أثار مخاوف أكبر بشأن وضع الاقتصاد الأمريكي.
صعوبة التوصل إلى خطة تحفيز جديدة قبل الانتخابات الرئاسية
أشار وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوتشين، يوم الأربعاء الماضي، إلى أنه يحاول التوصل إلى اتفاق بشأن حزمة تحفيز مالية جديدة للاقتصاد الأمريكي مع رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، لكن ليس من السهل استكمال الإجراءات اللازمة قبل الانتخابات الرئاسية المرتقبة في الـ 3 من نوفمبر المقبل، وكان الجانبان قد قاما بإجراء مناقشات بشأن التفاصيل والخلافات في اليوم التالي لتلك التصريحات.
ونشر درو هاميل المتحدث باسم بيلوسي تغريدة في حسابه على “تويتر” يوم الأربعاء الماضي، قائلا إن بيلوسي ومنوتشين سيعقدان محادثات ستستمر لمدة ساعة تقريبا في اليوم ذاته بعد مفاوضات ناجحة ومثمرة حول تفاصيل الحزمة. لكن بيلوسي ما زالت تطلب تخصيص 75 مليار دولار أمريكي لإجراء اختبارات الحمض النووي لفيروس كورونا الجديد والسيطرة عليه، بالإضافة إلى برنامج اختبارات وطني يشمل جميع الولايات الأمريكية، ويرى البيت الأبيض أنه ليس هناك ضرورة لإطلاق هذا البرنامج. وقالت بيلوسي إن حزمة البيت الأبيض تتضمن تخصيص ما يقرب من 45 مليار دولار أمريكي لإجراء اختبارات الحمض النووي لفيروس كورونا الجديد والسيطرة عليه.
في الأسبوع الماضي، علق الرئيس الأمريكي ترامب على مفاوضات البيت الأبيض مع الكونغرس بشأن حزمة تحفيز مالي جديدة للاقتصاد الأمريكي، لكنه استأنف المفاوضات بعد ساعات، في حين رفعت إدارة ترامب قيمة عرضها الأخير من 1.6 تريليون دولار أمريكي إلى 1.8 تريليون دولار، لكنه لا يزال أقل بنحو 400 مليار دولار أمريكي من الحزمة المطلوبة التي تقدر قيمتها بـ 2.2 تريليون دولار أمريكي والتي يدعم تمريرها الحزب الديمقراطي. حيث عارض العديد من الجمهوريين أن تصل قيمة الحزمة التحفيزية إلى “تريليون دولار”، حتى أنهم أرادوا فقط تمرير حزمة بقيمة 500 مليار دولار أمريكي في الشهر الماضي.
أعلن ميتش ماكونيل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي خلال تصريحاته علنا أنهم بحاجة إلى حزمة جديدة للمساعدة في مكافحة الوباء، لكن من غير المرجح أن يتم تقديمها في الأسابيع الثلاثة المقبلة.
ثقة السوق تتعرض لـ”صدمة” كبيرة
نظرا لعدم التوصل إلى اتفاق بشأن حزمة التحفيز المالية الجديدة للاقتصاد الأمريكي، انخفضت مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية الثلاثة. وقال محللون إن سوق الأسهم ارتفع في أيام التداول السابقة في حالة من التفاؤل بأن تقدم الحكومة إجراءات تحفيزية جديدة للتخفيف من الأضرار الناجمة عن جائحة فيروس كورونا الجديد.
ومع ذلك، حذر ماكس، الشريك المؤسس لشركة أوكتري كابيتال مانجمنت، من أن إجراءات التحفيز الاقتصادي وحدها لا تكفي للتخفيف من المخاطر التي تواجهها الولايات المتحدة والاقتصاد العالمي. حتى ولو قدم الكونغرس الأمريكي خطة تحفيز جديدة، فإنه لن يكون قادرا على إيقاف دورة الانكماش الاقتصادي، حيث لا يمكن استئناف نمو الاقتصاد إلا بعد السيطرة على جائحة كورونا الجديد.
وقال ماكس إن الأضرار التي سببها الوباء “طويلة الأمد”، فعلى سبيل المثال، تقلصت إيرادات حكومة الولايات والمدن وأصبح من الصعب تخصيص الأموال للمدارس ودفع رواتب ضباط الشرطة.
نشر الخبير الاقتصادي كلومان مقالا في الآونة الأخيرة قال فيه: إنه إذا استمر الطرفان في الخلافات الحالية، فسيكون من الصعب التوصل إلى اتفاق بشأن حزمة التحفيز.خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، بالنسبة إلى ملايين الأسر الأمريكية وآلاف الشركات والعديد من الولايات والمدن، التي تواجه صعوبات مالية، ولديها أمل ضئيل في قبول جولة جديدة من إجراءات التحفيز من قبل الحكومة.
المزيد من المخاطر التي قد تواجه الاقتصاد الأمريكي
تحسنت بعض المؤشرات الاقتصادية في الولايات المتحدة مؤخرا، لكن أحد المطلعين على الصناعة حذر من أن الفعاليات الاقتصادية المتواجدة في فترة منخفضة نسبيا قد تواجه مخاطر التراجع.
قال نائب رئيس مجلس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى، ريتشارد كلاريدا، يوم الأربعاء الماضي إن الاقتصاد الأمريكي لا يزال يعاني من الهبوط والتراجع، وسيستغرق الأمر وقتا ليسترد قوته، وقد يستغرق الأمر لإجمالي الناتج المحلي عاما كاملا لاستئناف النمو، بالإضافة إلى ذلك، قد يستغرق التحكم في معدل البطالة ثلاث سنوات.
وقال كلاريدا: “نحتاج إلى دعم إضافي من السياسات النقدية والمالية. بالنسبة للاحتياطي الفيدرالي، نسعى جاهدين لاستخدام جميع الأدوات لدعم الاقتصاد.”
يرى خبراء القطاع المالي المخاطر الاقتصادية المحتملة والقريبة أيضا.
حيث حذرت الإدارة العليا في بنك أوف أمريكا وسيتي جروب وجيه بي مورجان تشيس وويلز فارجو من أن أنواعا مختلفة من خسائر القروض قد لا تظهر فعليا حتى العام المقبل.
وقال ما سن، الرئيس المالي لسيتي جروب :”ما زلنا في أزمة. في ظل تفشي فيروس كورونا الجديد، نادرا ما يستخدم العملاء بطاقات الائتمان لسداد الديون، مما يضغط على أعمال بطاقات الائتمان في سيتي جروب.” أما دونوفريو، أمين صندوق بنك أوف أمريكا،فيتوقع أن تكون الخسائر التجارية في العام المقبل “ضخمة”.
وأشار سو ديوي، الرئيس التنفيذي لشركة جولدمان ساكس، إلى أنه لا يزال هناك احتمالات كبيرة لتطور جائحة فيروس كورونا الجديد على الصعيد العالمي.
تشعر إدارة بنك جي بي مورجان تشايس بالتفاؤل نسبيا بشأن التداعيات المحتملة على أعمال الإقراض الخاصة به، كما أن معدل “الاقتراض الأساسي” للبنك أظهر نتائج أفضل مما كان عليه قبل ثلاثة أشهر. قال الرئيس التنفيذي للبنك، ديمون، إنه إذا تحسن وضع الوباء في المستقبل، فقد تنخفض احتياطيات البنك بمقدار 10 مليارات دولار؛ وإذا حدث العكس، فقد تنخفض بمقدار 20 مليار دولار.