CGTN العربية/
منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم بشمال غربي الصين، ليست أكبر مقاطعة أو منطقة في الصين فحسب، بل تعد المنطقة التي تضم أكبر مساحة صحراوية وأخطر تهديد للتصحر في الصين أيضا. منذ تنفيذ “الخطة الخمسية الثالثة عشرة”، عملت حكومة منطقة شينجيانغ الصينية على مقاومة التصحر والسيطرة عليه بشتى السبل، واتخذت تدابير مثل إغلاق الأراضي الرملية التي لا تتوافر فيها شروط المعالجة وغير الصالحة للتطوير أو الاستخدام بهدف حماية البيئة والمساعدة الاصطناعية والتشجير وغيرها من التدابير المتعددة، فحتى عام 2019، تمت معالجة ما يقرب من 24.67 مليون مو (نحو 1.6 مليون هكتار) من الأراضي المتصحرة، التي تغطي جميع المدن والمحافظات في شينجيانغ. حيث تم ردع التصحر المنتشر من جنوب جبال تيانشان امتدادا إلى شمالها بشكل فعال.
يظهر المسح الخامس لنتائج رصد التصحر أن مساحة الأراضي المتصحرة في شينجيانغ يبلغ 747،100 كيلومتر مربع، وهو ما يمثل 44.87% من المساحة الإجمالية لـشينجيانغ و43.41% من مساحة الأراضي المتصحرة في الصين. من بينها، يقع جزء كبير من المناطق في المسار المتحرك للمنطقة ومصدر الرمال والعاصفة الرملية. لأن نسبة هطول الأمطار ضئيلة جدا، يسهل تدمير النباتات ويصعب استعادتها، لذلك كان أفضل حل هو إغلاق الأراضي الرملية التي لا تتوافر فيها شروط المعالجة والغير صالحة للتطوير أوالاستخدام بهدف حماية البيئة.
تمت حماية المناطق المتصلة بالواحات أو حافة الصحراء من خلال تدابير مثل مد الغابات الاصطناعية أو الغابات الطبيعية أو الحواجز الرملية الاصطناعية من صحراء قوربان تونقوت إلى صحراء تاكليماكان، بحيث يمكن للواحات التمدد مع الوقت. في الوقت نفسه، أنشأت حكومة شينجيانغ المحلية منطقة حماية وطنية مغلقة للأراضي المتصحرة، حيث تم حماية البيئة الهشة لشينجيانغ بفضل تلك المحميات وآليات الحماية المغلقة. أما الحواجز الرملية الاصطناعية مثل الترابيع المصنوعة من الأعشاب، فتحمي الطرق الرئيسية عبر الصحراء.
الجانب الشمالي الغربي من صحراء تاكليماكان
منذ تنفيذ “الخطة الخمسية الثالثة عشرة”، التي ساعدت على تطوير تكنولوجيا الزراعة في شينجيانغ، وتم كذلك تحسين آلية إدارة الموارد المائية، ما ساعد في توفير المياه. وكان توصيل المياه النظيفة من نهر تاريم مثال على ذلك، أصبحت المزيد من المياه تتدفق من شمال جبال تيانشان إلى جنوبها من الحقول إلى الأراضي القاحلة الواسعة، لتساعد في استعادة النباتات الصحراوية بشكل ملحوظ، وتثبيت المزيد من الرمال المتحركة، ما قضى بشكل كامل على التصحر في تلك المنطقة.
في الأماكن التي تتمتع بظروف جيدة نسبيا للسيطرة على مخاطر التصحر، تميل مشاريع الوقاية من التصحر ومكافحتها في شينجيانغ إلى أن تكون “صديقة” للبيئة، ولاستكشاف طرق صديقة للبيئة تفي باحتياجات التنمية البشرية والتقدم. جمع السكان المحليون بين التحكم البيولوجي في الرمال وتقنيات زراعة النباتات الخاصة لتصبح جزءا مهما من صناعة الرمال في شينجيانغ، مما يوفر طريقة فعالة للتخفيف من حدة الفقر على المستوى المحلي.
في الوقت الحاضر، تدفع شينجيانغ بـ”ساحة معركة” حماية البيئة من الواحات وحافتها إلى أعماق الصحراء بطريقة مستقرة ومنظمة. وفي الوقت نفسه، تولي مزيدا من الاهتمام للتحكم في الأراضي التي من المحتمل أن تتعرض للتصحر، وتعزز باستمرار قدرة توجيهها إلى البيئة المستقبلية. مع تعميق التحكم تدريجيا، استمر تباطؤ توسع الأراضي المتصحرة في شينجيانغ، ما شكل نموذج مثاليا للجمع بين الحفاظ على البيئة والتنمية والمنافع الاجتماعية.