CGTN العربية/
سلط الرئيس الصيني شي جين بينغ، يوم الخميس، الضوء على الإنجازات غير العادية التي حققتها المرأة في المجتمع والتحديات التي تواجهها على مستوى العالم، داعيا إلى بذل جهود مشتركة لتعزيز المساواة بين الجنسين وتنمية المرأة في جميع أنحاء العالم.
جاء ذلك عندما ألقى شي كلمة من بكين عبر رابط فيديو، في اجتماع رفيع المستوى عقدته الأمم المتحدة للاحتفال بالذكرى السنوية الـ25 للمؤتمر العالمي الرابع للمرأة.
وأشار إلى أن المرأة هي صانعة الحضارة الإنسانية ومحركة للتقدم الاجتماعي، وقد حققت إنجازات غير عادية في جميع المجالات.
وقال شي إنه في ظل المعركة الجارية ضد مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، قاتلت العاملات في المجال الطبي ومجال مكافحة المرض والباحثات والعاملات في المجتمع والمتطوعات في جميع أنحاء العالم، في تحد للخطر وعمل على مدار الساعة، في الخطوط الأمامية للمعركة.
وأضاف “لقد كتبن بتفانيهن وإبداعهن، ملاحم بطولية لإنقاذ الشعب وحماية الأرواح. إنهن حقا يستحققن إعجابنا”.
وأشار شي إلى أنه في الصين، في ذروة المعركة ضد المرض، واجهت العديد من العاملات الطبيات، بعشرات الآلاف، الفيروس بشجاعة من خلال تعريض أنفسهن للخطر.
لقد هرع أكثر من 40 ألف عامل صحي من جميع أنحاء البلاد إلى مقاطعة هوبي، التي كانت الأشد تضررا من المرض في الصين، وكان الثلثان من النساء.
وشدد على أن “شجاعتهن وعملهن الجاد أظهرا أفضل ما في مهنة الطب. لقد حافظ تفانيهن وتضحياتهن، على الأمة خلال الأوقات الصعبة”.
وقال شي إنه على مدى السنوات الـ25 عاما الماضية، أطلقت الرسالة القوية للمؤتمر العالمي الرابع للمرأة الذي عقد في بكين، العنان للعديد من التغييرات الإيجابية.
ونوّه إلى أن الوضع الاجتماعي للمرأة أعلى بكثير، وبصورة متزايدة، تلعب المرأة دورا مهما في “دعم نصف السماء”، مضيفا أن المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة يعدان حاليا هدفين مهمين لأجندة التنمية المستدامة 2030.
وأكد شي أن تفشي المرض في جميع أنحاء العالم جلب تحديات أكبر للمرأة، قائلا “في كل من احتواء المرض وتعزيز الانتعاش الاقتصادي والاجتماعي فيما بعد المرض، من المهم بشكل خاص أن نتعامل مع الحاجات الخاصة للمرأة”، حاثا على بذل الجهود لتحقيق “إعلان ومنهاج عمل بكين”.
ولهذه الغاية، طرح شي أربع خطوات رئيسية على العالم أن يتخذها.
وقال الرئيس الصيني “أولا، نحتاج إلى تقليل تأثير (كوفيد-19) على المرأة”، داعيا إلى إيلاء اهتمام خاص للحاجات الصحية والاجتماعية والنفسية وبيئة العمل للعاملات الطبيات في الخطوط الأمامية.
وأوضح بقوله “نحن بحاجة إلى وضع حماية حقوق ومصالح النساء والفتيات على رأس جدول أعمال الصحة العامة وإعادة الانفتاح الاقتصادي”، وحث على ضرورة التصدي لانتهاكات حقوق المرأة ومصالحها.
وأشار شي بقوله “نحن بحاجة إلى تحسين الخدمات الاجتماعية، مع إعطاء الأولوية لمجموعات خاصة مثل المرأة الحامل، والمرأة خلال فترة ما بعد الولادة، والأطفال”.
وقال إنه قد يتم منح رعاية خاصة للنساء اللائي يعانين من صعوبات مثل الفقيرات أو المسنات أو ذوات الإعاقة، وينبغي بذل الجهود لتعزيز تقديم مزايا للمرأة، ومعالجة شواغلهن، وتحقيق نتائج من أجل رفاهيتهن.
وأضاف شي “ثانيا، نحن بحاجة إلى السعي لتحقيق مساواة حقيقية بين الجنسين. يجب أن تصبح حماية حقوق المرأة ومصالحها التزاما على المستوى الوطني”.
وقال إنه في الوقت الذي يسعى فيه العالم إلى التعافي فيما بعد المرض، ربما يتم خلق فرص جديدة للمرأة للمشاركة في صنع القرار والمشاركة بشكل أكبر في الحوكمة الوطنية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
وشدد شي على الحاجة إلى القضاء على التحيز والتمييز والعنف ضد المرأة، وجعل المساواة بين الجنسين معيارا اجتماعيا وضرورة أخلاقية يحترمها الجميع.
وقال: “ثالثا، نحتاج إلى ضمان تصدّر المرأة في مقدمة عصرنا”، وحث على بذل الجهود لحماية حقوق المرأة ومصالحها وتحسين حياتها، وضمان أن تسير تنمية المرأة جنبا إلى جنب مع التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأشار شي إلى أنه يجب خلق بيئة مواتية يجري فيها تحفيز المرأة وإطلاق العنان لإبداعاتها بالكامل، كما يجب أن تشعر حقا بالرضا والسعادة والأمان، مشددا على دور الحكومة في الاستفادة بشكل كامل من حشد جميع أصحاب المصالح لدعم المرأة ومساعدتها في عيش حياتها على أكمل وجه.
وقال الرئيس الصيني “رابعا، نحن بحاجة إلى تعزيز التعاون العالمي في تعزيز تنمية المرأة”، متعهدا بدعم الصين للأمم المتحدة لجعل تنمية المرأة أولوية.
وأوضح أنه ينبغي بذل المزيد من أجل القضاء على العنف والتمييز والفقر وغيرها من المشكلات القديمة، ومعالجة التحديات الجديدة مثل سد الفجوة الرقمية بين الجنسين، وذلك من أجل تحقيق نتائج مبكرة للأهداف المتعلقة بالمرأة في أجندة 2030.
وشدد شي على أن المساواة بين الرجل والمرأة سياسة دولة أساسية في الصين، مشيرا إلى أن البلاد قد وضعت نظاما قانونيا يضم أكثر من 100 قانون ولائحة من أجل حماية حقوق المرأة ومصالحها بشكل كامل.
وفي الصين، جرى تضييق الفجوة بين الجنسين في التعليم الإلزامي إلى حد كبير، وأصبحت المرأة تمثل أكثر من 40 بالمئة من القوى العاملة في البلاد.
وقبل خمس سنوات، اقترح شي عقد اجتماع لقادة العالم بشأن المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. والآن تم تنفيذ مجموعة المقترحات التي طرحها في الاجتماع لتعزيز التعاون العالمي في هذا الصدد.
وفي معرض تعهده باستعداد الصين لبذل المزيد من الجهد لدعم القضية العالمية لتنمية المرأة، اقترح شي عقد اجتماع آخر لقادة العالم في 2025 بشأن المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.
وقال شي “لا يزال أمامنا طريق طويلة ونحتاج إلى العمل الجاد الحقيقي لبناء عالم تتحرر فيه المرأة من التمييز وكذلك بناء مجتمع من التنمية الشاملة”.
ونوّه “دعونا نعمل معا ونضاعف الجهود لتعزيز المساواة بين الجنسين ودفع القضية العالمية لتنمية المرأة”.