CGTN العربية/
في مواجهة الإنجازات والنزاعات، كيف تساعد مبادرة “الحزام والطريق” التي طرحتها الصين في الانتعاش الاقتصادي العالمي؟
تعد مبادرة “الحزام والطريق” التي طرحتها الصين رؤية عالمية كبرى لبناء البنية التحتية المهمة في البلدان النامية، ومحاولة حل أكبر مشاكل العالم — الفقر العالمي وعدم المساواة وغيرهما من المشاكل الصعبة.
يزعم بعض المسؤولين الغربيين أن تعتزم الصين استخدام مبادرة “الحزام والطريق” للاستيلاء على الأصول الإستراتيجية من خلال “دبلوماسية فخ الديون”، وخلق تبعية اقتصادية استعمارية جديدة، والسعي للحصول على دعم سياسي من خلال التحفيز الاقتصادي (حتى الرشوة). أما بالنسبة إلى بعض الصينيين، فيصف مبادرة “الحزام والطريق” بأنه الأعمال الخيرة الخالصة من أجل رفاهية البلد الذي يطبق فيه المشروع.
ولكن وجهتي النظر المذكورتين أعلاه تشوهان المساهمة الفريدة لمبادرة “الحزام والطريق” وقيمتها الحقيقية للمجتمع الدولي.
أظهرت الأبحاث الغربية أن الاتهامات بفخ الديون للصين هو ادعاء لا أساس له من الصحة، وقد استفادت الصين كثيرا منها، مثل جلب المزيد من الفرص التجارية للشركات الصينية، والاستفادة الكاملة من القدرات الإنتاجية الفائضة، وزيادة الوصول إلى الموارد الطبيعية، وتعزيز التنمية المتعددة العناصر للسوق على المدى الطويل.
لا يمكن استدامة مبادرة “الحزام والطريق” ما لم تحقق الصين والدولة التي يقع فيها المشروع فوزا مشتركا، مما يمكنها تقديم دعم قوي طويل الأجل للبلدان النامية في المستقبل.
في الآونة الأخيرة، بعد تفشي جائحة فيروس كورونا الجديد، ضخت مبادرة “الحزام والطريق” حيوية في الاقتصاد العالمي، وخاصة البلدان النامية. حيث لا تعزز مبادرة “الحزام والطريق” التواصل والترابط التجاري فحسب، بل تنشط سلاسل عرض واتصالات بتقنية الجيل الخامس والإنقاذ الطبي أيضا، والأهم من ذلك، خاصة في المساعدة الطبية المتمثلة في علاج المصابين بـ”كوفيد-19″ واللقاح المضاد لـ”كوفيد-19″ القادم.
في مارس الماضي، دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى إنشاء “طريق حرير صحي” لمكافحة جائحة كورونا على الصعيد العالمي. في يونيو، ترأس وزير الخارجية وانغ يي مؤتمر رفيع المستوى عبر الفيديو حول التعاون الدولي في الحزام والطريق بحضور وزراء خارجية ومسؤولين على المستوى الوزاري من 25 دولة.
قال الرئيس شي، في رسالة مكتوبة أرسلها إلى المؤتمر، إن الصين تعتزم العمل مع جميع شركائها لتطوير الحزام والطريق ليصبح نموذجا للتعاون يواجه التحديات عبر الوحدة ونموذجا صحيا لحماية سلامة الشعوب وصحتها، ونموذجا للتعافي لاستعادة النشاط الاقتصادي والاجتماعي، ونموذجا للنمو لإطلاق إمكانيات التنمية.
وأشار وزير الخارجية وانغ يي إلى أن وباء “كوفيد-19” لم يقيد التعاون في إطار مبادرة “الحزام والطريق”، بل بدلا من ذلك، عززه بالفعل. حيث صدرت الصين أكثر من 50 مليار كمامة و250 مليون ملابس واقية إلى العالم، كما أرسلت 26 فريقا طبيا إلى 24 دولة لإجراء التبادلات والتوجيه المباشر.
في الربع الأول من عام 2020، زاد حجم التجارة بين الصين والدول الواقعة على طول “الحزام والطريق” بنسبة 3.2%، أي أعلى بنحو 10 نقاط مئوية من معدل نمو التجارة الخارجية. في النصف الأول من عام 2020، زاد عدد قطارات الشحن بين الصين وأوروبا بنسبة 36% بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، وتم تسليم 27 ألف طن من المواد المضادة للوباء إلى إيطاليا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا وبولندا والمجر وغيرها من الدول الأخرى.
بعد وباء “كوفيد-19″، ستولي الدول مزيدا من الاهتمام للتنمية الاقتصادية وتحسين مستويات معيشة الشعب، وكما ستزداد الحاجة إلى التعاون في مجال الصحة العامة بشكل تدريجي. وستواصل مبادرة “الحزام والطريق” توفير الملاءمة وتساعد في تعزيز تنمية البلدان النامية.