شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية
بقلم دكتورة كريمة الحفناوي*
*تعريف بالكاتبة: إعلامية مصرية شهيرة، ومُعتمدة للنشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية في الجزائر؛ وعضو متقدم ناشط في #الأتحاد_الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب #أصدقاء_وحلفاء #الصين؛ وناشطة سياسية وقيادية في حركة كفاية؛ وعضو مؤسس بالحزب #الاشتراكي_المصري وجبهة نساء #مصر، وعضو حملة الحريات #النقابية والدفاع عن حقوق العمال؛ وعضو لجنة #الدفاع عن الحق فى الصحة – مصر.
تحتفل الأمم المتحدة هذا العام بذكرى مرور 75 عاما على تأسيسها، وفى 15 سبتمبر 2020 افتتحت أعمال الدورة السنوية الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وتنعقد الدورة هذا العام فى ظل ظروف تاريخية خاصة بسبب حالة الطوارىء العالمية الناتجة عن تفشى فيروس كوفيد 19 المستجد وحاجة البشرية للتعاون المشترك لمواجهة جائحة الفيروس وتداعياتها الصحية والاقتصادية والاجتماعية والتى قد تستمر لبضعة سنوات وفقا لآراء المؤسسات والمنظمات الدولية.
وبهذة المناسبة ألقى الرئيس نيكولاس مادورو موروس رئيس جمهورية فنزويلا البوليفارية خطابا هاما أثناء المناقشة العامة للدورة العادية فى 23 سبتمبر 2020 استهلها بكلمة للقائد هوجو شافيز القاها فى عام 2001 أمام الأمم المتحدة قال فيها”نحن فنزويلا نعتقد أنه يجب علينا مراجعة العالم بالكامل باستخدام عدسة مكبرة ضخمة جدا لأن العالم أخطأ كثيرا ويتعثر فى الأخطاء”. وأكمل مادورو خطابه بأن الدعوة التى أطلقها هوجو شافيز فى 2001 للنظر فى إعادة تأسيس الأمم المتحدة مازلنا مصرين عليها فى 2020 ونطالب بمزيد من الإرادة والجهود للحفاظ على الإنجازات والمضى قدما فى تحقيق أهداف جديدة، ونصر على ضرورة تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب (أسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية) مع مزيد من دعم المبادرات والأولويات التى تحددها الشعوب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ولأهمية ماطالب به الرئيس مادورو وأكد عليه سأوجز فى السطور التالية ماورد فى خطابه أمام الدورة 75 للأمم المتحدة.
أكد الرئيس مادورو فى خطابه على عدد من المبادىء تتبناها فنزويلا وتعمل على التعاون مع الأمم المتحدة ودول العالم لتحقيقها حيث أكد على العمل من أجل إنقاذ الكوكب الذى نعيش عليه والدعوة إلى الالتزام السياسى بمكافحة التغير المناخى كأولوية ملحة وفقا لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن المناخ واتفاق باريس وأشار إلى أن وباء كورونا يقترن بالتحديات العلمية للتغير المناخى والتنمية المستدامة. وأضاف رئيس فنزويلا “نحيى الجهود العلمية للدول الشقيقة روسيا والصين وكوبا فى إيجاد لقاح فعال وآمن ونثق أن مثل هذه النتائج ستعتبر منفعة عامة وعالمية لكل من دولنا مع ضمان الحصول عليها مجاناً لجميع شعوب العالم دون تمييز”.
وفى جزء آخر من خطابه تحدث عن أن فيروس كوفيد 19 المستجد كشف للعالم الفجوات الطبقية الاجتماعية والاقتصادية داخل البلدان ولذا يجب على المجتمع الدولى ككل أن يقدم استجابة عالمية ومنسقة تسمح له بتقديم الدعم لجميع الدول المحتاجة مما يساعد على تهيئة الظروف لاقتصادات أقوى وأضاف “لقد حولت الدول الكبرى حقوق الإنسان إلى خدمات خاصة و”أصبحت الصحة رفاهية، دعونا نسمع غضب الشعوب التى تشعر باليتم وعدم الحماية، إن صحة ورفاه السكان ليسا بضاعة، ولا يمكن للسوق العالمية أن تستمر فى تنظيم مصير البشرية”.
وقدم رئيس جمهورية فنزويلا البوليفارية اقتراحا هاما للأمم المتحدة وهو (إنشاء صندوق متجدد للمشتريات العامة فى منظومة الأمم المتحدة لضمان الوصول إلى المنتجات الغذائية والصحية بتمويل من الموارد العامة) وهذا سيمكن من مواجهة التمييز والحصار الاقتصادى ضد البلدان مما يُسهِّل على الحكومات الحصول على السلع والخدمات الضرورية.
كما طالب مادورو بتعزيز السياسات وصناديق التمويل التى تهدف إلى تطوير سلاسل الإنتاج المحلية والفاعلين الاقتصاديين الجدد وكذلك إنشاء بنك للتكنولوجيات المجانية وعمليات التعليم والتدريب الشاملة. وأضاف رئيس فنزويلا “نطالب بوقف التدابير القسرية الانفرادية وجميع العقوبات وترك الشعوب تمارس حقها فى التنمية والسلام”.
وطلب الرئيس مادورو أيضا بإعادة انتخاب فنزويلا كعضو فى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة من خلال الأصوات السيادية والأغلبية للبلدان الممثلة فى منظومة الأمم المتحدة وفى إطار تركيزه على هذا المطلب قال “فنحن علر الرغم من الهجمات المستمرة من قبل الإمبراطورية الأمريكية وأتباعها أكدنا من جديد على التزامنا بتعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع الناس دون تمييز من أى نوع وبطريقة منصفة وعادلة، ودعمنا بقوة لجميع المبادرات فى مكافحة التمييز على أساس العرق أو الجنس أو الجنسية، نحن ملتزمون بمبادىء الأمم المتحدة، وملتزمون بالحوار الدولى والثقافى والتعاونى لتعزيز وحماية حقوق الإنسان بما فى ذلك بالطبع الحق فى التنمية الشاملة”.
وفى هذا الصدد كرر نيكولاس مادورو تأكيده على دعم بلاده وتضامنها مع الشعب العربى الفلسطينى وحقه فى إقامة دولته على حدود أراضى 4 يونيو 1967 كما أكد على تأييده لدعوة الأمم المتحدة لإنهاء الحصار الإجرامى المشين لما يقرب من 60 عاما على الشعب الكوبى وطالب حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بوضع حد فورى للحصار الاقتصادى والتجارى والمالى المفروض على كوبا الشقيقة.
وتحدث الرئيس الفنزويلى عن ماتتعرض له بلاده من تدابير أحادية الجانب من قبل أمريكا لإخضاع الفنزويليين رجالا ونساء لحصار اقتصادى بهدف التجويع لإثارتهم ضد نظامهم المنتخب الذى يرفض التبعية لأمريكا ويسعى للتنمية المستقلة وتحسين الأحوال المعيشية للشعب الفنزويلى، وأوضح أن أمريكا فرضت عقوبات اقتصادية على فنزويلا تم بموجبها مصادرة أكثر من30 مليار دولار وتم تجميدها واختطافها فى حسابات مصرفية فى أمريكا وأوروبا وكذلك هددت بفرض عقوبات على أى شركة اوحكومة تقوم بتسويق أى سلعة أو خدمة لفنزويلا سواء كانت طعاما أو دواء أو وقودا أو إضافات ضرورية لإنتاج البنزين الذى يحتاجه الشعب ولا يمكن الاستغناء عنه.
ولم تكتف أمريكا بهذا الحصار الإجرامى بل حاولت مهاجمة فنزويلا عبر توغل بحرى من قبل مرتزقة مولتهم أمريكا وتم تدريبهم فى كولومبيا بهدف إسقاط الرئيس الفنزويلى هذا غير التدابير الخاصة بمؤمرات الانقلاب.
قال الرئيس مادورو ” استعدت فنزويلا للتغلب على هذا الحصار غير الإنسانى، إنها معركة من أجل السلام ومن أجل بلدنا ومن أجل المنطقة ومن أجل الإنسانية، وسيتم الأحد 6 ديسمبر 2020 إجراء انتخابات ديمقراطية بمشاركة 14 ألف و400 مرشح ومرشحة ومن أكثر من 107 منظمة سياسية من مختلف الأطياف الوطنية وذلك لاختيار السلطة التشريعية”.
وفى نهاية خطابه قال “ها هى فنزويلا شامخة مع كرامتها التاريخية فى سلام جاهزة لمواجهة التحديات الجديدة وجاهزين لانتصارات جديدة أحييكم متمنيا الوحدة والسلام والتعاون للعالم كله”.
وفى نهاية المقال نتمنى أن جميع دول العالم تعمل معا من أجل التصدى لوباء كورونا ومن أجل التقدم نحو مستقبل مشرق من التنمية والازدهار، وأن تسعى منظمة الأمم المتحدة لتنفيذ ميثاقها من أجل الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين دون الخضوع لإملاءات الولايات المتحدة الأمريكية التى لا تحترم المعاهدات والمواثيق الدولية والتى يتسبب رئيسها الحالى دونالد ترامب فى إزجاء وإشعال نيران الفتن والصراعات فى العديد من بلدان العالم.